الخميس، 13 يونيو 2013

في الخسة وأهلها... أتباع بشار مثالاً

بعضهم ادعى أنه يقف مع صدام حسين ونعته بالشهيد، لكنه يقف اليوم مع إيران في تدخلها في سوريا مع أنها هي التي قتلت صداماً.

خسيس أي دنيء ورجل مَخْسُوسٌ: ذو دناءة. ورجال خِساسٌ أي أَرذال. كان ذلك تعريف الخسّة في معاجم
اللغة، إلا أن الثورة السورية أنتجت معنى جديداً لكلمة خسيس وهي: خسيس أي مؤيد لبشار.
ولئن اعتمدت العربية على همس حرف السين وقدرته على الامتداد والتناقض بين استفاله واستعلاء الخاء في الوصول إلى المعنى، اختصرت الثورة السورية ذلك، فطرقت باب التعريف مباشرة، فالخسيس من خست (رذلت) روحه، وتمكنت منه دناءته، وباع ضميره، وصغر حجمه فأصبح خسيساً (ذليلاً) تحت حذاء بشار.
ميزت الثورة بين أنواع الخسة، فمن أصنافها عبيد الأسد. يفتخر هذا الصنف بعبوديته لبشار ومن شعاراته "نحن عبدة إصبع الأسد" و"يسقط ربك ولا يسقط بشار" وهتفوا على الملأ" شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد".
وحسب قاموس الثورة، فقد بلغ هؤلاء خسة الكلب الذي يهز ذنبه استرضاء لسيده. ومما يفتخر به هؤلاء أن الأسد وأباه اغتصبا البلاد أربعين عاماً فوضعا ثلث الشعب في السجون، وجعلا الدولة كلها مناصبها ووظائفها في يد طائفتهما. باع الأب الجولان للصهاينة ثم باع الثاني سوريا لروسيا وإيران.
ما أطلقا طلقة واحدة تجاه العدو، وسعيا على الدوام لسحق الشعب الفلسطيني. حاولا القضاء على الإسلام في البلاد ونشر الفساد من خلال تعميم الرشوة، والغش، والسياحة الجنسية حتى كادت مومسات روسيا تحتل بلادنا.
المشكلة في هذا النوع من الخِساس أنك لا تستطيع أن تجادلهم، فلن تصل إلى إقناع عابد إصبع بشار بالإحساس بكرامته، إنهم يتقربون إلى ربهم بقتل أطفال المسلمين واغتصاب نسائهم. يؤيدون بشار الأسد لأن هذه إرادة علي وفاطمة والحسين الذين وقعوا ميثاقاً بذلك على سطح القمر، وقد بارك المهدي ذلك من سردابه.
النوع الثاني مؤيدون عرب ادعى بعضهم الإسلام وتمسك الآخر بالعلمانية، بعضهم من فلسطين وبعضهم من الجزائر وآخرون من مصر ولبنان والسودان، قلة قليلة، لكنهم شُهروا وارتفع صوتهم، تماماً كما اشتهر "هزّي يا نواعم" أو "أراب آيدول"، فإن شدة الخسة تظهر صاحبها.
هؤلاء ليسوا كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً، خطرهم ليس على سورية فحسب بل على الأمة الإسلامية كلها. ولنقل على الحرية كمبدأ إنساني، استمرؤوا المهانة، وقفوا مع الحكام ضد الشعوب ومع القتل ضد الحرية ومع التخلف ضد التقدم ومع الكفر ضد الإسلام.
بعضهم ادعى أنه يقف مع صدام حسين ونعته بالشهيد، لكنه يقف اليوم مع إيران في تدخلها في سوريا مع أنها هي التي قتلت صداماً. وبعضهم يدعي أنه قومي عروبي، لكنه يقف مع حزب الله الذي قال إنه يريد دولة لبنانية تتبع لإيران مباشرة، والذي احتل القصير بدل تحرير مزارع شبعا، على أساس أنه يريد أن يحرر القدس بالالتفاف من طريق قرقيزيا.
وبعضهم ادعى أنه مناصر للشعوب لكن مشاعره لم تهتز لتشريد بضعة ملايين سوري واستشهاد مائة ألف من شعب مسالم.
