الخميس، 2 مايو 2013

" عيســَى الغيث " .. عذلٌ وبيان !

بسْم الله ..
بسْم اللهِ بادئ أمــري ..
 بهِ أسْـتعين ..  ولطفهُ أسـْـتمد .. وهُداهُ أرتجي ..

أشهدُ أن لا مألوهَ بحَقٍ سِواه ..

وأشهد أن مُحمداً عبده ورسوله أضاءَ بـسَنا شِرعتهِ مهيَع كُل ذي ضلالة ..

وجَلى بنور هديهِ حُلك ذوي الجهالة ..

أسَطرُ حَديثي على بركَاته .. بين إقدام وإحجام .. والله المستعان ..

أما بعــد ..

لا يخفاكُم أجمعينَ رُواد عالم الشبكَات العنكبُوتية مايدورُ في ميادينها من صِراعات ويُنهشُ فيها من أعراض ويستباحُ فيها من حُرمات ويضيعُ فيها من أوقات ..

ولعلّ جُلنا اطلعَ على هذهِ القضية الأخيرة التي شبَ أوارها بين الشيخ / محمد العريفي والدكتور / عيسى الغيث ..

أوبينَ أتباعهما ومعارضيهما ..

وحيث أني أمتطيت صَهوة جَواد قلمي فإني سأخط – بإذن الله – ما أدينُ للهِ به , ولو كَلفني ذلكَ
  تبعات كـَ خسَارة صَديق , أو سياط عذل ..
ولأن التجَارة مع الله فالناسُ ليسُوا طرفاً فيها فـَ علامَ يحزنُ الراقمُ لو خسَرهم في سبيل تبيان الحَق ..؟!
..
تابعتُ مجرياتِ هذهِ الهيجاء فإذا خلقٌ كثير قد زل فيها وشط عن الصَواب ..

وأنا ليسَ يُحزنني لو حافَ جاهلٌ أو عاميّ , لكن الذي آسفُ عليهِ أن أرى الرجُل الخيّر صَاحبَ الدين والخلق , يشارُ إليهِ بالتقوى , ويُوسمُ بالفضل , يلوكُ مُزعات لحمِ نتنة يسلبُ الله بها حسَناته ويصبُ عليهِ بها سيئاتِ خصمه ..

وحيثُ أن الدكتور / عيسى الغيث شط أومال عَن سَواء السبيل فإن ذلكَ لا يرفعُ عنهُ حُرمة عرضِ المسلم ..
 
وإن الله حَكم عــــدل ..

لو اقتصَ من عيسى الغيث للذين ظلمهُم .. فـ سيقتصُ لهُ من اللذينَ ظلمُوه ..
 

وإنكَ لو وفدتَ على الله يومَ القيامة وجيءَ بصُحفكَ لوجَدت أهونَ ذنبٍ عملته أقسى عليكَ من أعظم ذنبٍ عمله عيسى الغيث ..

وإنكَ لو لـــُفـت روحكَ في الكَفن ليلة المبيت لوجَدت أن كلمَة منكَ في عرض أخيكَ أشد عليكَ من فجراتِه كلها وما حملت صَحائفه من سَيئات ..
 
وعيسى الغيث لو أخطأ وزلـــَ ومالَ وحاف , لا يحلُ لكَ كُل هذا أ ن تعصي الله فيه ..
وإن الله لينصُر الدولة الكافرة العادلة على الدولةِ المسْلمة الظالمة ..

فكيفَ بالمسلم ..؟!
..

ولايغرنكَ حُسن بيانكَ ولا كثرَة مؤيديكَ .. فإنهم لن يغنوا عنكَ من الله شيئا ..
 
وإن أهل السماء والأرض لو اشتركُوا في دم امرئٍ مسْلم لأكبهُم الله في النار ..

فلا تأمَن عُقوبة الله لو نلتَ من عرضِ أخيكَ ولو اشتركَ معكَ أهلُ الأرضِ أجمعين !

ثمّ ..
 
إن كَان الشيخ / محمد العريفي  صَمت عن الرد وسَما عنهُ وهُوَ صاحبُ الحَق ..

أفلا يسعُنا نحنُ الصَمت
  وليسَ لنا من الأمرِ شيء ..؟!

..

كلماتٌ قرأتها لو مُزجَت بماء البحْر لأفسَدته ..
( فلانٌ مسَح بفلان البلاط , وفلانٌ وجهه يجيب الكآبة ) ..

