حينما قرأت "أرض النفاق" لأول مرة، قلت في نفسي، ما الذي دفع الأديب يوسف
السباعي إلى هذه الهوة السحيقة من الإحباط والسوداوية؟ ما هذه
المرارة التي
كان يراها في واقعه ليصورها لنا في روايته بسخرية، حيث جعل من "الأخلاق"
التي كانت لدى العطار، بضاعة كاسدة لا تغري أحدا، وفي المقابل كانت بضاعة
النفاق تنفد من السوق بسرعة، لدرجة أن دفعت بالحكومة لتتدخل في عملية تنظيم
بيعها على الناس!
هذه الصراحة في السخرية اللاذعة، والمثاليات المتفرقة، ملحوظات أدبية سهل
تبريرها حين يجد الإنسان نفسه أمام انهيار للنظام الأخلاقي في مجتمعه!
اليوم فهمت كيف تتسلل إلى قلوبنا الصغيرة مشاعر الكراهية والغضب عند رؤية
النفاق والمنافقين المتزلفين ..! كل المعاني الجميلة والتعابير اللطيفة
حيال هذه العينات من البشر تختفي مباشرة ليحل محلها مزيج من الاحتقار
والامتهان الأبدي!
يزيد في إحباط الإنسان السوي، كما يقول السباعي: "إن الذي يحس بالمصاب لا
يملك منعه، والذي يملك منعه لا يكاد يحس بوجوده، إن الذي لا يحس.. يستطيع
أن يفعل ولكنه لا يفعل لأنه قرير هانيء، أما الذي يحس فهو لا يفعل شيئاً
لأنه أعجز من أن يفعل"!
"أرض النفاق"، كتبت عام 1949م، واعتبرها النقاد واحدة من الروايات المبشرة
بانتهاء العهد الملكي حيث صدرت قبل انقلاب يوليو بثلاث سنوات.
كانت حواراً نفسياً قاسياً .. ومشاعر يائسة من الإصلاح يفوح منها رائحة
الوجع، خطها البطل لنا .. لكنه أهداها لنفسه لأنه لو لم يفعل ذلك لكان
"شيخ المنافقين"، كما يقول في إهدائه!
أراد السباعي من خلال روايته أن يتوغل في الشخصية المصرية آنذاك .. وما
درى أنه اليوم، ومن خلال أسطره العتيقة، يتوغل فينا جميعاً.. صفات لا
تحصرها جغرافيا ولا يوقفها تاريخ، نحن هنا على الطرف المقابل.. نعيش كل
حروفها..!
قبل أيام نشرت صحيفة الجزيرة (السعودية) للكاتب "الشهيل" عبارة يقول فيها
إن الملك بإمكانه "إبصار ما كان .. وما هو كائن .. وما سيكون"، وقبلها نشرت
صحيفة عكاظ إعلاناً بعد عودة الأمير نايف إلى البلاد من رحلته العلاجية
ووضعت فيه صورة ولي العهد وكتبت بجوارها "وأشرقت الأرض بنور ربها"!
أبدى الناس سخطهم من ناحية التجاوزات الشرعية، وأخذت نصيبها من التعليق
حماية لجناب الله من هذا العبث، لكن الخطورة ليست في جانبها الشرعي فقط، بل
على الصعيد الأخلاقي للمجتمع، فمن الناحية الشرعية قد يتهرب الكاتب بتبرير
معين فيقول أنه لا يقصد هذا المعنى أو ذاك وإنما خانه التعبير! حسناً هب
أنه كان خطأً في التعبير؟ ثم ماذا ..! هل انتهت الحكاية؟ مصيبة أن تنتهي
هنا ..
منشأ هذا التزلف وتكراره بغض النظر عما إذا كان قد تجاوز الحدود أو لا .. هو سؤال لا يقل أهمية عن الخطأ الشرعي المباشر!
المجتمع الذي يكثر فيه المتزلفون تختفي فيه أخلاق كثيرة، ويصبح الحديث عن
الإصلاح السياسي ترفا! لأن عملية تحويل التزلف والتطبيل إلى مشروع يتكسب
الإنسان من ورائه تقضي أولا على كرامة الإنسان، ثم يتحول إلى عملية
"تنافسية"، كما يفعل الشعراء، وينتهي الحال إلى أن يصبح عادة يفعلها المرء
حتى من دون مردود مشياً على قاعدة (إن لقحت وإلا ما ضرها الفحل)!
خطورته الحقيقية أن يصبح الحاكم والمسؤول مركزاً ونواة يطوف حولها كل شيء،
تصورات الإنسان الدينية .. همومه الحياتية.. أفراحه.. قضاياه الشخصية!
