الاثنين، 8 يوليو 2013

أسوأ سيناريوهات الانقلاب..نموذج الجزائر !

لفت نظري صحفي جزائري ، أتصل بي ليعرف أخر أخبار الانقلاب الذي أطاح بالرئيس مرسي ، الي أن السيناريو الذي تسير عليه مصر حاليا هو سيناريو الجزائر ، في ظل حالة الاقصاء والاعتقالات وتكميم
الافواه يقوم بها الانقلابيون ضد مؤيدي الرئيس الشرعي من الاسلاميين وغلق أبواب الأمل في وجوههم .
قال لي عندما علم بأخبار الاعتقالات غير المبررة لأعضاء التيارات الاسلاميين وعمليات القتل لأنصارهم في الشوارع ، وتجييش الاعلام الحكومي والخاص ضدهم ووضع الانقلابيين أيديهم في يد خصوم الاسلاميين وتسليم السلطة المغتصبة لهم بالكامل ، "هذا هو السيناريو الذي اتبعه جنرالات الجزائر فسقطت البلاد في هاوية الحرب الأهلية والفوضي التي أضاعت البلاد واستمرت 11 عاما سقط فيها ألاف الشهداء والمفقودين ودمر اقتصاد الجزائر .
أغلقت الهاتف مع صديقي الجزائري ، ثم قرأت تقريرا بالصدفة في صحيفة الجارديان البريطانية يوم الاحد 7 يوليه بعنوان (ثورة مصر الجديدة تضع الديمقراطية في خطر) فوجدت أنه يصل لنفس النتيجة ووضعت يدي علي قلبي ، لأن ممارسات الانقلاب تزداد شراسة بدلا من التعقل والنظر للملايين التي خرجت الجمعة والأحد مقارنة بحشود مؤيدي الانقلاب .. فالاعتقالات وقتل المتظاهرين مستمر وغلق الفضائيات مستمر وحتي المقر الرئيسي لحزب الحرية والعدالة أغلق بالشمع بدون أي مسوغ قانوني ، ووصل الأمر – كما قال عصام سلطان المحامي علي فيس بوك - لإصدار مكتب وزير الدفاع تعليمات لبنوك بتجميد أموال نشطاء اسلاميين منهم عصام سلطان نفسه !.
الجارديان قالت في تشريحها للمعسكر المناهض لمرسي أنه يتكون من أربعة لاعبين رئيسيين الجيش وقوات الشرطة، والفلول وما يمكن أن نسميه "القوات الثورية غير الإسلامية" بحسب الجريدة الانجليزية ، والفاعل الأقوى في هذا المعسكر هو الجيش، تليه الشرطة ، والواقع يقول إن تدخلهم قد جعل ميزان القوى يميل نحو القوى المناهضة للرئيس مرسي .
ويأتي الفلول في المركز الثالث، مع ثرواتهم الهائلة والموارد وتحكمهم في وسائل الإعلام والاتصالات في مؤسسات الدولة ، إضافة الي حلفاء إقليميين ودوليين أقوياء ، وفي أسفل السلسلة تأتي القوى الثورية غير الإسلامية؛ وهي قوة محدودة نسبيا من حيث الموارد والثروة .
وتقول الجارديان أن الفلول الأقوياء وقوة الشرطة كانوا سعيدين جدًا للاستفادة من الغضب المشروع للقوى غير الإسلامية فضلا عن غضب الشارع العام على الرئيس مرسي، لأسباب اجتماعية واقتصادية مختلفة ، وجاء إلغاء القضاة 12 جولة انتخابية ديمقراطية حرة ونزيهة على الصعيد الوطني واثنين من الاستفتاءات الوطنية على الإعلان الدستوري (مارس 2011) والدستور (ديسمبر 2012) فاز فيهم جميعا الاسلاميين وخسرت القوي غير الاسلامية ليزيد من قوة مناهضي مرسي ، حتي وصلنا لمسلسل الانقلاب .
وتضيف الجارديان : "أسوأ السيناريوهات بالنسبة لمصر في عام 2013 هي تكرار ما حدث في الجزائر عام 1992 أو إسبانيا عام 1936.. في كلتا الحالتين، قتل حوالي 250 ألف في حروب أهلية قذرة أثارها مجموعة من الجنرالات في انقلاب ضد العملية الديمقراطية ، وفي كلا الانقلابين وقف معظم الساسة الخاسرين في العملية الديمقراطية بجانب العسكر !.
أما السيناريو الأقل دموية فهو سيناريو تركيا عام 1997، عندما أرسلت مجموعة من الجنرالات من مجلس الأمن القومي مذكرة إلى رئيس الوزراء نجم الدين أربكان، من حزب الرفاه، يطلبون منه الاستقالة ، وتمت إزالة حكومة أربكان، ولكن - خلافا لانقلاب السيسي في مصر - لم يتم حل البرلمان ولم يعلق الدستور ، وعلاوة على ذلك، سمح للشخصيات والمنتسبين لحزب أربكان بخوض الانتخابات التالية ، وفي عام 2002، فاز حزب العدالة والتنمية بأكبر نسبة، ولا يزال الحاكم الديمقراطي لتركيا .
ولكن هذه ليست الطريقة التي تم بها الانقلاب في مصر، بحسب الجارديان ، حيث تم حل البرلمان وتعليق الدستور وتم اعتقال قادة الحزب الفائز وتم تفتيش منازلهم ولا يمكن استبعاد احتمال حظر جماعة الإخوان المسلمين وشركائهم في التحالف ، ما يعني أنه يلوح في الأفق شبح ما حدث في الجزائر عام 1992 !!.
 هناك لم تبدأ الحرب الأهلية الشاملة بعد الانقلاب المباشرة ، ولكن بدأت بعد تسعة أشهر وإذا تصرف السيسي والمجلس العسكري – كما تقول الجارديان - مثل نزار خالد في الجزائر أو فرانسيسكو فرانكو في أسبانيا، فمن المرجح أن نشهد تصعيدا في المواجهات المسلحة بين المجلس العسكري والموالين للرئيس ، وهذا يمكن أن يكون له عواقب إقليمية ودولية كارثية. فعدد سكان مصر هو ثلاث مرات عدد سكان الجزائر في التسعينات، وأكثر أربع مرات من سوريا ، وليبيا والسودان غير مستقرين على الحدود وكذلك غزة وإسرائيل ، وجميع الاطراف في مصر لديهم حلفاء دوليين وإقليميين، سوف يطلبون منهم المساعدة .
إذا كان الانقلاب الذي قاده المجلس العسكري تم – كما تقول الجارديان - بعيدا عن الإقصاء والقمع السياسي والإعلامي ربما كنا رأينا فترة انتقالية مماثلة لتركيا ، ولكن ما هو مؤكد الان هو أن مستقبل الديمقراطية في مصر في خطر كبير .
محمد جمال عرفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..