هل
ضاق بنا المليون كيلو متر مربع ولم يعد يحتملنا الـ200ألف كيلو متر مربع
التي نعيش عليها من مجمل مساحة بلدنا ؟ لماذا هذا التدافع والتشاحن
والتباغض والتناحر والتصادم، مع اننا سنضطر في النهاية - مهما باعدت
بيننا السياسة- الي الجلوس معا لنتحاور..اذا كنا قد تفاوضنا مع
الصهاينة، فكيف لا نتحاور معا، مصريون مع مصريين؟. هذا هو الدرس الذي
تعلمه اللبنانيون من تجربة حرب أهلية استمرت من 1975 حتي 1992أكلت
الاخضر واليابس، وفي النهاية اقتنع اللبنانيون انهم لابد ان يجلسوا معا
ليناقشوا امورهم ويصلوا الي كلمة سواء تعلي قيمة العيش المشترك. لقد آمن
لوردات الحرب اللبنانية انه لايمكن لتيار منهم ان يستأصل بعض او كل
التيارات الاخري.
سنضطر في
النهاية الي الجلوس معا مهما باعدت بيننا المواقف والاراء والتوجهات
والايدولوجيات، فلماذا لا نبدأ الجلوس للتحاور حتي نتجنب المرور بمرحلة
الاحتراب وليتنازل كل من جانبه عن بعض مطالبه . مصر تسعنا جميعا.
المليون كيلومتر مربع تكفي التسعين مليونا ويفيض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
وفي
مصر علينا ان نستفيد من تجارب الايام ونكبات الزمن ، فعلي مدي اكثر
من 80 عاما لم يستطع الملكان فؤاد وفاروق وعبد الناصر والسادات
ومبارك استئصال الاخوان المسلمين رغم الاغتيالات والاعدامات وعمليات
التعذيب الوحشي التي جرت لهم في المعتقلات والتي لم تتوقف في اي عهد من تلك
العهود. وفي المقابل يجب ان تعي جماعة الاخوان المسلمين انها لن تستطيع
او تتمكن من استئصال التيارات الاخري لان هذا هو ما علمنا وعلمهم الزمن.
يجب ان يبذل الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أقصي الجهود لجمع كل التيارات حول مائدة التفاوض، لأن من يراهن علي انه سينجو من ويلات الاقتتال الاهلي اذا اندلع-لاقدر الله- هو واهم، واهم، واهم. »واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة« الأنفال ـ 25 ـ فحين تندلع الفتنة لن يفلت منها،لا الظالمون ولا المظلومون.
قد يقول البعض "فات الميعاد " وولي أوان المبادرات و " سبق السيف العزل"، لكنني أؤمن دوما بالحكمة "أن تأتي اخيرا، خير من ألا تأتي ابدا" . مهما ضاق الوقت واقترب العد التنازلي لنازلة الغد،لاتزال هناك فرصة ويبقي دوما هناك أمل، وفي هذا الاطار، اقدم الاقتراح التالي لوجه الله والوطن وحبا لكل انسان كحل عينيه وعفر قدميه بتراب الوطن : ان يعين الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الفريق أول عبد الفتاح السيسي رئيسا للوزراء مع احتفاظه بمنصبه وزيرا للدفاع، وذلك حتي تتم الانتخابات البرلمانية في امان وسلام ، ويشكل الحكومة الحزب الحاصل علي أغلبية مقاعد مجلس النواب ، ويكون في اشراف قواتنا المسلحة علي الانتخابات الضمان الاكبر لعدم وقوع اي تزوير أو بلطجة أو تجاوزات.