وهنا أستعيد ما قالته إحدى الطالبات المبتعثات (دكتورة) في حفل الخريجين في
كندا هذا العام، وهي تخاطب الملك من وراء الآلاف الأميال، تقول: "الماء
أنت وكلنا أشياء"! مجرد أشياء ..! ابتعاث وغربة وفي النهاية تقول الدكتورة
إننا مجرد أشياء،،!
التزلف ينزع من الإنسان بعد الحياء وماء الوجه .. شيئا آخر، القدرة على
التفكير السوي، التفكير الذي يجعله يميز بين الحسن والقبيح، بين المعقول
واللامعقول!
ماذا يعني أن يرزقك الله مولوداً وتقول بفضل الله ثم جهود المسؤولين!
وتسجل هدفا في مباراة وتقول بمنة المسؤول! وينجح ابنك في المدرسة وتقول
أهديه للمسؤول! بعضهم يعتقد أنها جزء من إثبات الوطنية،، مرافقة للبسلمة في
كل مناسبة.
وحتى رؤية الإنسان للأدلة الشرعية تتغير، يبدأ يبرر كل شيء يفعله شرعياً،
كل خطوة يتقرب بها للمسؤول يظنها خطوة إلى الله ..! وإن استطاع أن يسوق
الناس تبعاً لهوى المسؤول فعل ذلك "وبالدليل" الذي يفسره ويسقطه كيفما يشاء
..!
لذا ليس مستغرباً أن يخرج عليك من يقول: "من يستخدم تويتر يخسر الدنيا
والآخرة"! نستطيع أن نستوعب كيف يخسر الدنيا .. وكيف يمكن إيذاءه! لكن ما
شأن الآخرة! هذه نتيجة طبيعية لمن يعتقد أن لديه قرنا استشعار يعرف ما يحب
المسؤول وما يكره! وصاحبنا استشعر أن "تويتر" يزعج مولاه، فقرر حرماننا من
الدنيا أولاً، ولزيادة الوطنية قرر أيضا أن يجعلنا في الآخرة من
الخاسرين،،! وكله بأجره .. أقصد الأجر الدنيوي :)!
هذه العينات من الناس موجودة في كل مكان ولكن بنسب متفاوتة، وهي دليل
انحطاط وفساد، ويجب أن يمقتها أصحاب النفوس الكريمة علانية وباستمرار حماية
للمجتمع وإعلاءً من شأن الكرامة والعزة، يجب أن يتم العمل على تشويه هذه
الصفة الرذيلة في عيون الناس، وأن تبقى صورة المتزلف كريهة مدعاة للسخرية
في كل مكان ليعرف أنه بلا وجه .. بلا قيمة .. بلا معنى لحياته، عبد بلا
ثمن!
تاريخنا مليء بهؤلاء النصابين .. فهذا الشاعر ابن هانيء الأندلسي يمدح
المعز الفاطمي فيقول: (ما شئت ما شاءت الأقدار .. فأحكم فأنت الواحد
القهار،، وكأنما أنت النبي محمد .. وكأنما أنصارك الأنصار،، أنت الذي كانت
تبشرنا به .. في كتبها الأحبار والأخبار)!
ونصاب آخر .. علي بن جبلة يمدح أحد القادة العباسيين (أنت الذي تنزل
الأيام منزلها .. وتنقل الدهر من حال إلى حال،، وما مددت مدى طرف إلى أحد …
إلا قضيت بأرزاق وآجال)!
ربما وأنت تقرأ هذه الأبيات .. تستغفر الله من هذا الكلام، وسيأتي من يقرأ
لربعنا يوماً .. ويستغفر الله،، هي أخلاق إن تركت نمت وتكاثرت .. إلى أن
يتسمم الناس بهذا العفن والكذب!
التزلف والتملق كان ميدانه الشعر والشعراء ولازال، لكن إذا بلغ جميع طبقات
المجتمع فهذه نذير كارثة! يحكى أن معاوية بن أبي سفيان لما نصب ولده يزيد
ولياً للعهد أقعده في قبة، وجعل الناس يسلمون عليه، ثم يميلون إلى يزيد، ثم
جاء رجل (متملق) ففعل ذلك، ثم قال لمعاوية: يا أمير المؤمنين أعلم أنك لو
لم تولّ هذا أمور المسلمين لأضعتها! (تماما مثل ما نسمع ونرى اليوم) ..!
كان الأحنف بن قيس جالساً فقال له معاوية: ما بالك لا تقول شيئاً يا أبا
بحر؟ فقال الأحنف: أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت!
