الخميس، 23 مايو 2013

أساليب إدارية صفرية

رغم المزاعم بأن أفضل أساليب الإدارة نتعلمها من الغرب وأننا متبعون ولسنا مبتدعين في هذا الجانب، فإن هناك من كسر هذه القاعدة، وقدم لي أحد الأفاضل ثلاثة نماذج إدارية عربية التجربة، شعبية الصياغة في مجتمعنا الأبوي.
النموذج الأول: "اربط القرد مكان ما بدو صاحبه"، وهو أسلوب في التعامل الإداري من أسفل إلى أعلى، ومن فوائده أنه يحافظ على لقمة العيش والمنصب، ويقلل مخاطر الإصابة بأمراض الكآبة والجلطة.
النموذج الثاني: "اذا ذهبت إلى قرية يعبد أهلها عجل حش وطعميه" وهو أسلوب يستخدم في حالة الانتقال من مؤسسة إلى أخرى أو من قسم إلى آخر ومن أي إطار إلى آخر، ومن فوائده الاندماج سريعا في المكان الجديد، وكسب ود أصحابه، وأكثر من ذلك: تجنب نقمة "البهايم".
النموذج الثالث: "إذا قالوا لك: إن الحمار يطير فقل: إن الله على كل شيء قدير" وهذا أفضل أسلوب لتخريج الحجج والمبررات والتملق، ومن فوائده أنه أقصر الطرق للوصول إلى قلوب المسئولين، ويساهم في جعلك من أصحاب الحظوة، وتترقى سريعا في المؤسسة أو الحزب.
طبعا هناك من يختلف مع هذه المدارس "نظريا" لكن كثيرا منهم يمارس عمليا إحداها على الأقل، مع تغيير في بعض الوسائل لكن المضمون واحد.. فمثلا: منهم فنانون في تقبيل الرؤوس والأيدي والخدود، ومبدعون في رسم الابتسامات الصفراء.. وآخرون يمكنهم تأليف كتب في استغلال أبسط الوسائل لتحقيق أسرع النتائج وعلى سبيل المثال أحد عناوين كتبهم: "العزايم والغدوات للتقرب من الكبار وتحقيق الغايات".
على أي حال هذه المدارس الإدارية يمكن أن تطبق في مجالات عديدة غير الإدارة.. يمارسها أصحاب أقلام وإعلاميون وسياسيون وشعراء.. وغيرهم.
كما أن من أبرز عناصر نجاح أصحاب هذه الأساليب: "اللسان".. نعم، قاعدة أساسية: "لسانك حصانك ورأس مالك".
أما عن مقاييس النجاح في عرف هذه المدارس الإدارية فلا "آيزو" ولا معايير جودة.. أهم قاعدة هنا هي: رضى الكبار.. وعليه ضخم دائما إنجازاتك وقدم تقارير إدارية دورية حتى لو كانت مكررة.. اختلق فعاليات تظهر مسئولك في الواجهة.. وتحت الأضواء.. ابحث عن نقاط قوته، مهما كانت تافهة، وتغنَّ بها أثناء حضوره وفي اللقاءات العامة.
احفظ مجموعة من المصطلحات في التخصص أو المهمة أو مجال الإدارة وكررها أمام أكبر قادة مؤسستك حتى لا يناقشك، لا تقلق! فكثيرون ممن يقودون منظمات رسمية أو اهلية أو خاصة ليسوا أهل تخصص، فالنجار صاحب مصنع حدادة، والصيدلي يدير شركة أدوات صحية، والحلاق ينتج أفلاما ومسلسلات، والطبيب يدير فضائية، والمهندس يدير كل شيء على اعتبار أن هناك عقيدة إدارية لدى شريحة من المهندسين أنهم "أوتوا جوامع الإدارة".
أما عن النتيجة النهائية لهذه المدرسة، فيمكن تقييمها كما قال يوما المرشد السابق للإخوان المسلمون في مصر: "صفر اقتصادي، صفر رياضي، صفر سياسي" والإداريون هم في النهاية مجموعة أصفار على اليسار.
  • 08:38 - 04 أبريل, 2013
وسام عفيفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..