الاثنين، 17 يونيو 2013

قصيدة: المجازر السورية السُّنّيّة


من "بانِياسَ" إلى "درْعا" أتى خَبَرُ
                     فناحتِ الشمسُ والزهراءُ والقمرُ

وأجهشَ الغيمُ في "سلمى"، و"غُوْطتِنا"
وفي "المعرةِ" "وادي الضيفِ" ينفجرُ

وللفُراتِ "بدير الزورِ" مدرسةٌ
فيها تتلمذ "بدوُ الشامِ" والْحَضَرُ

و"اللاذقية" قد طال الحصارُ بها
وفي السواحل عمَّ النوْحُ والسهرُ

وأخبرتنا نجومُ الليل عن وطنٍ
تعُمُّ ساحاتِهِ الأحزانُ والضررُ

فيه المذابحُ من عُرْبٍ ومن عَجَمٍ
ليلاً نهاراً إليها يشخصُ البصرُ

فـ "آلُ صفيونَ" جزّارونَ في بلدي
"فُرْسٌ" وفارسُهُمْ في أرضِنا خَطِرُ

صالوا وجالوا بأرض "الشام" واقْتَرَفُوا
كُلَّ الْجرائِمِ ، لم يُبقُوا، ولم يَذَرُوا

و"آلُ يَعْرُبَ" في "بغدادَ" قد قُتِلُوا
قتلاً، وقد ساهمتْ في قتلِهِمْ "مُضَرُ"

و"آلُ قيسٍ" قُساةٌ ضدَّ إخوتِهِمْ
وجدُّهُمْ عن جديدِ النسلِ يعتذِرُ

يقولُ: إنّي بريءٌ من تَخاذُلِهِمْ
ومن تآمُرِهِمْ من بعدما كفروا

فَلْيَيْأَسِ الناسُ إنْ أمسى يُوجِّهُهُمْ
مَنْ لا تُهذِّبُهُ الآياتُ والسُّورُ

وَلْيَيْأَسِ الشعبُ من" أبناء مُومِسةٍ"
لم يُرْضِهِمْ دِّينُ أهلِ اللهِ والفِكَرُ

وَلْيَرْفَعُوا رايةَ الإسلام عاليةً:
اللهُ أكبرُ، إنْ قلُّوا، وإنْ كَثُرُوا

كم من كثيرٍ أذلَّ اللهُ كثرَتَهُمْ
ومن قليلٍ بعون الله قد نُصِرُوا

سَلِ "المدائنَ"، سَلْ "حِطِّيَنَ" ما شهِدَتْ
لما تصدَّى لآلافِ الْعِدا نَفَرُ

فَٓـ "سيفُ سعْدٍ" كلمح البرقِ أرْعَبَهمْ
حليفُهُ الْخِصْبَ ، يُسْتَسْقى به المطرُ

و"سيفُ خالد" في "اليرموك" أدَّبَهُمْ
إذْ كان فيه لجيش الروم مُزْدَجَرُ

يا أيُّها الْمُسلمُ السُّنِّيُّ قد كذبوا
يا أيُّها الثائِرُ السُّنِّيُّ قد غدروا
باعوا دِيانتَهُمْ، بانتْ خِيانتُهُمْ
ساءتْ سياستُهُمْ، واستفحل الخطرُ
فرُبَّ نغلٍ مجوسيٍّ يُمَتِّعُهُمْ
كي يربحَ الحربَ نذلٌ كاذبٌ أشِرُ

فَدَعْ "فنادقَهمْ"، خابتْ مُعارضةٌ
خُنثى يُدجِّنْها الْمَخْصِيُّ لا الذَّكَرُ
ففي "الفنادق" أرجاسٌ مُقزًّزَةٌ
لا يبتغيها شريفٌ هَمُّهُ الظَّفَرُ
وفي "الفنادق" "إتلافٌ" ومهزلةٌ
فيها الزناةُ على الثوارِ تفتخرُ
و"قومُ لُوْطٍ" بها أقطابُ طاولةٍ
تُرْضِي ا"لْمجوسَ"؛ ليرضى "الرُّوْمُ والخزرُ"
وتقتلُ العُربَ إرضاءً لنابتةٍ
من منبتِ السُّوْءِ لا ما تُنْبِتُ الْعِتَرُ
فَعِتْرَةُ السُّنَّةِ الثوّار في كرَبٍ
لمْ يَجْلُهَا عنْهُمُ جِنٌّ ولا بشَرُ
وسوف تُجلى إذا جالوا بمعركةٍ
وَحَمْدَلُوا اللهَ إيْفاءً بما نذَرُوا

وقاوم الظلمَ ثوارٌ لهم سندٌ
في كلِّ أرضِ بلادِ الله ينتشرُ

ورحمةًُ اللهِ تترى في خنادقِهِمْ
والناسُ تعملُ ما شاؤوا إذا أمَروا

هُمُ الثقاةُ، وهُمْ أهلُ البلادِ وَهُمْ
جماعةٌ ذِكْرُها الميمونُ مُعتَبَرُ

ثاروا على الرفض والتعطيل وانتفضوا
فأثمرتْ ثورةُ الأحرارِ وانتصروا

وطهروا الأرضَ من شُذاذِ مُرتزقٍ
حتّى تطهَّرتِ الشُّطآنُ والجزُرُ

ونُكِّسَتْ رايةُ الشبيح واحترقتْ
وهُوِّنَ العُسْرُ لمّا يُسِّرَ القدَرُ

والشامُ عادتْ لدينِ اللهِ حاضرةً
وهلّلَ الناسُ لما اَسْفَرَ السَّحَرُ

فَلِلْمَآذِنِ تكبيرٌ وموعِظَةٌ
و "قصْرُ تشْريْنَ " والشَّبِيْحُ يسْتَعِرُ

فَالْحَمْدُ للهِ ، قد قامتْ قِيامتُهُمْ
وشُتِّتُوا؛ إنَّمَا لَمْ تَفْهَمِ الْبَقَرُ

هذه القصيدة من البحر البسيط

شعر: د. محمود السيد الدغيم
لندن: الخميس: ٩/ ٥/ ٢٠١٣م


........................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..