التواصل مع سعادتي
دون الاضطرار للبقاء طويلا في سجل البريد الوارد على إيميلي الذي لا تتوقف عنه الرسائل بالفيمتو ثانية.
أو ضمن القوائم الطويلة من الفلورز الأعزاء الذين يتواصلون معي ضمن تويتر ولا يحصلون على ردّ إلا نادرا .
أو حتى
الراغبين في مقابلتي شخصيا وعندها سيحتاجون لأمرين أن يصادفوا يوم سعدي وأن يكون لهم واسطة من بعض المقربين إليّ .
يا معاشر المتابعين والمعجبين سامحوني وأنتم بعشرات الألوف فإن التواصل معكم قد يكلفني قضاء عمري في ذلك.
لكن أبشركم أن شركة غربية مبدعة -كعادتهم- قد حلت المشكلة للتواصل الصوتي بين المعجبين والمشاهير فمنذ هذه اللحظة يمكنكم أن تتواصلوا معي براحتكم وأينما شئتم وكيفما شئتم ...
فتشنفوا أسماعكم بصوتي المغرد ...
وتصقلوا عقولكم بومضاتي الفكرية...
وتثروا خططكم بتجاربي الساحرة ...
وذلك بشرط واحد بسيط وهو أن تدفعوا مبلغا ماليا لتواصلكم
عبر شركة الاتصالات التي ترغبون فيها وأبشركم أن جميع شركات الاتصالات الثلاث اتفقت فيما بينها برعاية هيئة الاتصالات وبموافقة شركة ببلي على طريقة التواصل وتقاسم الغنيمة على أشلاء دخلكم وجثث محافظ نقودكم.
يالله كم نحن مستغلون والجميع حتى ذوي العداوات يمكن أن يتفقوا ويشتركوا ضمن مخطط واحد لاعتبارنا مشروعا استثماريا يمكن حلبه إلى أقصى درجة ممكنة..."ومن وجد البقرة فليحلبها"...
لكني
لما رأيت انتشار الدعايات في الشوارع ووسائل الإعلام عرفت أن هنالك مشروعا
ضخما ولسذاجتي ظننته وطنيا إذ ما القاسم المشترك بين الداعية والشيخ وبين
الفيسوف وبين الكاتب والمثقف وبين
الإعلامي وبين اللاعب والرياضي لاشيء يجمع بينهم في مشروع واحد إلا أن
يكون مشروعا وطنياً...
لكن للأسف نسيت أن هنالك مشاريع استثمارية يمكن أن تهون أمامها الكثير من القيم العليا مادامت تدرّ دخلاً ضخماً يسيل لها اللعاب وبمباركة هيئة حكومية كبرى تتسلط على جيوبنا وتخدم مصالح المستثمرين أكثر مما تهتم بالمستهلكين من
المواطنين...أو حتى بالقيم العليا...
لست هنا للحديث عن الحلال والحرام وإنما أذكر أحبابنا المشاهير بمسئوليتهم الاجتماعية...
كلنا
نلوم كبار التجار والبنوك والشركات الكبرى على عدم مشاركتها في خدمة
المجتمع وعدم تحمل مسئولياتها الاجتماعية مع أنهم أساسا إنما أنشأوا أعمالهم وقامت مؤسساتهم على مبادىء الربحية.
أمّا
مشاهيرنا هؤلاء فإنما قامت شهرتهم أساسا ضمن مسئوليتهم الاجتماعية التي
نصبوا أنفسهم لها وهو دورهم الذي نذروا أنفسهم له فليس من اللائق بعدما كسبوا ثقة الناس وأعجب بهم الجماهير وكونوا معهم علاقات أن يحولوا تلك العلاقات إلى مشاريع استثمارية.
نعم قد أقبل من اللاعب هذا السلوك التجاري أو من الممثل أو الإعلامي وذلك لأن
نجوميته متعلقة بمهارة خاصة متعلقة بأمر معين وزمن معين وستذبل قريباً في الغالب فلن ألومه لو حاول أن يستثمرها قبل أن يأفل نجمه.
أما الداعية والشيخ والفيلسوف والمثقف فهؤلاء أصحاب رسالة وقيم عليا قامت عليها علاقاتهم وأعجب بهم
الآخرين من أجلها وهي لا تذبل بل
تنمو بنمو صاحبها مادام يعتني بها ثم هو صاحب مبادىء يدعو الناس إليها ...
ولن أسوق لهم نصوصا من القرآن الكريم والسنة النبوية ولا من آثار العرب لأذكرهم بها فهم أعلم مني بها...لكني أسأل:
هل يصلح أن يقول لمحبيه ومتابعيه تعالوا واسمعوا نصيحتي بمقابل مادي؟
وبمناسبة العنوان "هب لي ببلي" أذكر في بداية الثمانينات الميلادية حينما عاد بعض مبتعثينا وأخذ يمارسون علينا عضلاتهم في اللغة الانجليزية أن بعضهم قال بأن الشيشة تسمى عند الإنجليز "هبلي ببلي" ولا أعلم عن صحة ذلك شيئاً لكننا تناقلناها عنه فيما بعد وأصبحت
معتمدة في قاموس اللغة الإنجليزية مع شباب الحارة.
تذكرت هذه الترجمة مع مشروع ببلي ولا أعلم ما الرابط بينها وهل لإنفاق المال فيما يضر بالصحة علاقة فيما بينها؟
كتبه خالد بن محمد الشهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..