الثلاثاء، 30 يوليو 2013

حزب النور يفقد مستقبله السياسى

قدم جوهانسون براون الأستاذ المساعد بجامعة جورج تاون والمتخصص فى الدراسات الإسلامية، تقريرًا لمستقبل سلفيى مصر وتحديدًا مستقبل حزب النور السلفى بعد قراره بتأييد عزل المجلس العسكرى
للدكتور مرسى من منصبه فى 3 يوليو 2013. نشر التقرير بعنوان «آفاق قاتمة لسلفيى مصر» على الموقع الإلكترونى لمجلس العلاقات الخارجية بنيو يورك.

حاول براون أن يحدد مستقبل التيار السلفى فى مصر بعد التغيرات الجذرية التى حدثت فى البلاد فى الفترة الأخيرة؛ فبدأ اولًا بتحديد ما يقصده بالتيار السلفى أو بالسلفية فيقول إنها مدرسة فكرية إيديولوجية وقانونية إسلامية، تتميز بأنها تستقى مباشرة وبشكل اساسى من المصادر الأصلية للإسلام، وهو ما يختلف مع مدارس إسلامية أخرى تضع تلك المصادر فى سياقها التاريخى والاجتماعى والسياسى وتُعمل اجتهادها وفقًا للواقع الجديد الذى نعيشه. وعلى كل حال فإنه وللتبسيط يمكن القول إن الفكر السلفى الموجود فى مصر الآن أشبه إلى حد كبير بالإسلام السائد فى السعودية.
***
بشكل عام، ينقسم التيار السلفى إلى العديد من المدارس السياسية. وتتدرج تلك المدارس من الذين يحرمون التمرد والخروج عن الحاكم طالما كان حاكمًا شرعيًا بل ويحرمون تداول السلطة بالطرق الديمقراطية والانتخاب، مرورًا بالسلفيين الذين يقفون عند الأمر الواقع ويحافظون على المكتسبات الإسلامية الموجودة، وصولًا إلى أقلية سلفية تقبل بل وتسعى إلى المقاومة العنيفة ضد الحكام الذين فشلوا فى تطبيق الشريعة كما ينبغى. المدارس الثلاث موجودة فى مصر من قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير. عقب نجاح الثورة وعزل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك تم إنشاء عدة أحزاب سلفية كان هدفها توجيه مصر إلى مزيد من الالتزام الإسلامى على المستوى الاجتماعى والقانونى فكان همهم الأكبر هو إدراج نصوص فى الدستور والقانون تضمن الالتزام بالشريعة الإسلامية. ويمكن أن نجد فى هذا الأمر الأخير الأرضية المشتركة التى يقف عليها السلفيون مع جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يفسر نزول العديد من السلفيين إلى ميدان رابعة العدوية لمساندة مرسى. ولكن على أية حال، قام حزب النور (الحزب السلفى الأكبر فى البلاد) بتأييد عزل الرئيس الإسلامى وذلك تماشيًا مع نظرية العمل فى أرض الواقع ورغبة فى المحافظة على «مكتسبات الشريعة» التى أصروا على أن يتضمنها الدستور فى 2012. فحزب النور لا يهتم بالطريقة التى يأتى بها الرئيس أو يذهب بها، فكل ما يهمه هو تغيير النظام القانونى للبلاد وجعله أكثر توافقًا مع الشريعة الإسلامية وهو الأمر الذى سيجعله يخسر الكثير وربما لا يبقى على ما حققه فى دستور 2012.
***
يرى الكاتب أن حزب النور بتأييده لقرار المؤسسة العسكرية خسر كل شئ تقريبًا وكان ذلك بمثابة نهاية لمستقبله السياسى. فلا يغر أحد فوز الحزب فى مصر بحوالى ربع الأصوات فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فهذا الأمر لا يعنى أن هذا هو وزن السلفيين الحقيقى فى مصر. فلا يمكن أن نتصور أن كل من صوت لحزب النور فى الانتخابات البرلمانية السابقة هو سلفى! فالكثير من المصريين قاموا بالتصويت لهذا الحزب لأنهم كانوا ميالين للإسلام السياسى ولا يرغبون فى إعطاء صوتهم للإخوان المسلمين الذين أفسدتهم السياسة. وهكذا لن يصوت المصريون لحزب النور مرة أخرى، ليس فقط لأنهم هم أيضًا أفسدتهم السياسة، ولكن كذلك لأنهم وقفوا ضد الإسلاميين فى واقعة عزل مرسى. فإذا كان بديهيًا أن الليبراليين والعلمانيين لن ينتخبوا حزب النور فى نفس الوقت الذى لن ينتخبه فيه انصار الإسلام السياسى، فنستطيع أن نقول بثقة إن ما حققه حزب النور فى الانتخابات البرلمانية السابقة لن يتكرر مرة أخرى.
 إعداد/ أيمن أبو العلا                                                                                            
........الشروق

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..