لا
أحد يمكنه أن يقاوم إغواء التعرف عن قرب علي اللعبة الكبري الدائرة علي
مسرح الشرق الأوسط, ولذا فإن معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة كان
متأكدا من أن جلسة في
مؤتمره السنوي تحت عنوان إعادة رسم خرائط المستقبل كفيلة بأن تجذب أعين
واهتمام الكثيرين. إلا أن الحضور ونوعيته فاقت التوقعات وألقت بعبء علي
المشاركين فما بالك بالمتحدثين الذين كان عليهم الإسهام في التنبؤ
بالمستقبل, ولقد كنت أحد المتحدثين. وكان الأمر المهيمن ولا يزال ما هي
اتجاهات المستقبل وهل تنوي إدارة أوباما فعلا الانسحاب من الشرق الأوسط وهل
تقدر عليه وماذا عن البديل الذي سيملأ الفراغ, وهل الصين راغبة, والأهم
مستعدة للاضطلاع بأعباء القوة العظمي, وتحديدا في الشرق الأوسط, وماذا عن
الربيع العربي وهل سوف يستمر الأمر علي حاله؟!, وماذا عن مصر التي هي في
قلب العاصفة؟! أسئلة كثيرة وأجوبة أقل!
الأهرام اليومي
سنغافورة ـ محمد صابرين
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
... لا يمكنهم الانسحاب!
في البداية يؤكد السفير فوق العادة تومي كوه أحد أبرز اللاعبين بالخارجية السنغافورية أنه لا يعتقد أن الأمريكيين يمكنهم الانسحاب من الشرق الأوسط, ويري أن واشنطن لديها مصالح استراتيجية هائلة في المنطقة كما أن إيران في المنطقة, وهناك اللوبي الصهيوني ومسألة الدفاع عن أمن إسرائيل. ويبرهن علي صحة رؤيته بقوله: كلنا لاحظ تزايد التواجد الأمريكي في الخليج ـ البحرين وسلطنة عمان, والعلاقات الجيدة مع تركيا, كما أن أوباما عزز العلاقات مع السعودية.
حرصت علي معرفة رؤية تومي لأنه قريب من الدوائر الأمريكية, فقد سبق أن عمل سفيرا في واشنطن ومساعدا لبطرس غالي أمين عام الأمم المتحدة.
... وفي داخل المؤتمر كانت ايلين لايبسون رئيسة معهد ستيمبسون الأمريكي الشهير ومسئولة برنامج الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا بالمعهد ـ تكشف لنا واقعا جديدا بشأن تطور أجندة السياسة الخارجية الأمريكية وكشفت ايلين ـ القريبة من الرئيس أوباما ودوائر الأمن القومي عن أن الإدارة الأمريكية تطور حاليا تصويرا استراتيجيا للسياسة الخارجية الأمريكية من ملامحه ضرورة أن تشمل المصالح الأمريكية التهديدات لإمدادات الغذاء من قبل القراصنة, وتقوية التحالفات. وأشارت إلي أن إدارة أوباما طلبت منهم ـ ومن بقية المراكز البحثية ـ تطوير هذه الاستراتيجية التي تعد بمثابة أجندة القرن الـ21 وتطرقت إلي موضوعات عدة منها: التجارة والنفط, والقانون الدولي وضرورة توقيع أمريكا علي القانون الدولي للبحار, والأمن الغذائي للدول الآسيوية, وارتفاع البحار وتهديدها للدول والجزر, فضلا عن تصاعد النفوذ للبحرية الصينية والهندية. وأشارت من طرف بعيد إلي التفاعلات الداخلية في الولايات المتحدة وتأثيرها علي هذه الاستراتجية. إلا أنها توقفت أمام مسألة مهمة وهي كيف تفكر واشنطن بشأن حرية وصولها إلي البحار؟!. وهنا بوضوح الحديث عن الصراع المقبل علي خطوط الإمدادات أو ممرات التجارة العالمية.
أوباما مازال يفكر بشأن مصر!
