«أنا
لا أتحدث العربية للأسف، لكن ما أفهمه من الترجمات التي تصلني عن تفاصيل
الجدل السياسي اليومي في مصر وتونس تشير إلى أن معظم الوقت هناك مهدر في سب
وشتم كل من كانت له صلة
قريبة أو بعيدة بالأنظمة السابقة، فذاك أمر خاطئ
في نظري، أنا أتفهم الأسى الذي يعتصر قلوبكم، وأعرف أن مرارات الظلم ماثلة،
إلا أنني أرى أن استهداف هذا القطاع الواسع من مجتمعكم قد يسبب للثورة
متاعب خطرة، إذا أردت نموذجاً للأشرار لن تحتاج إلى جهد كبير للبحث، ربما
تزدحم لديك الأسماء، أما إذا أردت نماذج للطيبين، فإنك لا شك ستفكر ملياً».
هذا جزء من رسالة نلسون مانديلا، حكيم لا يختلف عليه اثنان، وجّهها
في بداية سطوع نجم «الربيع العربي» إلى… «إخوتي في بلاد العرب… إخوتي في
مصر وتونس».
بعد عشرة آلاف يوم في السجن، خرج مانديلا وسؤال كبير يشغله أكثر من أي أمر آخر، توقّع أن السؤال نفسه هو ما يشغل الثورات العربية من أطلقها؟ ومن يحاول قطف ثمارها؟ في رسالته الحكيمة قال: «السؤال الذي ملأ جوانحي حينها هو كيف سنتعامل مع إرث الظلم لنقيم مكانه عدلاً؟ أكاد أحس هذا السؤال هو ما يقلقكم اليوم. لقد خرجتم لتوكم من سجنكم الكبير، وهو سؤال قد تُحدد الإجابة عنه طبيعة الاتجاه الذي ستنتهي إليه ثوراتكم».
ثم وصف العلاج «عليكم أن تتذكروا أن أتباع النظام السابق في النهاية مواطنون ينتمون لهذا البلد، فاحتواؤهم ومسامحتهم هما أكبر هدية للبلاد في هذه المرحلة، ثم إنه لا يمكن جمعهم ورميهم في البحر، أو تحييدهم نهائياً، ثم إن لهم الحق في التعبير عن أنفسهم، وهو حق ينبغي أن يكون احترامه من أبجديات ما بعد الثورة»… «إنها سياسة مرة لكنها ناجعة».
وتنبأ بالنتائج «أرى أنكم بهذه الطريقة – وأنتم أدرى في النهاية – سترسلون رسائل اطمئنان إلى المجتمع الملتف حول الديكتاتوريات بأن لا خوف على مستقبلهم في ظل الديموقراطية والثورة، ما يجعل الكثير من المنتفعين يميلون إلى التغيير، كما قد تحجمون خوف وهلع الديكتاتوريات من طبيعة وحجم ما ينتظرها».
لم يكتف نلسون مانديلا بهذا، بل ختم رسالته المؤثرة باستحضار السنة النبوية لرسول الإسلام والسلام عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.. «أتمنى أن تستحضروا قولة نبيكم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
ألا تستحق هذه الدعوة والرسالة الصادقة، إعادة التمعن فيها من المتصارعين الآن على أوطان تغرق وشعوب في مهب الريح؟
عبدالعزيزاحمد السويد
بعد عشرة آلاف يوم في السجن، خرج مانديلا وسؤال كبير يشغله أكثر من أي أمر آخر، توقّع أن السؤال نفسه هو ما يشغل الثورات العربية من أطلقها؟ ومن يحاول قطف ثمارها؟ في رسالته الحكيمة قال: «السؤال الذي ملأ جوانحي حينها هو كيف سنتعامل مع إرث الظلم لنقيم مكانه عدلاً؟ أكاد أحس هذا السؤال هو ما يقلقكم اليوم. لقد خرجتم لتوكم من سجنكم الكبير، وهو سؤال قد تُحدد الإجابة عنه طبيعة الاتجاه الذي ستنتهي إليه ثوراتكم».
ثم وصف العلاج «عليكم أن تتذكروا أن أتباع النظام السابق في النهاية مواطنون ينتمون لهذا البلد، فاحتواؤهم ومسامحتهم هما أكبر هدية للبلاد في هذه المرحلة، ثم إنه لا يمكن جمعهم ورميهم في البحر، أو تحييدهم نهائياً، ثم إن لهم الحق في التعبير عن أنفسهم، وهو حق ينبغي أن يكون احترامه من أبجديات ما بعد الثورة»… «إنها سياسة مرة لكنها ناجعة».
وتنبأ بالنتائج «أرى أنكم بهذه الطريقة – وأنتم أدرى في النهاية – سترسلون رسائل اطمئنان إلى المجتمع الملتف حول الديكتاتوريات بأن لا خوف على مستقبلهم في ظل الديموقراطية والثورة، ما يجعل الكثير من المنتفعين يميلون إلى التغيير، كما قد تحجمون خوف وهلع الديكتاتوريات من طبيعة وحجم ما ينتظرها».
لم يكتف نلسون مانديلا بهذا، بل ختم رسالته المؤثرة باستحضار السنة النبوية لرسول الإسلام والسلام عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.. «أتمنى أن تستحضروا قولة نبيكم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
ألا تستحق هذه الدعوة والرسالة الصادقة، إعادة التمعن فيها من المتصارعين الآن على أوطان تغرق وشعوب في مهب الريح؟
عبدالعزيزاحمد السويد
Posted: 05 Apr 2013 02:01 PM PDT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..