الخميس 14 جمادي الثاني 1434هـ - 25 أبريل 2013م
دبي – العربية.نت -
وصف الكاتب إبراهيم البليهي، رسائل الدكتوراة والماجستير في الجامعات
السعودية بـ"الكلام الفاضي"، موضحاً أنها تعتمد على شكليات البحث العلمي
وتقنياته فقط. ووفقاً لصحيفة "الشرق" قال البليهي، خلال محاضرة
بعنوان "مفهوم العقل" أقامها نادي حائل الأدبي وأدارها عمر الفوزان مساء
أمس الأول: "إن رسائل الماجستير والدكتوراة في الجامعات السعودية ليست
أبحاثا علمية، لأنها تفترض نتيجة وتسعى لإثباتها". وتطرق في محاضرته
إلى علاقة العرب بالغرب، وقال: "تخاصمنا مع الغرب تخاصما غبيا، فنحن لا
نستطيع أن نعيش من دونهم، ويجب أن نكون واقعيين، ومن التضليل والتخدير أن
ننسب نهضة أوروبا إلينا"، مشيرا إلى أن العلماء العرب الذين ندعي أن أوروبا
أخذت منهم ما زلنا نشتمهم، ومنذ أيام ابن رشد ونحن ننبذ ونطرد كل باحث في
الفكر. وعرج بعد ذلك على الحديث عن مفهوم العقل، مبيناً أن العلم
أثبت أن الشخص يكبر ويتطور عقله، على عكس الآراء السابقة، التي كانت ترى أن
الشخص يولد بعقل كامل. وأضاف "مع استعراض الناتج لــ 22 دولة
عربية، نجد أنه لا يعادل إنتاج سنغافورة، وهي جزيرة صغيرة، أو مستنقع تم
ردمه، واصفاً هذا الأمر بـ "فضيحة"، لا تليق بنا، ونحن نرفض الفكر المغاير،
وهذا ليس من الإسلام، وأوضح أن أوروبا، التي غرقت في ظلمات الجهل، قد
استيقظت من خلال اليونانيين عبر كوبرنيكس وهو رائد للرفض، ثم انتشرت
النظريات، وانفتح العقل الأوروبي ثم ظهر مارتن لورانس، وهو رائد كذلك
للرفض، وبعده ظهر فرانسيس الذي كسر قاعدة السلف، وشن هجوماً على أرسطو الذي
كانت أوروبا تردد نظرياته. وقال إن لدينا إمكانات هائلة لأن نتطور،
وأن المعضلة في مجتمع يتصالح مع المفسد والمنحرف ولا يتصالح مع المفكر
تكمن في الثقافة، مشيرا إلى أن الأفراد في مجتمع كهذا يرون الفكر المغاير
عدوانا، والإنسان هو ذاتي التفكير، ولا يصبح موضوعي التفكير إلا بعد البحث. وأوضح
أن الأصل في الثقافات البشرية أنها تعتمد على النقل، ولا يوجد نقل إلا
بعقل وأن الإنسان كائن تبريري, وأن العرب ظهر منهم فلاسفة وعباقرة، ولم
تستفد أوروبا من العرب بل أخذت أفراداً، فالرازي وغيره وابن رشد تعلموا
الفكر اليوناني، ونبذهم العرب.
...........................................ذكرني بتغريدات قيمة أعيد نشرها !!..........................سماوية
تغريدات للدكتور محمد العزام:
خلاصة فكر الأستاذ المحترم ابراهيم البليهي:
1 الإيمان المطلق بالحضارة الغربية
2 وبفلسفتها المادية
3 وبأن استيراد الفلسفة شرط لقيام الحضارة
عند الأستاذ البليهي أن الحضارة الغربية المادية والفلسفة وجهان لعملة واحدة ويستحيل اقتباس أحدهما دون الآخر
لا أدري ما الفرق بين هذه المقولة ورفض بعض العوام عندنا قبل مائة سنة لصناعات الكفار
دعاة التغريب كثير، ولكن الأستاذ البليهي يتفوق عليهم بالجلد الهائل للذات والاشتغال بنسف الأساسات الروحية والفكرية للمجتمع
وإنك لتجد عند جودت سعيد وخالص جلبي - اللذين يظهر أن البليهي متأثر بهما - طراوة روحية لا تجدها عنده.
وبالطبع لن تجد عنده أي إشادة بأي خطوة نهضوية في السعودية أو دبي مثلا. لا يوجد في نظره إلا فشل جديد يتراكم فوق الفشل السابق.
