أصبح من الشائع في كل منزل استخدام عبوات الماء البلاستيكية وإعادة
تعبئتها بالماء أو العصائر أو أي سوائل أخرى للشرب مراراً
وتكراراً دون
الوعي بخطورة هذا الأمر أو سلامته ، وبالتالي أصبح لزاماً علينا أن نتعرف
على نوعية المواد البلاستيكية التي تصنع منها هذه العبوات لنتأكد من أن
المواد المصنوعة منها لا تتفاعل مع غذائنا الموضوع فيها أو تختلط فيه ،
وبالتالي لا تتسلل إلى أجسادنا وتضرها أو تسبب لنا أي نوع من الأمراض - لا
سمح الله .
يذكر بعض الخبراء والمختصون في علم الغذاء والتصنيع الغذائي أن مادة
البلاستيك التي تصنع منها عبوات الماء الموجودة في الأسواق تحتوي على مواد
يشك بأنها مواد مسرطنة كمادة (داي ايثيل هيدروكسيل أمين) ومادة (الديوكسين)
وهي مادة يشك بوجودها إلا أن أغلب المختصين يؤكدون وجودها ويحذرون منها ،
والتي تصنف من أكثر السموم الكيميائية التي عرفها الإنسان سوءاً حيث تعتبر
من المواد المسببة للسرطان كما تؤثر علي الجهاز التناسلي لدى الجنسين وتتلف
جهاز المناعة وتتدخل مع الهورمونات عندما يتعرض لها الجسم , تنتج هذه
المادة كمادة ثانوية في عدة صناعات كيماوية عضوية من ضمنها صناعة البلاستيك
ومادة (البيسيفينول ايه) التي قد تؤدي إلى اضطرابات متعددة منها ما يحدث
في القلب والأيض وغيرها من المواد الكيميائية.
لذلك ينبه الأطباء والمختصون بالصحة العامة إلى عدم إعادة استخدام
العبوات البلاستيكية ، كما أن هناك بعض الدراسات العلمية التي أجريت في
الولايات المتحدة الأمريكية على أن إعادة استخدام هذه العبوات لأكثر من مرة
أو حفظ مواد مختلفة بها وأن غسلها وشطفها أكثر من مرة يمكن أن يؤدي إلى
تحلل مادة البلاستيك ودخول المواد الكيميائية التي تتكون منها العبوات إلى
ما تحتويه من سوائل ، وخاصة عند تعرض هذه العبوات لدرجة حرارة مرتفعة مما
يؤدي إلى ارتفاع نسبة تحللها ودخول هذه المواد إلى جسم الإنسان .
كما يوصي الخبراء بوضع العبوات البلاستيكية وحفظها في درجة حرارة عادية
وإبعادها عن مصادر الحرارة المرتفعة أو المنخفضة حيث أن تعرض العبوات
البلاستيكية لدرجات حرارة مرتفعة جداً كوضعها تحت أشعة الشمس المباشرة أو
في الميكروويف أو حتى تعرضها لدرجات الحرارة المنخفضة جداً عند وضعها في
الفريزر قد يحرر مادة الديوكسين والمواد الكيميائية الأخرى التي تتكون منها
والتي يعتقد بأنها مواد مسرطنة وضارة بجسم الإنسان وإن لم تسبب السرطان
فهي تسبب أمراض خطيرة أخرى.
إلا أن تلك الدراسات مازالت مثار جدل بين الباحثين العلميين وأنصار البيئة والصحة من جهة وبين الاتحاد العالمي للمياه المعبأة (IBWA)
والشركات المصنعة للبلاستيك من جهة أخرى حيث ذكر أحد الأساتذة الجامعيين
في معهد جان هوبكنز للصحة العامة بعدم اعتقاده بوجود مادة الديوكسين السامة
في البلاستيك ، كما ذكر أن عملية التجميد تعمل ضد تحرير المواد الكيميائية
, وأضاف بأن هناك مواد كيميائية أخرى ملوثة للبيئة تسمى بمجموعة الـفثالات
والتي تضاف عادة إلى البلاستيك لزيادة مرونته ومنعه من التكسر وأنه عند
تعرض البلاستيك للحرارة فإنها تتحرر من التركيب الكيماوي للبلاستيك وتختلط
بالسوائل التي تحتوي عليها العبوة، ويمكن أن تؤثر هذه المركبات على عمل
الغدد في الإنسان والحيوان وتعطلها.
وبالرغم من أن تلك المعلومات عن خطر إعادة استخدام العبوات البلاستيكية
واحتوائها على مادة الديوكسين ليس مؤكداً بعد ، إلا أنه يجب أن نعلم أن
تلك العبوات ما هي إلا مركبات كيميائية قابلة للتفاعل والاتحاد مع غيرها من
المواد المعبأة فيها ، أو التحلل أو التفكك الكيميائي بفعل عوامل عدة
كالحرارة والرطوبة وغيرها ، كما أنه من الصعب تنظيف تلك العبوات مما يجعلها
عرضة لنمو البكتيريا الممرضة التي قد تنقل أمراض خطيرة للإنسان ، ومن
الممكن أيضاً أن تتسرب المواد الكيميائية منها إلى الماء عند إعادة
استخدامها خاصة إذا تم تنظيفها في بيئة عالية الحرارة كغسالة الصحون ،
وبسبب كل هذا يجب أخذ الحذر وتجنب تكرار استخدامها .
في النهاية توصي هيئة الغذاء والدواء السعودية بالحرص عند استخدام
الأوعية والعبوات البلاستيكية مع الطعام أو الشراب ، وعدم تعريضها للحرارة
مالم يكن مكتوباً عليها بأنها تتحمل الحرارة العالية وأنها آمنة للاستخدام
في الميكروويف ، بالرغم من أن الخبراء يفضلون تجنب وضع البلاستيك مهما كان
نوعه في الميكروويف وعدم وضعها في الفريزر أيضاً ، وكما تؤكد الهيئة على
الحرص على عدم إعادة استخدام العبوات البلاستيكية أكثر من مرة خاصة تلك
العبوات المكتوب عليها رقم 1 حرصاً على السلامة العامة.
كما تنصح الهيئة بعدم استخدام الأطعمة أو الأغذية الملاصقة أو الملامسة
لبلاستيك التغليف ، وخاصة تلك الغنية بالدهون مثل الأجبان واللحوم والأسماك
وغيرها إلا بعد تقشير الجزء الملامس لبلاستيك التغليف والتخلص منه ؛ وذلك
لأن بعض المواد السامة كالديوكسين وغيرها في حال ذوبانها فإنها تذوب في
الدهون وتتركز به .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..