الأربعاء، 22 مايو 2013

فيروس "كورونا".. الابن الغامض

مولود جديد لعائلة فيروسات الكورونا المُمْرِضة التي يعرفها الطب جيداً، إلا أنّ هذا الابن الجديد لا يزال غامضاً في تصرفاته، ولا يُعرف حتى الآن سلوكه، ومدى شراسته وعدوانيته!!

وكما تشير منظمة الصحة العالمية، ففيروسات الكورونا فصيلة متعددة، يمكن أن تسبب مجموعة من الأمراض، تتراوح ما بين نزلات البرد الشائعة وأمراض متقدمة، تشمل التهابات رئوية حادة ووخيمة، قد تؤدي للوفاة في بعض الحالات.

 وتتراوح الأعراض في الحالات المكتشفة بالفيروس الجديد بين الإصابة بحمى وسعال ورشح، مصحوب في بعض الأحيان بإسهال واستفراغ، أو ضيق وصعوبة في التنفس، وقد يتطور المرض في بعض الحالات إلى مضاعفات متقدمة، تشمل التهاباً رئوياً حاداً وشديداً، قد يؤدي للوفاة.

ولكونه فيروساً جديداً، فلا يعرف حتى الآن طرق انتقاله أو الوقاية منه على وجه التحديد عالمياً. ومن المؤسف أن تجد بعض الإعلاميين، وفي ضوء الغموض الذي يحف هذا المرض، يتسابقون لنشر معلومات غير موثوقة، تثير الهلع والبلبلة في المجتمع، بطريقة لا تنم عن مهنية واحترافية إعلامية. وهنا أدعوهم إلى الاتزان في الطرح، وأخذ المعلومات من مصادر موثوقة، بعيداً عن الإثارة غير المنضبطة، والتهويل المبالغ فيه، الذي يضع شريحة كبيرة من المجتمع تحت الخوف والضغط النفسي غير المبرر، ودون وجه حق!!

وتنصح وزارة الصحة في الوقت الحالي، ولحين معرفة المزيد، باتخاذ الاحتياطات الوقائية للحد من انتشار الإنفلونزا والالتهابات التنفسية المعدية، وتشمل الحد من المخالطة المباشرة للمصابين، وغسل اليدين جيداً بصفة دورية، وخصوصاً بعد العطس والسعال، وعند استخدام دورات المياه، وقبل وبعد الأكل والشرب، وكذلك عند التعامل مع الأطعمة وإعدادها، أو التعامل مع الأغراض الشخصية للمصابين. كما تشمل الإرشادات العمل على تجنب ملامسة العين والأنف والفم باليد مباشرة؛ فاليدان يمكن أن تنقلا الفيروس بعد ملامستهما الأسطح الملوثة بالفيروس.

يُضاف لذلك لبس الكمامات في أماكن التجمعات المكتظة، وخصوصاً أثناء أداء العمرة والحج، مع ضرورة استخدام المنديل عند السعال أو العطس وتغطية الفم والأنف به، ثم التخلص منه في سلة النفايات، وإذا لم يتوافر المنديل فيفضل السعال أو العطس على أعلى الذراع، وليس على اليدين. ومن الإرشادات الأساسية للوقاية من انتقال العدوى الحفاظ على النظافة العامة.

كما أن الحفاظ على الأنماط الصحية الأخرى كالتوازن الغذائي، والنشاط البدني، وأخذ قسط كافٍ من النوم، والامتناع عن تعاطي التبغ، يساعد في تعزيز مناعة الجسم، ومن ثم الإسهام في الحد من الإصابة بالمرض أو مضاعفاته. ولطالما أشرتُ في العديد من مقالاتي والمقابلات التلفزيونية إلى أن تلك الأنماط سرٌّ من أسرار الحياة وتعزيز الصحة.

ولا ننسَ أيضاً أهمية مراجعة المنشأة الصحية عند الضرورة، ومتابعة المستجدات التي تصدرها وزارة الصحة للتعرف على مدى خطورة المرض، ومدى انتشاره، والحاجة إلى اتخاذ مزيد من التدابير الوقائية.

ويمكن متابعة ذلك من خلال الموقع الإلكتروني المخصص لهذا المرض، الذي يمكن الدخول عليه من خلال البوابة الرئيسة للوزارة  (www.moh.gov.sa)، أو من خلال الاتصال على الرقم المجاني (8002494444).



وقفة بمقدار 359˚:

لا يزال البعض منّا يروج لشائعات غير منطقية إطلاقاً حول المرض، ولو أعطى نفسه مهلة لبضع ثوانٍ لعرف أنْ لا أساس لها من الصحة!! وهو بهذا يُسهم في تخويف المجتمع بغير حق. ومن أعجب ما وصلني من تلك الشائعات عبر "الواتس أب" وضع منطقة الأحساء تحت الحجر الصحي، ومنع الدخول والخروج منها.. أيعقل أن يتم تطويق منطقة بأكملها أمام مرأى ومسمع المجتمع دون تصريح رسمي من الجهة المخولة؟!! الغريب أن هذه الشائعة انتشرت كما تنتشر النار في الهشيم، فأين وعي المجتمع؟!!

متمنياً لكم الصحة والمعافاة.

12 رجب 1434-2013-05-2212:34 AM

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..