ولعل أهم ما طرحته السيدة إيلين يتعلق بمحاولتها تحجيم التصورات بشأن تعظيم دور الرئيس الأمريكي في السياسة الخارجية, فمن وجهة نظرها أنها مسألة مبالغ فيها, إلا أنها مع ذلك قالت إن الرئيس أوباما ينظر نظرة كوزمو بالتينية للعالم وهذه الرؤية لا تعني أنه سلبي أو انعزالي أو يحاول الانسحاب من العالم. ولكنه يعطي أهمية متزايدة للقوي الإقليمية التي يري أن عليها أن تضع الأجندة للمنطقة قبل أن تتحرك أمريكا. ولقد وصف ريتشارد هاس الخبير بمجلس العلاقات الخارجية ذلك بمحاولة القيادة من الخلف.
ومن الأمور الموحية أن الرؤية الجديدة لإدارة أوباما تحاول تقليل الجزء العسكري من السياسة الأمريكية وزيادة الجزء المدني, وأن مسألة بناء الأمم أو ـ إعادة بناء الدول ـ لابد من تركها للمدنيين. أما فيما يتعلق بمصر فقد كان لافتا بل وغريبا أن تقول بوضوح نحن غير سعداء بشأن العلاقة مع مصر وأن الإدارة الأمريكية ومراكز الأبحاث الأمريكية لا تزال في مرحلة التقييم حتي نقرر هل مصر دولة حليفة أو صديقة أو معادية.
وقالت إيلين إنه من الصعب جدا بالنسبة لنا التعامل مع هذه التشكيلة الواسعة من القوي السياسية في مصر, و نحدد من هي المعارضة الحقيقية القوية, ومن هي القوي الهامشية. وأشارت الي ان احدي المفاجآت بالنسبة لنا كانت القوي السلفية, فقد كنا نري أن السلفيين لا يريدون التورط في السياسة, وكنا نعتقد أنهم قوة اجتماعية إلا أن ذلك اختلف الآن!.
الصين تراهن علي الربيع العربي:
... والأمر اللافت للنظر أن الباحث الصيني الشهير بجامعة بكين وونج بنج الذي تحدث عن شراكة استراتيجية ما بين الصين والشرق الأوسط ـ كان يري أن بلاده يجب أن تنظر لتري كيف تتطور تفاعلات الربيع العربي, وأن الصين يجب أن تؤيد ما حدث في مصر وتعارض ما حدث في ليبيا وما يحدث مع سوريا( يقصد التدخل الغربي في النزاع). وإجمالا يري السيد وو أن الربيع العربي يوفر فرصة جيدة لنمو سياسة خارجية متوازنة, وأشار في هذا الصدد إلي أن القاهرة تحاول إقامة علاقات جيدة مع إيران بل وسياسة خارجية أكثر استقلالا كما أنها تحاول الانضمام إلي مجموعة البريكس( البرازيل والصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا).
ومن المفيد التوقف طويلا أمام رؤية وو بشأن مصر وبقية اللاعبين, فهو يري أن مصر رغم ضعفها إلا أنها لا تزال مؤثرة بل أكثر أهمية وأنه لا مفر من تقديم الصين لمساعدات كبيرة لمصر.
ووفقا لتصور السيد وو القريب من دوائر صنع القرار الصيني فإن هناك منافسة ما بين تركيا وإيران ودول الخليج بقيادة السعودية ومصر, وأن النموذج التركي لا يمكن تطبيقه في بقية المنطقة وأن مصر سوف تطور نموذجها الخاص. ويكشف وو عن مسألة مهمة بتأكيده أن النزاع الطائفي هو طريقة تفكير لاحتواء الأعداء, وأن بلاده بها30 مليون مسلم( سنة ـ إخوان ـ سلفيين ـ شيعة ـ صوفيين.. إلخ), وأنه لو جري تصدير هذا النزاع الطائفي ستكون كارثة بالنسبة لبلاده. ويرسم وو خطا فاصلا بين مقاربة الصين وأمريكا.. فهو يري أنه لا يوجد جزر كفاية مقابل العصا الغليظة الأمريكية, وبالتالي العقوبات لن تنفع مع إيران ولن تنهار اقتصاديا. وأن الحل من وجهة نظره هو: حق إيران في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية, رفع العقوبات الثنائية لابد من التفكير في دور إيران في المنطقة بشكل كامل. أما عن الدول العربية فهو يدعو لإقامة منظمة للتعاون ما بين الصين ومصر أو الصين والدول العربية. وأهم ما قاله السيد وو أن بلاده ليست متعجلة, ولا ترغب في مزاحمة واشنطن, وأنها ستذهب إلي آسيا الوسطي لو اختارت واشنطن أن تزيد وجودها في جنوب شرق آسيا.
