في فترة قريبة ساد مجتمعنا اعتقاد يفيد بأن "الخبز الأسمر" يخفض الوزن ،
وبدأ جميع الباحثين عن الرشاقة بتناوله بدلاً من "الخبز الأبيض" المعروف ،
وكان من أهم مبررات هذا الاعتقاد هو أن الخبز
الأسمر يحوي سعرات حرارية أقل
، أما عن الحقيقة خلف هذا الموضوع فتظهر مع بعض البحث الدقيق .
الخبز هو ملك المائدة ولا يكاد يخلو منزل منه ، أنواعه كثيرة وأصنافه
متعددة ويعد من فئة النشويات في النظام الغذائي ، وهو يتصدر الهرم الغذائي
نظراً لما يملكه من قيمة غذائية تفيد الجسم ، وتختلف أنواعه حسب الحبوب
التي يصنع منها فهناك "خبز الشعير" و "خبز الشوفان" ، و "خبز الذرة"
بالإضافة لـ "خبز القمح" الذي نعرفه جميعاً ولا تخلو منازلنا منه بأنواعه
المختلفة أيضاً من خبز أبيض وأسمر .
يصنع "الخبز الأبيض" من دقيق القمح الأبيض الذي نتج عن طحن حبوب القمح
بعد التخلص من قشرتها الخارجية - النخالة - ومعالجتها بعمليات تكرير وتبييض
عديدة ، أما "الخبز الأسمر" فهو من دقيق القمح الأسمر الذي ينتج عن طحن
حبوب القمح الكاملة بنخالتها وقشورها .
يفضل معظمنا تناول الخبز الأبيض بدلاً عن الخبز الأسمر ربما بسبب طعمه ،
إلا أن ذلك يتغير في حال قيامنا بحمية غذائية لتخفيف الوزن ، والتي عندها
يسارع الجميع لاستبدال كل أنواع الخبز الذي يتناولونه بالخبز الأسمر ،
اعتقاداً من الجميع أنه يحوي على عدد أقل من السعرات الحرارية ، إلا أن ذلك
الاعتقاد بتأكيد من أخصائيي التغذية غير صحيح ، فالخبز الأسمر والأبيض
يحويان تقريباً نفس عدد السعرات الحرارية ، إلا أنه بالفعل ينصح خبراء
التغذية بتناول الخبز الأسمر بدلاً من الأبيض ؛ وذلك لتفوقه في القيمة
الغذائية التي يمنحها لجسمنا بسبب ما يحتويه من نخالة .
أما عن ما يميز الخبز الأسمر عن الأبيض ويجعله مهما في الحميات الغذائية
احتواؤه على نسبة كبيرة من الألياف الغذائية المفيدة للجسم ، وهي التي تنظم
الهضم ، وهي ما يفتقر الخبز الأبيض لوجودها ، مما يجعله يسلك خلال عملية
الهضم سلوكاً مختلفاً عن الخبز الأسمر ، فهضم الخبز الأبيض يتم بسرعة
ويتحلل إلى سكريات بسيطة يسهل على الجسم امتصاصها ، مما يؤدي إلى رفع نسبة
السكر في الدم بصورة سريعة ، وتتحول تلك السكريات فيما بعد إلى دهون في
الجسم في حال لم يتم استهلاكها ، بينما هضم الخبز الأسمر يتم بشكل بطيء
فيغذي الجسم ويشعرك بالشبع لفترة أطول ، ولا يرفع السكر بصورة سريعة في
الدم لأن امتصاصه يتم ببطء ، كما أن الألياف في الخبز الأسمر تعيق امتصاص
الجسم لبعض أنواع الدهون ، مما قد يفيد الحمية الغذائية وينجحها .
وبالرغم من كل تلك الفوائد للخبز الأسمر ، إلا أنه لا يخلو من السيئات
المتمثلة باحتوائه على حمض الفايتين وهو حمض يمنع الجسم من امتصاص
الكالسيوم بصورة جيدة ، وبالتالي في حال الاكثار من تناوله فإنه قد يتسبب
بنقص الكالسيوم في الجسم .
والجدير بالذكر أنه لا يجب أن يخلو نظامنا الغذائي من مصدر للنشويات مهم
كالخبز ، اعتقاداً منا أن الابتعاد عن تناوله يقلل الوزن بصورة سريعة ، حيث
إنه على المستوى الصحي تعتبر النشويات مهمة جداً لإمداد الجسم بالطاقة
التي يحتاجها ، ولا يجب أن يخلو نظاماً غذائياً منها ، بل تحدد كميتها حسب
ما يقوم به الإنسان من مجهود خلال اليوم وحسب ما يستهلك من سعرات حرارية .
تمنياتنا للجميع بدوام الصحة والعافية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..