الثلاثاء، 9 يوليو 2013

كيف حسم أوباما موقفه من ثورة 30 يونيو

البيت الأبيض غادر دائرة التردد بعد أن شاهد صور الأقمار الاصطناعية
لندن – أشارت مصادر دبلوماسية في العاصمة الأميركية واشنطن

أن مباحثات مضنية تمت بين الإدارة الأميركية والجيش المصري قبل إعلان رئيس المجلس العسكري، وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، تهديده للرئيس المخلوع مرسي بضرورة الاستماع لمطالب ملايين المحتجين المصريين ضده.
وأوضحت المصادر أن اللواء السيسي أبلغ نظيره في واشنطن أن الجيش يخطط للتدخل استجابة للدعوات الشعبية وخوفا من حالة الاستقطاب التي تنذر بحرب أهلية لو لم يتحرك الجيش لوأد الفتنة في مهدها.
وقالت المصادر إن الجيش الأميركي لم يكن مرتاحا لتعاطي السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون، والتي بدا واضحا وقوفها مع الإخوان وتقليلها من حجم المظاهرات التي حدثت في 30 يونيو.
وكشفت المصادر أن الجيش المصري عمد إلى تصوير جوي للتجمعات الشعبية المناوئة لمرسي، وأنه أرسل ذلك إلى واشنطن لقطع الطريق على السفيرة وتقاريرها التي كانت قريبة من الهوى الإخواني.
وفي ليلة الثلاثين من يونيو عاش البيت الأبيض وسط موجة من التقارير المتضاربة، وبدا الرئيس أوباما رافضا لتدخل الجيش وبشدة حتى وصل الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان إلى اجتماع مع أوباما ليضع أمامه صورا خاصة من الأقمار الصناعية الأميركية عن جماهيرية الحركة الاحتجاجية المؤيدة للتغيير مقابل تواضع أعداد أنصار مرسي.
وقبل أن يخرج ديمبسي، أجرى الرئيس الأميركي اتصالا مهما مع سفيرته في القاهرة حيث تمت مواجهتها بحجم الرفض الشعبي لمرسي والذي كانت السفيرة تهون من شأنه لشهور طويلة، وهو ما دفع وزير الخارجية جون كيري إلى تحميلها مسؤولية تدهور صورة الولايات المتحدة في الشارع المصري.
ولم تنته الليلة إلا وتدخلت المخابرات الأميركية (سي أي إيه) والتي وضعت تقريرا عن تنامي العمل الجهادي في مصر وتساهل مرسي معه بل وتأييده المبطن له.
يشار إلى أن مجموعات متطرفة مقربة من “القاعدة” نشرت بيانات مساندة لمرسي وهددت باستهداف الجيش المصري، وتدعم التقارب الإخواني مع “القاعدة” من خلال تصريحات أيمن الظواهري الأخيرة.
وقالت المصادر السابقة إن كل هذه المعطيات حفزت الرئيس الأميركي على تغيير موقفه، حيث تحرك قليلا من موقف الرافض لتدخل الجيش المصري إلى عدم الممانعة وليس إبداء الموافقة والوقوف في منتصف الطريق.
وذكر دبلوماسي عربي في واشنطن أن أوباما لم يكن راضيا عن تبديل موقفه وأن شعوره بأن كثرة الشرائح المهمشة قد تتضرر وأن تدخل الجيش المصري لم يرحه حتى رأى مساء يوم إعلان الجيش عزله لمرسي فرحة المصريين، وزادت على ذلك أعمال العنف التي قام بها مناصرو الإخوان المسلمين وحملهم لأعلام القاعدة، كل هذا أكد لأوباما عدم سلمية المتظاهرين المحسوبين على الرئيس المخلوع مرسي.
من جانب آخر قال مصدر مقرّب من القصر الملكي في الرياض أن تهنئة الملك عبدالله بن عبد العزيز للرئيس المصري والتي فاجأت الجميع بسرعتها وكونها الأولى من نوعها حيث عرف عن الدبلوماسية السعودية التباطؤ أتت دعما للتغيير وتعبيرا عن غضب من تحركات إخوانية في الداخل السعودي.
وأشار المصدر إلى أن السعوديين فاض بهم الكيل من محاولات إخوانية تمت داخل السعودية واستخدم فيها غطاء دبلوماسي مصري لتقديم دعم للإخوان في السعودية وعمل تنظيمات مشابهة لما حاول الإخوان القيام بها في الإمارات العربية المتحدة التي فككت خلية إخوانية كانت تعمل على تغيير النظام بالقوة، وترتبط بأطراف خارجية.
وقال المصدر إن تغييرات تمت سريعا في السفارة المصرية بالرياض وقنصليتها في جدة حيث استبدل دبلوماسيون مصريين محترفين بآخرين ذوي توجه إخواني سارعوا إلى عقد لقاءات بمصريين يعيشون في المملكة منذ وقت طويل ولديهم علاقات بالنسيج المحلي السعودي وتم الطلب منهم القيام بالاتصال بشخصيات دينية سعودية متعاطفة مع الإخوان لتحشيد الرأي العام السعودي من أجل الضغط على السعودية لتسريع دعمها لحكومة مرسي.
وأشار المصدر إلى  أن التحركات الإخوانية في السعودية رصدت عبر قوى الأمن المحلية بدقة وتم القبض على العديد من العملاء وترحيل بعضهم إلى مصر في ليلة 30 يونيو كتعبير رمزي من السعوديين عن امتعاضهم من سلوك الإخوان المصريين.
يشار إلى أن دول الخليج التي رحبت بثورة 25 يناير 2011 في انطلاقها باعتبارها شأنا داخليا مصريا، وجدت نفسها مضطرة إلى التريث في ظل سيطرة الإخوان المسلمين على تلك الثورة وتحويلها إلى منبر للتهجم المجاني على الخليجيين دون أن يفكروا في مصير ملايين المصريين بدول الخليج.
وبعد التغيير الذي قاده الجيش المصري، تعهدت دول الخليج بتقديم دعم سريع لمصر لمساعدتها على تحقيق الاستقرار.
من جانب آخر تواصلت المشاورات السياسية في مصر حول تشكيل الحكومة الجديدة ولا يزال منسق جبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي المرشح الأوفر حظا لرئاسة الحكومة، وأن المشاورات لا تزال مستمرة مع حزب النور السلفي، الذي أعلن تحفظه على اختيار البرادعي.
..........
العرب اللندنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..