من السابق لأوانه!
واختار مايكل هدسون مدير معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة أن يكون صادما بتأكيده أنه من السابق لأوانه الحديث عن القوة الآسيوية أو احتلال الصين لمكانة الولايات المتحدة لماذا؟. لأن الصين تحتاج إلي47 سنة والهند123 سنة قبل أن يتمكنا من تضييق الفجوة مع أمريكا. وتساءل من سيلعب بالكارت الإسلامي أحسن, واشنطن أم بكين, وعندما سئل عن الصخب الأمريكي ضد القواعد الروسية( في سوريا) والصينية( باكستان وسريلانكا) قال بلهجة باردة الأقوياء يفعلون ما يريدون, والضعفاء يفعلون ما ينبغي عليهم عمله وخلاصة ما يراه أن الولايات المتحدة ربما تنحسر شيئا فشيئا, وقد تكون هناك فرصة لنظام متعدد الأقطاب, ويقر بأن واشنطن فشلت عسكريا في العراق وأفغانستان, وفوجئت بالربيع العربي. وأنه ربما هذا ما جنته واشنطن علي نفسها إلا أنه في نهاية المطاف القوة الأمريكية باقية ولابد من التعامل معها لفترة طويلة قادمة سواء في الشرق الأوسط أو جنوب شرق آسيا.
.. ويبقي أن ما سبق مجرد جزء من حوارات وتصورات كثيرة متعددة: فهناك بيبه اسكوبار الصحفي الأسباني بجريدة آسيا تايمز أون لاين الذي يري أن واشنطن لن تنجح في احتواء الصين, وأن إحياء طريق الحرير القديم مشروع واعد, كما أن د. عبد الخالق عبد الله استاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات يري أن هناك أرضية مشتركة سواء من الهوية الثقافية والاحتياجات الأمنية والانجذاب التاريخي ما بين دول الخليج والدول الآسيوية. والمثير أنه يري أن هناك لحظة استثنائية يعيشها الخليج منذ عشر سنوات لأن دوله هي محور الأحداث والاكثر نفوذا كما أن آسيا لديها لحظتها علي المسرح العالمي فكيف يمكن الاستفادة من هذه اللحظة الاستثنائية التي تعيش بها المنطقتان
سؤال مفتوح!
أما بالنسبة لي فقد كانت رؤيتي: ليس بالضرورة لدول المنطقة أن تختار ما بين الشيطان الأمريكي أو الشيطان الصيني, فربما هناك مخرج في المحور الرباعي: مصر وتركيا وإيران والسعودية لكي تقرر الأجندة, وتحل قضايا المنطقة سلميا, وتقيم منظومة أمن وتعاون اقتصادي علي غرار منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وفي النهاية, هذه مجرد رؤي لرسم خرائط المستقبل.
في البداية يؤكد السفير فوق العادة تومي كوه أحد أبرز اللاعبين بالخارجية السنغافورية أنه لا يعتقد أن الأمريكيين يمكنهم الانسحاب من الشرق الأوسط, ويري أن واشنطن لديها مصالح استراتيجية هائلة في المنطقة كما أن إيران في المنطقة, وهناك اللوبي الصهيوني ومسألة الدفاع عن أمن إسرائيل. ويبرهن علي صحة رؤيته بقوله: كلنا لاحظ تزايد التواجد الأمريكي في الخليج ـ البحرين وسلطنة عمان, والعلاقات الجيدة مع تركيا, كما أن أوباما عزز العلاقات مع السعودية.
حرصت علي معرفة رؤية تومي لأنه قريب من الدوائر الأمريكية, فقد سبق أن عمل سفيرا في واشنطن ومساعدا لبطرس غالي أمين عام الأمم المتحدة.