وغيرَ ذلك من ألوانِ الغيبَة والإستطالة على العرض .!

إن منكــــــــــــــــُم مُنفرين ..

..

شتــــــــــــــــــــــــــــانَ بين ناصِحٍ ..

 
يسُر للمخطئ بالقولـــ , ويدنو منهُ عند النصْح , يشعرهُ بشفقتهِ عليهِ  , وحُبهِ الخير له , يلمسُ المخطئ من حَديثهِ فرط الخوفِ على آخرتهِ , وخشيتهِ عليهِ أن توبقهُ ذنوبه ,
 لا يألوجهداً في ملاطفتهِ وتوجيهه , يبالغُ في الإحسان إليه .. رجَاء أن يخلد الله له هذا في صُحفهِ فـ يحسَن مجازاتهِ عليهِ إذا ورد القيامة !
وبين آخر ..

شامتٍ , مُتعالٍ , متصيدٍ للزلات , متلمسٍ للثغرات , فرحٍ بالعثرات , يتتبعُ العورات , ويكشفُ السواءات , يلوكُ العرض , ويُحد الشفرة ,
 ويغلظ القول , ويرمي النصال , ويقطعُ الأوصال ..
..

باللهِ عليكُم ..
أيهُم أقربُ لهدي رسُول الله ..؟!

باللهِ عليكُم ..
أيهُم أقربُ للظن أن يتقبلُ منهُ المخطئ النصح 
 ..؟!

لا تكُونوا عونا للشيطان على أخيكم ..

بعث من هُو خيرٌ منكُم إلى أشر الخلقِ في أوانهِ , فرعونَ الذي قـالـ قولاً تكادُ السمَاواتُ يتفطرنَ منهُ وتنشقُ الأرضُ وتخر الجبالُ هداً ..

قـال : أنا ربكُم الأعلى .. يُنازعُ الله في وحْدانيته .. ويأمرُ الله نبيَه أن يلينَ له القولَ , لعلهُ يتذكرُ أو يخشى !
..
فأينَ اللينُ معَ المخالف ..

إن كانَ لا يظفرُ بسُمو أخلاقنا , ولا حَلاوَة ألسنتِنا إلا من وافقنا ..

فأينَ نحنُ من المنهج الربانيّ الذي خـُط لنا ..؟!
وأين نحنُ من السيْر على سَنَن رسُول الله – عليهِ الصلاة والسلام -  ..؟!

·        رسُول الله – عليه الصلاة والسلام – يدخلُ عليهِ عمير بن وهب متوشحاً سيفه ليقتله ,
 وتقفُ الدنيا مشدوهَة.. وأقلام التاريخ مصلتة لـ ترقم ما ينطقه ثغر رسُولــ الله معَ من جاءَ يقطعُ الفلوات ويشقُ المهامه لـ يقتله ..
فيلاطفه رسُولـ الله بـ : ادنُ ياعميْر , ثم يجري بينهُما حوارٌ يتجلى فيهِ من خلقِ رسُول الله ما تودُ الدراري أن تبلغ منازله , والنتيجَة : أشهد أنكَ رسُولــ الله !


·        يأتيه شابٌ يستأذنهُ في صُنع أرذل الخطايا وأشدها .. ائذن لي بالزنا ..؟!
وفي مشهد من مشاهد الرحمة والشفقة بالمخطئ يعجز قس عن نعتِه يستلُ بحكمتهِ وحلمه دخنَ قلبه ويدنيه منه ,
 حتى شُهد لهذا الفتى أنهُ ما التفتَ لشيءٍ بعذ ذلكَ المشهد !

·        يجْبذهُ أعرابيٌ ببرده حتى يُرى أثر ذلكَ في عُنقهِ – عليهِ الصلاة والسلام – ويقولـ له بغلظة الأعراب :
 أعطني من مال اللهِ الذي عندك , فتبرقُ ثنايا رسُول الله تبسُماً ويجزلُ العطاء !

..
{ لقد كَان لكُم في رسُول اللهِ أسْوَة حسَنة } .!

ولن يبلغَ أحَد من الحكمة والسُمو أن يكُون أكمل هدياً من رسُول الله ..
ولا أحسَن ولا أبسَن ..
..
وأخيراً ..

طمُوحاً إلى مرابع الخيْر .. ونأياً عَن معاطِن الترهات والتفاهات .. وبعداً عَن الإستطالةِ على الأعراض ..

فشأنهَا عند الله عظيم ولورأيناها حَقيرة ..