لن تجد متزلفاً شجاعاً .. وهذا ما جعل كثير من الناس بما فيهم القضاة
والعلماء يقفون طوابير كالشحاتين يبايعون أبو الفضل المقتدر بالله أحد
الخلفاء العباسيين وعمره لم يتجاوز الثالثة عشر سنة! ولكم أن تتخيلوا
المشهد..! بيعة لـ"طفل " لم يبلغ الحلم بعد!! النفاق والمجاملة تصنعان أفظع
من هذا..،، استمرار المداهنة والتزلف لسنين لن يثمر عنها ولادة أبطال
فجأة بوسعهم أن يقولوا "لا" إذا ما أرادوا! وعلى الناس حينها أن يتحملوا
نتيجة على غرار مبايعة حاكم قاصر كالمقتدر بالله.. سميت حكومته حكومة
النساء!
التأريخ مؤذ أليس كذلك،، دعونا منه، ففي حاضرنا غنية .. نحن أمام ممارسات
على مستوى طبقات المجتمع المختلفة بشتى تياراته ..! التزلف والنفاق ليس له
علاقة بما يحمل الإنسان من توجهات وأفكار .. له علاقة مباشرة بطبيعة وخواص
الإنسان نفسه ..!
قبل سنتين انتشر مقطع فيديو لجندي .. يقف أمام صورة للملك وولي العهد
والنائب الثاني .. يقبل الجندي هذه الصور واحدة تلو الأخرى .. ثم يعطي
التحية العسكرية .. ويبدأ في كيل المدح والثناء .. ثم يطلب من الصورة قطعة
أرض وأشياء أخرى!
يا إلهي .. مشهد في حاضرنا .. وما زالت العرب تقول: (لا تسقني ماء الحياة
بذلة .. بل فاسقني بالعز كأس الحنظل،،، ماء الحياة بذلة كجهنم .. وجهنم
بالعز أطيب منزل!!) .. ماذا يفعل قائل هذا البيت لو كان حياً غير الانتحار!
يقول البعض هذا رجل بسيط .. ومحتاج! الناس بحسن نية تضع تبريرات .. لكنها في الوقت نفسه تمهد لتكرار المشهد،،!
لا يقف الحال عند رجل الشارع البسيط،، فهذا إمام يصلي بالناس سنين في
المسجد الحرام .. لا يكف عن أحاديث مليئة بالتزلف تفوق في مجملها ما فعله
الرجل البسيط السابق الذكر .. التملق يزداد قبحاً ورخصاً حين يأتي من قبل
رجل الدين!
يقرر الملك أن يعين أميراً لوزارة الداخلية، فيكتب: (أتته الوزارة
مشتاقة.. تجر إليه بأذيالها .. فلم تك تصلح إلا له .. ولم يك أنسب إلا
لها)، وبعد فترة يقرر الملك تغيير هذا الأمير بآخر، فيسارع ويكتب للآخر
مباشرة (لقد وضع الملك الرجل المناسب في مكانه المناسب، وهو أفضل من يتولى
أعباء ودفة هذه الوزارة الفتية التي تتولى بفضل الله أمن البقاع المقدسة)!
ألا ما أوسع هذا الوجه ..! قبح الله هذا التقلب والتزلف المشين .. يأبى الله إلا أن يضع بهذا التملق كل من رفعه الناس لظاهره!
شيخ آخر، دخل على الملك ذات يوم .. فصم أذاننا بتكرار (أيها الملك
الصالح)، ثم نثر في طيات حديثه كلاماً لا يقال إلا لعمر بن عبدالعزيز! نحن
لا يهمنا نية الشيخ، ومقصده ولا نتهمه في شيء، لكننا نقول هذا التصرف مشين
ويجمّل مسألة التزلف والتملق في عيون الناس، أو على الأقل يجعلها أمراً
عادياً لا بأس به!
إننا نخوف الشيخ وغيره بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه سيكون أمراء
فمن دخل عليهم وصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس يرد
على الحوض) صححه الألباني.! والمدح والثناء العاطر المبالغ فيه، إعانة ليس
بعدها إعانة.
وهنا أقول بصدق: (ولو أن أهل العلم صانوه صانهم .. ولو عظموه في النفوس
لعُظما .. ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا … ومحياه بالأطماع حتى تجهما)! لا
نطالب أحداً أن يكون سعيد بن جبير، لكن الصمت إذا لم يكن هناك بد! صيانة
للعلم وأهله.
إن قلنا إن التزلف والتملق مرض نفسي .. ومن يصاب به يحتاج إلى أن يذهب إلى
طبيب نفسي ليعالجه! فما حيلتنا إذا كان الأخصائي النفسي هذا هو الآخر مصاب
بالمرض ذاته،،!