ولا أظن أن الأستاذ البليهي قد استبشر بالنموذج التركي والماليزي، ولا أنه قد استخرج منهما أن شرط الاستيراد الثقافي غير ضروري
لماذا يا أستاذ إبراهيم؟ لأن الحضارة في نظره ليس لها معنى إلا التغريب، والتغريب له وجهان لا يفترقان: تغريب العقول والتغريب المادي
يقول البليهي (الفكر الفلسفي هو سبب تقدم الغرب وعندما ترك اليونانيون الفلسفة واعتنقوا المسيحية تخلفوا)، ويقصد باليونانيين الغرب عموما.
ويقول (تراجع الأوربيون تراجعا فظيعا ... حتى عادوا في عصر النهضة ثم في العصر الحديث إلى التراث الإغريقي فأحيوا الفكر الفلسفي).
مع الأسف الرسالة واضحة: الدين - المسيحية هنا - هو سر تخلف الأمم، والفلسفة هي سر نهضتها.
أولا: هذا الطرح لا يختلف عن ثرثرة حكواتية الثقافة منذ عشرات السنين (قلمك وثوبك وسيارتك صناعة أمريكية، إذن يجب أن تتأمرك)
وطبعا صار القلم والثوب والسيارة صناعة يابانية وكورية وصينية، فيقولون: المقولة الأصلية صحيحة لأن هذه الحضارات هي فروع للحضارة الغربية
والظاهر أن جهل الحكواتية بخصوصية الثقافة اليابانية والكورية والصينية يماثل جهلهم بخصوصية الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية
ومعرفة معظم هؤلاء بالثقافة الغربية (سكند هاند)، ويضاف إليهم الأستاذ البليهي نفسه
أما عامة الناس فتدرك أنه يمكن استيراد السيارات والتعامل معها وحتى صناعتها، بدون استيراد الديمقراطية، فضلا عن القيم الأخلاقية المرفوضة
تجارب اليابان والصين وماليزيا وتركيا تؤكد أن شرط التغريب الثقافي والفلسفي باطل من أساسه، بل هو يضيّع الجهود والأعمار والأموال في جدال عقيم
وتجربة العالم العربي الفاشلة تؤكد ذلك أيضا. فقد نجح التغريب اليميني واليساري خلال قرنين في استيراد الشكليات والأنماط الاجتماعية والسلوكية
ولكنه فشل بالمرة في بناء النهضة المادية، أو في بناء جيش قوي أو برلمان نظيف، وتحوّل فلاسفة التغريب إلى أدوات لقمع الشعوب العربية والإسلامية
طبعا التغريب العربي يخترع أسبابا خارجية لفشله، كالقول بأن التغريب كان ناقصا، ولكنها كأعذار الشيوعية في تفسير فشلها وهزيمتها
وهذا المعنى حاضر في طروحات الأستاذ البليهي، فهو يكرر في كل مناسبة أن القوالب الفكرية الموروثة هي التي أفشلت مشروع الحداثة العربية.
ثانيا: لم يوفق الأستاذ البليهي إلى عكس مقولته، بأن يقول مثلا (نصنع السيارة والطائرة والسلاح والحاسوب أولا ثم نستورد الفلسفة)
التيار العلماني إجمالا مشغول بالجدل النظري عن استيراد التقنية. لاحظ أن تسعة أعشار الثرثرات العلمانية مصدرها أصحاب التخصصات النظرية.
ثالثا: مقولة (الفكر الفلسفي هو سبب تقدم الغرب) تناقض بديهيات التاريخ، لأن الفلسفة اليونانية سيطرت ثلاثة آلاف سنة ولم تستطع بناء نهضة حقيقية
وأنا أستغرب جدا أن يجهل الأستاذ البليهي أو يتجاهل أو يغالط في هذه الحقيقة المفصلية الكبرى من حقائق التاريخ الإنساني، للوصول إلى نتيجة مفررة
النصرانية انتكست عندما تماهت مع روما وقدّست أرسطو. ثم نهضت أوربا عندما كسرت القيدين معا: قيد أرسطو وقيد الكنيسة المؤمنة بأرسطو
قدماء اليونان قدموا تصورا كاملا للكون بداية وتكوينا ونهاية، كنظرية الأفلاك السبعة والعناصر الأربعة والإكسير الذي يحوّل النحاس إلى ذهب!