درهمٌ رباً أشد من ستٍ وثلاثين زنية , وأدنى الربا مثل إتيانِ الرجُل أمه – نعُوذ بالله –

ومعَ هذا كُله فإن عرضَ المسْـلم أشد عند الله منهُ ..

ثبت من حديث البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

[ الربا اثنان وسبعون باباً ، أدناها مثلَ إتيان الرجُـل أمه ، وإن أربَى الربا استطالة الرجُـل في عِرضِ أخيهِ المسلمِ بغيرِ حَـق  ] .!

ولا غرابَة .. فما مِن امرئ إلا وأشد طعنةٍ عليه ما جُعلت في عرضه ..
نسألـــُ الله العصمَة والسَداد .!
..
ثمة لفتـــة أودُ التعريجَ عليها /

أني يشهدُ الله لسْتُ راضيَة عن منهاج د.عيسَى الغيث ولا شرعتِه , وأنهُ لـ يُحزنني جُنوحه إلى إباحَة كشفِ الوجه أو الإختلاط أو أيُ شيء يخالفُ كتاب الله ,
 وإنهُ لـ يسُوؤني لو تطاولَ على عالمِ أو داعيَة .. لكن هذا كُله لا يبيح لي أن أعصي الله فيه !

ولا أقولُ هذا سَقباً إليكُم .. ولا أشهد الله على باطِل كيما أرضيكُم .!
..
وهذا المقال من اسْتطاعَ منكُم أن لا يحملهُ على الشر وهُو يجدُ له في الخيْر محملاً فليفعل ..
وما أنا إلا مضغة بشرية أسْمو ..
وأكبُو ..

فانظر إليهِ نظرَ المسْتحسنِ **وحَسّن الظنَ بهِ وأحسِن !
وان تجد عيباً فسُد الخللا ** جَل من لا عيبَ فيهِ وعلا !
..
والله من وراءِ القصْد .. والعالمُ بمخبئاتِ الصُدور ..
أسألهُ أن أكُون أحسَنت فيما اسْتحسَنت , وأن لا يجعل هراءً ما استسْمنت ,
وأن يعصمَني وإياكُم من الخطل , ويقينا من الزلل , ويتلافَ بنا الخلل ..
وأن يؤلفَ بين قلوبنا , ويهديَ ضالنا ,  ولا يجعل بأسَنا بيننا ..
وأن يشغلنا بطاعته , ويرزقنا القربى منهُ والزلفى لديهِ !

ويرحمُ الرحمنُ قارئا قـالــ : آمين !

ميمُونة الهاشمي !
.............................................................
//////////////////////////

من تويتر:

د. عيسى الغيث

رد الدكتور عيسى الغيث


أشكركِ على مقالك وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء وألفت نظرك بأن ما أشرت له من مخالفاتي المزعومة فغير صحيحة وليتك تثبت قبل النشر.

ومن ذلك عدم صحة زعم أنني أجيز كشف وجه المرأة، وإنما أرى وجوب تغطيته، ولم أقل بخلاف ذلك، ولكن لا يسوغ الإنكار في مسائل الاجتهاد

ولم يسبق لي أن أجزت الاختلاط المحرم وإنما أجزت الاختلاط المستوفي للضوابط الشرعية، وهذا مقالي منذ سنتين :

 http://www.al-madina.com/node/308831 

وأما التطاول على العلماء فغير صحيح، والإساءة لم تقع منا وإنما وقعت علينا، ومن حقنا الدفاع وكف الغيبة بعلم وأدب، ولا قداسة لأحد.

وأما زعم مخالفة كتاب الله فهذا استطراد لم أود أنك سطرتيه لخطورته، ولكن غفر الله لك وعفا عنك، وأكرر لك شكري وتقديري، ولك تحياتي.
 

.........................
سماوية



تعليق: شخصيا، وبغض النظر عن موقفي من الشيخين، وصداقتي لكليهما.. ولكن  ما فعله عيسى الغيث خطوة صحيحة باللجوء للقضاء، ولن يعترض عليه أحد، والكلمة الفصل للقضاء، طالما طالب العريفي أن يعتذر ولم يفعل..الغيث فتح للجميع ولكل التيارات الاحتكام للقضاء، لمن تعرض للشتم أو القذف..وليتنا نخطو خطوة متقدمة في ايجاد أولئك المتسترين خلف الأسماء الوهمية التي استمرأت الشتم والعنصرية عياذا بالله..
عبدالعزيز قاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..