أحد الإستشاريين ممن يقصده الناس في عيادته يتطببون عنده "الله يخلف" ..
يقول: "رأيت صورة نايف بن عبدالعزيز فوقفت لاشعوريا وأديت التحية العسكرية
له"! يا عيني ..! دقيت تحية للصورة يابروفسور.. وبلا شعور ..هاه! إن كان
ذلك حدث صحيحاً.. فبالله عليكم ما فائدة إخبارنا بهذا! وعلى ذكر "دقة
التحية"، جعل الصدق يدق قلبك يا دكتور ويوقظه من هذه الهراء! (طبيب يداوي
الناس وهو عليل).
مثقف آخر، من الطبقة الراقية "التي تتنحنح قبل أن تتكلم مرتين بثقل" ..
يكتب في هاشاتق أحد الأمراء في تويتر .. "ليس كمثله شيء"! يا جماعة هؤلاء
تخرجوا من مدارسنا! وإلا من أين! "ليس كمثله شيء" مرة وحدة يا مثقف .. يا
مستشار،،!
لماذا لا تتعلمون دروساً من غيركم .. لماذا لا تستعينون بصاحبنا الذي دبج
عشرات المقالات في صحيفته ليخبرنا: أنه متيم وعاشق للملك وأنه لا يعرف
تفسيرا لذلك .. وأن الشعب مثله متيمين وعاشقين من رأسهم إلى أخمص أقدامهم
.. وبرضه الشعب مش عارف سبب هذا الوله والحب ..!! ودائما ما يكرر أن
المكانة التي يحتلها الملك في قلبه لا يحظى بها أحد من العالمين …!
والنتيجة .. تم طرده من صحيفته،، بناء على عشقه!
صديق آخر، من الجهة المقابلة.. ممكن الاستفادة منه كذلك، كان يكتب
المقالات المطولة في الساحات مذيلة دوماً بقامع البدعة وناصر السلفية وأسد
السنة..! والنتيجة.. السجن .. بناء على سلفيته!
أعتقد أن من يكتب كلاماً مبالغاً مليئا بالكذب .. وهو يعلم أن الناس تعلم
أنه يكذب .. كمن يرتضي أن يمشي عارياً، لاشيء يستره ..! أنا لا أشمت
بأحد،، لكن أريد أن أصور لكم أن هذا العار لا يصنع لأحد سياجاً واقياً ..
هو يهين الإنسان وينتزع منه كرامته ولا غير،،
هناك من يبرر لنفسه بعض التصرفات وبعض المبالغات، ويقول هذه لمصلحة عامة
وليست شخصية! وأقول: أي مصلحة تتحقق بالنفاق لا خير فيها، لأنها تبقيك في
نظر من قدمت له قرابين الثناء والمدح في منزلة وضيعة، مهينة، حتى لو لم
يخبرك بهذا! ربما يقربك .. ويعطيك.. زمناً،، لكن حين يستيقظ قلبك يوماً
وتحاول أن تتمرد عليه .. أو تعصي أمره .. يركلك بقدمه دون كرامة، حينها
يصعب عليك أن تتحول إلى شهيد للحقيقة في نظر الناس .. والأولى لك الظل،،
لأنه مكانك .. وورقة خطية تجبرك على الصمت .. حينها فقط ابك على روحك ..
كرامة الإنسان حين يفقدها لا يستطيع أن يستعيدها بسهولة، .. نصيحة لا تسجل
في تاريخك تزلفا ولا مدحاً قد تندم عليه إذا استيقظ قلبك يوماً،،
الأمثلة كثيرة .. وكل من ينزعج من هذا الحديث، أكرر ما كتبه
السباعي: "يا أهل النفاق!! تلك هي أرضكم .. وذلك هو غرسكم … ما فعلت سوى أن
طفت بها عليكم وعرضت لكم عينة منها .. فإن رأيتموه قبيحا مشوها، فلا
تلوموني بل لوموا أنفسكم … لوموا الأصل ولا تلوموا المرآة! أيها
المنافقون!! هذه قصتكم، ومن كان منكم بلا نفاق فليرجمني بحجر!".
ختاماً ..
يقول غاندي: "لطالما لم أكن أرغب في تعلم الشطرنج لسبب لم يفهمه أصدقائي
سابقاً، وفهموه الآن، هو أنني لا أريد أن أقتل جيشي وجندي وكل ما على رقعة
الشطرنج، كي يحيا الملك"..
عيد ياغندي ..
يخرب بيتك عيد ..
2013-5-25 | سلطان الجميري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..