وهذه النظريات الهائلة اخترعها اليونان بالنظر العقلي المحض، من غير سند واقعي، فأضاعت الإنسانية ثلاثة آلاف عام في السعي وراء أوهام
لم يقل أرسطو أبدا، ولا خلفاؤه من اليونان والمسلمين والأوربيين القدامى: إذا ثبت من الواقع والتجربة أن نظرية كذا باطلة فهي باطلة
فجاء الفكر الأوربي بمنهج التجربة وقراءة الواقع المنظور، فاكتشف مثلا أن الأرض هي التي تدور حول الشمس.
واكتشفت أوربا أمرا خطيرا آخر: أن منطق أرسطو فشل في قراءة الكون المنظور، ونجح المنطق التجريبي الجديد في ضبطه بمعادلات رياضية حاسمة
كبلر وقاليليو وكوبرنيكس ونيوتن ومندل وبيكون إلخ، كلهم ثار على الأرسطية التي ثبت من التجربة أنها مجرد أوهام خيالية عقيمة
يتخرج الطالب الغربي اليوم من جامعة أكسفورد أو هارفرد، وربما ينال جائزة نوبل، وهو يجهل المنطق الأرسطي بالمرة
هل أتقن بيل قيت وستيف جوبز منطق أرسطو وفلسفة أفلاطون وطب جالينوس؟ لا أعتقد! أنا أخذت الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا من غير دراسة أرسطو!
إذن النهضة الأوربية قامت على أنقاض الفلسفة اليونانية، ولكن البليهي يجمع الفلسفة اليونانية مع الفلسفة الغربية تحت مقولة (الفلسفة سر النهضة)
الواقع أن معظم العلمانيين العرب لا يتصورون نهضة بدون اساس من الفلسفة اليونانية. الجابري مثلا يدعو إلى نهضة رشدية (ابن رشد شارح أرسطو)
هذه المغالطة خطيرة جدا في العالم الإسلامي، لأن مشكلتنا مع أرسطو لا تزال قائمة، ولأن المدرسة السلفية هي الأكثر حصانة ومقاومة للفلسفات الفاشلة
ولقد سمعت في أيام الطلب من شيخ لي أزهري: أن المنطق [الأرسطي] يعصم الجَنان كما يعصم النحو اللسان!
ولم أسمع بمفكر أو متفلسف عربي يقول ناصحا لأمته: هذا الركام الوثني اليوناني نبذته أوربا لأنه أعاقها عن النهضة ونحن أولى بنبذه من أوربا!
فكان جديرا بالأستاذ البليهي - لاعتبارات ظاهرة - أن يبدأ بهدم الفلسفة اليونانية ويشيد برفض السلفية، ثم ينطلق إلى تنظير النهضة المطلوبة
ولكن لعله لا يستطيع ذلك لاسباب
1 أنه منحازللعبقرية اليونانية
2 لا يعترف بفشلها
3 يرى تراثنا عائقا للنهضة
4 أن غير السلفيين أشرح صدرا للفلسفة
وقد أشاد كثير من أساتذة الفلسفة المعاصرين بالنقد الإسلامي - وخاصة السلفي - للفلسفة اليونانية، والأستاذ البليهي يعرف ذلك بالتأكيد ويتجاهله
فهذا هو أحد المأخذ الكبرى على مقولة البليهي، وهو الانحياز ابتداء للفلسفة اليونانية وخلط العصورلإدخالها شرطا للنهضة باسم (الفلسفة مطلقا)
وهذا الإقحام للفلسفة اليونانية في شروط النهضة لم يأت عبثا، ولا ينفصل عن مشكلة العالم الإسلامي مع تلك الفلسفة
فكل متسلل يحتاج إلى (حصان طروادة)، وقد تسلل حصانها إلى ثقافتنا منذ عصر المأمون، ولا يزال حاضرا في المذاهب الإسلامية وعلم الكلام
فلذلك لا يستغني التغريب عن استدعاء هذا الحصان الكسيح، ويتقرّب إلى غير السلفيين بالثناء على الفلسفة اليونانية، شرط الحضارة وقاعدة النهضة!