... وفي داخل المؤتمر كانت ايلين لايبسون رئيسة معهد ستيمبسون الأمريكي الشهير ومسئولة برنامج الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا بالمعهد ـ تكشف لنا واقعا جديدا بشأن تطور أجندة السياسة الخارجية الأمريكية وكشفت ايلين ـ القريبة من الرئيس أوباما ودوائر الأمن القومي عن أن الإدارة الأمريكية تطور حاليا تصويرا استراتيجيا للسياسة الخارجية الأمريكية من ملامحه ضرورة أن تشمل المصالح الأمريكية التهديدات لإمدادات الغذاء من قبل القراصنة, وتقوية التحالفات. وأشارت إلي أن إدارة أوباما طلبت منهم ـ ومن بقية المراكز البحثية ـ تطوير هذه الاستراتيجية التي تعد بمثابة أجندة القرن الـ21 وتطرقت إلي موضوعات عدة منها: التجارة والنفط, والقانون الدولي وضرورة توقيع أمريكا علي القانون الدولي للبحار, والأمن الغذائي للدول الآسيوية, وارتفاع البحار وتهديدها للدول والجزر, فضلا عن تصاعد النفوذ للبحرية الصينية والهندية. وأشارت من طرف بعيد إلي التفاعلات الداخلية في الولايات المتحدة وتأثيرها علي هذه الاستراتجية. إلا أنها توقفت أمام مسألة مهمة وهي كيف تفكر واشنطن بشأن حرية وصولها إلي البحار؟!. وهنا بوضوح الحديث عن الصراع المقبل علي خطوط الإمدادات أو ممرات التجارة العالمية.
أوباما مازال يفكر بشأن مصر!
ولعل أهم ما طرحته السيدة إيلين يتعلق بمحاولتها تحجيم التصورات بشأن تعظيم دور الرئيس الأمريكي في السياسة الخارجية, فمن وجهة نظرها أنها مسألة مبالغ فيها, إلا أنها مع ذلك قالت إن الرئيس أوباما ينظر نظرة كوزمو بالتينية للعالم وهذه الرؤية لا تعني أنه سلبي أو انعزالي أو يحاول الانسحاب من العالم. ولكنه يعطي أهمية متزايدة للقوي الإقليمية التي يري أن عليها أن تضع الأجندة للمنطقة قبل أن تتحرك أمريكا. ولقد وصف ريتشارد هاس الخبير بمجلس العلاقات الخارجية ذلك بمحاولة القيادة من الخلف.
ومن الأمور الموحية أن الرؤية الجديدة لإدارة أوباما تحاول تقليل الجزء العسكري من السياسة الأمريكية وزيادة الجزء المدني, وأن مسألة بناء الأمم أو ـ إعادة بناء الدول ـ لابد من تركها للمدنيين. أما فيما يتعلق بمصر فقد كان لافتا بل وغريبا أن تقول بوضوح نحن غير سعداء بشأن العلاقة مع مصر وأن الإدارة الأمريكية ومراكز الأبحاث الأمريكية لا تزال في مرحلة التقييم حتي نقرر هل مصر دولة حليفة أو صديقة أو معادية.
وقالت إيلين إنه من الصعب جدا بالنسبة لنا التعامل مع هذه التشكيلة الواسعة من القوي السياسية في مصر, و نحدد من هي المعارضة الحقيقية القوية, ومن هي القوي الهامشية. وأشارت الي ان احدي المفاجآت بالنسبة لنا كانت القوي السلفية, فقد كنا نري أن السلفيين لا يريدون التورط في السياسة, وكنا نعتقد أنهم قوة اجتماعية إلا أن ذلك اختلف الآن!.
الصين تراهن علي الربيع العربي:
... والأمر اللافت للنظر أن الباحث الصيني الشهير بجامعة بكين وونج بنج الذي تحدث عن شراكة استراتيجية ما بين الصين والشرق الأوسط ـ كان يري أن بلاده يجب أن تنظر لتري كيف تتطور تفاعلات الربيع العربي, وأن الصين يجب أن تؤيد ما حدث في مصر وتعارض ما حدث في ليبيا وما يحدث مع سوريا( يقصد التدخل الغربي في النزاع). وإجمالا يري السيد وو أن الربيع العربي يوفر فرصة جيدة لنمو سياسة خارجية متوازنة, وأشار في هذا الصدد إلي أن القاهرة تحاول إقامة علاقات جيدة مع إيران بل وسياسة خارجية أكثر استقلالا كما أنها تحاول الانضمام إلي مجموعة البريكس( البرازيل والصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا).
ومن المفيد التوقف طويلا أمام رؤية وو بشأن مصر وبقية اللاعبين, فهو يري أن مصر رغم ضعفها إلا أنها لا تزال مؤثرة بل أكثر أهمية وأنه لا مفر من تقديم الصين لمساعدات كبيرة لمصر.