مازال هناك وقت للم شمل الامة. رغم كل المخاطر التي تري صعوبة ذلك لاننا انتقلنا من مرحلة التناحر السياسي واصبحنا علي شفا حفرة من الاقتتال الأهلي ، والدليل علي ذلك البروفة المصغرة للحرب الاهلية التي جرت العام الماضي ، من خلال ما يمكن تسميته "الفتنة الرياضية" فقد ظلت الفضائيات الكروية، قبل الثورة وبعدها ، تشحن وتحرض مشجعي المصري علي جماهير الاهلي والعكس، وانتشرت برامج"أهلاوي" و"زملكاوي" و"مصراوي" و"اسماعيلاوي" يحضر فيها الي الاستوديو مشجعو كل فريق ويهتفون في كل حلقة ضد خصومهم. فماذا كانت النتيجة ؟ مذبحة في بورسعيد استشهد فيها 72 مشجعا اهلاويا، وحين صدرت الاحكام ضد المتهمين، ثارت بورسعيد، واستشهد في المظاهرات العشرات من ابناء المدينة، وازداد الامر سوءا حين فتح البلطجية النيران علي مشيعي جنازات ابناء بورسعيد وقتلوا منهم البعض، كل ذلك لم يحمل سوي الخراب الي مصر، وتوقف النشاط الرياضي علي مدي عام، وخسرت الفضائيات الرياضية »الجلد والسقط«، فاغلق عدد كبير منها، وكان ذلك جزاء افعالها التحريضية للجماهير.
ومنذ 30 يونيو 2012 والفضائيات "العامة" تقوم بهذا الدور من خلال برامج »التوك شو« التي لا تكف يوميا عن تحريض الجماهير ضد الحكم . وبعدم تقدير للمسئولية يتحدثون الان عن حرب اهلية ستندلع في مصر غدا، دون ان يدروا انه لو حدث ذلك ـ لاقدر الله ـ لن يستطيعوا الخروج من بيوتهم وستغلق قنواتهم وجميع اوجه الحياة ولن تصبح مصر بلدا آمنا، هم بذلك يخربون بيوتهم بأيديهم وايدي النخبويين.
تعالوا الي كلمة سواء بيننا، فليس لنا كمصريين الا بعضنا البعض، فداخل كل اسرة سواء في البيت او العمل هناك الليبرالي والسلفي والناصري واليساري و الاخواني ، وكان من المحزن انه في احداث الاتحادية وقف اقارب من عائلة واحدة، كل في فصيل متناحر (زميل لنا كان ابنه محتشدا مع المعارضة وابن شقيقته علي الطرف الاخر مع الاخوان) ، يتقاتلون، وأنساهم التعصب السياسي صلة الرحم وصلة الوطن، وهذه الاخيرة أعلي الصلات رقيا لانها تجعلك تتعاطف وتتكاتف وتتكافل وتتراحم مع بني وطنك بظهر الغيب، دون ان تعرفهم او يعرفونك، فقط تحبهم وتحترمهم لانهم مصريون مثلك. تجمعنا مشتركات عديدة ..أعلاها صيام الأخوة الاقباط لرمضان مشاركة لاخوانهم المسلمين، وتجهيز المسلمين لطعام صيامي لجيرانهم المسيحيين اثناء صومهم، وهذا غيض من فيض مشاعر وتصرفات وأفعال كلها تؤكد أن صلة الوطن هي اقوي صلات القربي بين المصريين.
سنضطر في
النهاية الي الجلوس معا مهما باعدت بيننا المواقف والاراء والتوجهات
والايدولوجيات، فلماذا لا نبدأ الجلوس للتحاور حتي نتجنب المرور بمرحلة
الاحتراب وليتنازل كل من جانبه عن بعض مطالبه . مصر تسعنا جميعا.
المليون كيلومتر مربع تكفي التسعين مليونا ويفيض.
"لعمرك ما ضاقت بلاد
بأهلها... ولكن اخلاق الرجال تضيق".
اللهم طمئن قلب كل مصري وآمنه من خوف.
»ألا بذكر الله تطمئن القلوب«.
28/06/2013 09:19:49 م
آفــكــار مــتــقــاطــعــة
بقلم : ســـــــــــليمان قـنــــــــــاوى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..