خامسا: أشرتُ إلى أن الأستاذ البليهي يرى تاريخنا الغابر والمعاصر عبر نظارة فلسفية سوداء، فلا عجب أن ينظر للربيع العربي بنفس الطريقة
وأعتقد أن تحليل نظرته إلى الربيع العربي مهم، لأنه كالامتحان لنظرته إلى أزمة الأمة وطبيعة الحلول التي تدور في ذهنه للتعامل معها
جاء الربيع بنتائج ملموسة غير مسبوقة:
إسقاط الطغاة،
وحرية الرأي،
وإعلاء صوت الشعوب،
والتنافس الحقيقي بين التيارات،
وإشراف القضاء على الصناديق
فالمتوقع نظريا أن يفرح الليبراليون لهذا الربيع وأن يعتبروه خطوة صحيحة على طريق النهضة، كنظرتهم إلى الثورة الفرنسية مثلا
وكان يجب على الأستاذ البليهي خاصة، ما دام يطبب أزمة الأمة، أن يسبق أولئك الشباب الثائرين إلى الاعتراف بفشل الأنظمة العلمانية
ولكن الليبراليين لم يتحمسوا للربيع العربي منذ البداية، وامتازت ردود أفعالهم بالتخوف والارتباك، ثم استقروا على محاربته.
وأكثرهم نادم الآن لهذا الربيع (أو الخريف!)، حتى صار البرادعي يتمنى عودة دستور 1971، أي عودة جمهورية حسني بشرط أن يرأسها البرادعي!
وسر ارتباك النخبة أن أولئك الطغاة عندهم أكثر (تنويرا = علمانية) من البديل الإسلامي (الظلامي). وهذا المعنى يجهر به البعض ويتحايل عليه آخرون
الربيع العربي وضع النخبة الليبرالية أمام الامتحان العسير، فارتبكت وترددت في البداية، ثم رسبت بامتياز واصطفت مع الفلول المخلوعة
هذه تغريدات تلخص رأي البليهي في الربيع:
1 (العالم بأمسّ الحاجة إلى ثورة ثقافية لتحويل الطاقة العدوانية إلى طاقة سلمية لخير الإنسانية)
2 (إذا أصبحت الصين قادرة على تهديد الغرب الحر فإن هذا سيؤدي إلى تدهور حضاري مريع) - تغريدة عجيبة!!
3 (أكبر معضلتين هما الإستبداد السياسي والإنغلاق الثقافي)
4 (كل المستبدين هم نتاج ثقافة الإستبداد ... فيجب هدم حصون الإنغلاق الثقافي)
5 (الليبرالية هي الفضاء الذي يطالب به السوريون ويبذلون أرواحهم من أجل تحقيقه) -
باختصار: الأستاذ البليهي لديه ولاء تام للثقافة الأوربية، ويعتبرها شرطا لهزيمة الاستبداد، ولا بد من ثورة ثقافية سياسية تتبنى النموذج الأوربي
وجميع كتاباته وتغريداته تقريبا تدور حول معنى أن الأزمة الثقافية هي أصل الأزمة السياسية (لا يتسع المقام لإثبات الانفكاك من تغريداته هو)
الشعوب العربية في نظره ثارت على حسني والزين وبشار وبذلت دماءها لأنها متعطشة إلى العلمانية الغربية، فكانت النتيجة أن سرق الإسلاميون ثوراتها!
ولكن لا تيأسوا من (تأخر نتائج الربيع)، فهذا الفشل مؤقت، وسوف يستغرب العالم العربي وتسود الليبرالية في نهاية المطاف!
ويؤكد أن هذا الفشل المؤقت (يؤكد بوضوح شديد أن المعضلة الأساسية هي معضلة ثقافية)، أي إن أصل الأزمة هو تأخر الشرق في استيراد الثقافة الغربية
بل هي في رأيه أزمة شاملة لجميع الشعوب والأمم (أعظم مهمة تنتظر الإنسانية كلها هي العمل على تحرير العقل البشري من الرأي المسبق المغلق)
لا أريد الخوض في معنى (الرأي المسبق المغلق) و (نظرية التلقائية) ومقولات أخرى يصوغها الأستاذ بعبارات هلامية غامضة
الشاهد أنه ينتظر من الإنسانية كلها أن تثور على شيء اسمه (الرأي المسبق المغلق)، وهذا لا ينطبق على الربيع العربي، فهو إذن ربيع فاشل
القضية عنده ليست الاستفادة أو التطعيم، بل الإحلال المطلق. لا أعتقد أن الغلو قد وصل عند أكثر غلاة العلمانيين إلى هذا المبلغ!
فاعجب لمتفلسف أن ينتظر هذه النتيجة من الربيع العربي، وأن يسميه ربيعا أصلا! (ملاحظة: صار أكثر العلمانيين يسمونه الخريف العربي)
واعجب لوصفه للثورة السورية بأنها قامت لإقامة فضاء ليبرالي، وأن السوريين يبذلون أرواحهم لتحقيقه! أليس عنده جهاز تلفزيون؟
http://www.twitlonger.com/show/n_1rjtoh0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..