وبعضهم ادعى أنه يقف مع ياسر عرفات واعتبره رمزاً من رموز الثورة الفلسطينية والأممية لكنه وقف مع عدويه حافظ الأسد وبشار الأسد الذين لم يهينا شخصاً، كما أهانا عرفات.
ولم يعرف التاريخ عدوا للشعب الفلسطيني أكثر من عائلة الأسد وما مجازر تل الزعتر ومخيم الرمل واليرموك عنا ببعيدة.
أما مدعو العلمانية فوقفوا مع حزب الله الذي كان يهتف في القصير "يا لثارات الحسين" استجابة لحسن نصر الله الذي طلب منهم " ألا تسبى زينب مرتين".
النوع الثالث أرذال وقفوا مع الأسد لأن السوريين خرجوا على ولي الأمر، وقد حضرني أن ولي الأمر هذا عندما صلى على أبيه المقبور سلم على اليسار أولاً ثم على اليمين. ومن ميزات ولي أمرنا أنه اعترض على قرار أبيه ببناء الخمارات على بعد مائة متر من المساجد، فعدله إلى خمسة وسبعين متراً.
ومن حبه للإسلام منع المنقبات من دخول الجامعات، وفصل بعضهن من العمل، وحارب الحجاب وضيق على صاحباته.
ومنع أصحاب اللحى من استلام المناصب في الإدارات العليا والجامعات. أما الصلاة في الجيش فتعني دخول السجن على الفور والاتهام بالعمالة لإسقاط نظام الحكم.
علاوة على ذلك قرر الأسد بالاتفاق مع زوجته البريطانية إلغاء مادة التربية الإسلامية في المدارس ابتداء من سبتمبر عام2011، لكن الثورة انفجرت قبل ذلك وقطعت عليه الطريق.
الأخطر ما فعله الأسد لتشييع الشعب السوري. فقد نشر الحوزات الإيرانية في البلاد، وحمى "الدعاة الشيعة" وشجع عملهم، ودعم كل متشيع بالمال والسلاح، وسمح للشيعة الإيرانيين بشراء أراض بالقرب من سوق الحميدية في سبيل السيطرة على المسجد الأموي آخر السوق. ويعرف القاصي والداني قصة تمكين الشيعة سياسياً وجغرافياً في سورية.
بعد كل ما تقدم، كيف للمرء أن يتصور أن ذا مروءة يؤيد بشار الأسد إلا إذا كان جاهلاً بوضع البلاد والعباد في سورية، فهل يؤيد الكريم الحر رجلاً استعمل دباباته لقتل المتظاهرين في درعا بداية الثورة عندما كانوا يهتفون سلمية وينادون بالحرية.
أفلا تذكرون ما فعل النظام بتلك المظاهرات، وهل رأيتم سحل الناس في الطرقات، هل رأيتم مثلاً أن بشاراً حاسب ابن خالته عاطف نجيب الذي اعتقل أطفال درعا واعتدى على أهلها وهاجمها بالطائرات العمودية.
ألا تلاحظون الاستبداد في سورية، ألا تعرفون أن أسدكم هذا  جاء إلى الحكم بالحديد والنار، وأنه يمنع حتى انتقاد أسعار الخضروات.
ألا تعلمون أن الضباط والعسكريين والوزراء يتنعمون بالقصور والرفاهية، بينما لا يصل راتب الموظف إلى مائة دولار شهرياً. ألا تعلمون أن ضباط الأسد ووزرائه وعبدته يتحكمون في رقاب الناس، فيغيبونهم عشرات السنين دون سبب.
هل تعلمون أن "غياث مطر" وزع الورد على رجال الجيش فاقتلعوا حنجرته وقالوا لوالدته اعملي بجثته شاورماً. وهل تعلمون أن حمزة الخطيب تعرض لعشرات الطلقات في جسده وجُب ذكره، وهل تعلمون أن إبراهيم قاشوش انتقد الأسد في أهازيجه فاقتلعت حنجرته.
إجرام الأسد وبربريته ثم الثورة السورية فضحا أمراً في غاية الأهمية: الأسد لا يقف معه إلا كل خسيس.
د. عوض السليمان
2013-6-12 | 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..