مناورات لنزع الألغام… وأيضا لتبديد الأوهام الإيرانية
قلق
بالغ في طهران من تحركات وتطورات عسكرية،
تكثفت بشكل لافت وأوحت بتغيرات
جذرية في ميزان القوى بالخليج، واعتبرها مراقبون رسائل تحذيرية واضحة
لإيران من أية مغامرة في المنطقة.
طهران-
هاجم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي تواجد القوات الأجنبية
في الخليج، معتبرا أنه يلحق أضرارا بالمنطقة، وموضحا أن طهران ترصد عن كثب
جميع التحركات العسكرية في منطقة الخليج.
ويأتي
كلام المسؤول الإيراني بالتزامن مع أضخم مناورات في المنطقة، تتركز على
عملية كسح الألغام البحرية، وتجريها حوالي أربعين دولة بما فيها دول الخليج
والولايات المتحدة الأميركية، وتستخدم فيها وسائل تكنولوجية فائقة التطور.
ويكشف
الموقف الإيراني قلق طهران البالغ من تحركات وتطورات عسكرية، تكثفت بشكل
لافت وأوحت بتغيرات جذرية في ميزان القوى، واعتبرها مراقبون رسائل تحذيرية
واضحة لإيران من أية مغامرة في المنطقة، من قبيل إغلاق مضيق هرمز تنفيذا
لتهديدات سبق وأطلقتها طهران بشكل صريح وعلني.
غير
أن الخبراء لا يعتبرون تلك التحرّكات العسكرية علامة على مواجهة عسكرية
وشيكة، بقدر ما هي تعظيم لعملية الردع لإيران لمنع حدوث تلك المواجهة.
ويستدل
هؤلاء بوجود جهد استراتيجي خليجي لتعديل ميزان القوى العسكرية مع إيران،
عبر صفقات تسلح نوعية تستهدف الحصول على أحدث التقنيات في المجال، وأيضا
عبر رفع جاهزية الجيوش بتكثيف التمارين العسكرية بالتعاون في ما بين دول
مجلس التعاون، على غرار تمرين قوات درع الجزيرة الذي جرى في شهر فبراير
الماضي بالكويت، أو بالتعاون مع قوى إقليمية ودولية، على غرار التمرين الذي
تجريه القوات الجوية السعودية حاليا مع نظيرتيها التركية والباكستانية،
والذي يأتي بعد أيام من بدء القوات البرية السعودية والقوات المسلحة
المصرية التمرين المشترك «تبوك 3» في المنطقة الشمالية الغربية من المملكة
العربية السعودية.
ويظل
قلق إيران قائما رغم تطمينات أميركية رسمية بأن المناورة الضخمة لكسح
الألغام لا تستهدفها، وهو ما صرح به نائب الأدميرال جون ميلر، قائد القيادة
المركزية للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس، مؤخرا، من أن تلك
المناورات لا تستهدف أي دولة بما في ذلك إيران.
وكان
ميلر قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الكومودور سايمون أنكونا، قائد القوات
البحرية بالمملكة المتحدة في مقر قيادة الأسطول الخامس بالعاصمة البحرينية
المنامة، إن التدريبات ذات طبيعة دفاعية، مؤكدا «هذه واحدة من أكبر تدريبات
الدفاع ولا تركز على أي دولة أو أي كيان»، وموضحا «لدينا فكرة جيدة عن
قدرات إيران البحرية، فنحن في مياه الخليج كل يوم».
ورغم
هذه التطمينات الأميركية، أكد المراقبون، أن تلك المناورات نسفت
استراتيجية إيرانية، عملت عليها طهران مطولا، لقلب ميزان القوى في مياه
الخليج، والمائل بشكل واضح للولايات المتحدة اعتبارا لضخامة آلتها الحربية
البحرية. وتقوم الاستراتيجية الإيرانية على تفخيف الممر البحري الضيق على
مستوى مضيق هرمز بآلاف الألغام وإدخال نوع جديد من الانتحاريين يستخدمون
الزوارق الصغيرة والسريعة في آن.
وانعكست
خيبة الأمل الإيرانية من سقوط تلك الاستراتيجية في كلام عباس عراقجي أمس
في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، حيث اعتبر تواجد القوات الأجنبية في المنطقة
يلحق ضررا بها، معربا عن أمله بأن تمتنع الدول المشاركة في المناورات
بالخليج حاليا، عن أي إجراء استفزازي، من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوتر في
المنطقة الحساسة، التي شهدت خلال الأعوام الماضية توترات وحروبا مختلفة.
وأضاف عراقجي:«نرصد عن كثب التحركات التي تجري في هذا الصدد».
العرب اللندنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..