ووفقا لتصور السيد وو القريب من دوائر صنع القرار الصيني فإن هناك منافسة ما بين تركيا وإيران ودول الخليج بقيادة السعودية ومصر, وأن النموذج التركي لا يمكن تطبيقه في بقية المنطقة وأن مصر سوف تطور نموذجها الخاص. ويكشف وو عن مسألة مهمة بتأكيده أن النزاع الطائفي هو طريقة تفكير لاحتواء الأعداء, وأن بلاده بها30 مليون مسلم( سنة ـ إخوان ـ سلفيين ـ شيعة ـ صوفيين.. إلخ), وأنه لو جري تصدير هذا النزاع الطائفي ستكون كارثة بالنسبة لبلاده. ويرسم وو خطا فاصلا بين مقاربة الصين وأمريكا.. فهو يري أنه لا يوجد جزر كفاية مقابل العصا الغليظة الأمريكية, وبالتالي العقوبات لن تنفع مع إيران ولن تنهار اقتصاديا. وأن الحل من وجهة نظره هو: حق إيران في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية, رفع العقوبات الثنائية لابد من التفكير في دور إيران في المنطقة بشكل كامل. أما عن الدول العربية فهو يدعو لإقامة منظمة للتعاون ما بين الصين ومصر أو الصين والدول العربية. وأهم ما قاله السيد وو أن بلاده ليست متعجلة, ولا ترغب في مزاحمة واشنطن, وأنها ستذهب إلي آسيا الوسطي لو اختارت واشنطن أن تزيد وجودها في جنوب شرق آسيا.
من السابق لأوانه!
واختار مايكل هدسون مدير معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة أن يكون صادما بتأكيده أنه من السابق لأوانه الحديث عن القوة الآسيوية أو احتلال الصين لمكانة الولايات المتحدة لماذا؟. لأن الصين تحتاج إلي47 سنة والهند123 سنة قبل أن يتمكنا من تضييق الفجوة مع أمريكا. وتساءل من سيلعب بالكارت الإسلامي أحسن, واشنطن أم بكين, وعندما سئل عن الصخب الأمريكي ضد القواعد الروسية( في سوريا) والصينية( باكستان وسريلانكا) قال بلهجة باردة الأقوياء يفعلون ما يريدون, والضعفاء يفعلون ما ينبغي عليهم عمله وخلاصة ما يراه أن الولايات المتحدة ربما تنحسر شيئا فشيئا, وقد تكون هناك فرصة لنظام متعدد الأقطاب, ويقر بأن واشنطن فشلت عسكريا في العراق وأفغانستان, وفوجئت بالربيع العربي. وأنه ربما هذا ما جنته واشنطن علي نفسها إلا أنه في نهاية المطاف القوة الأمريكية باقية ولابد من التعامل معها لفترة طويلة قادمة سواء في الشرق الأوسط أو جنوب شرق آسيا.
.. ويبقي أن ما سبق مجرد جزء من حوارات وتصورات كثيرة متعددة: فهناك بيبه اسكوبار الصحفي الأسباني بجريدة آسيا تايمز أون لاين الذي يري أن واشنطن لن تنجح في احتواء الصين, وأن إحياء طريق الحرير القديم مشروع واعد, كما أن د. عبد الخالق عبد الله استاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات يري أن هناك أرضية مشتركة سواء من الهوية الثقافية والاحتياجات الأمنية والانجذاب التاريخي ما بين دول الخليج والدول الآسيوية. والمثير أنه يري أن هناك لحظة استثنائية يعيشها الخليج منذ عشر سنوات لأن دوله هي محور الأحداث والاكثر نفوذا كما أن آسيا لديها لحظتها علي المسرح العالمي فكيف يمكن الاستفادة من هذه اللحظة الاستثنائية التي تعيش بها المنطقتان
سؤال مفتوح!
أما بالنسبة لي فقد كانت رؤيتي: ليس بالضرورة لدول المنطقة أن تختار ما بين الشيطان الأمريكي أو الشيطان الصيني, فربما هناك مخرج في المحور الرباعي: مصر وتركيا وإيران والسعودية لكي تقرر الأجندة, وتحل قضايا المنطقة سلميا, وتقيم منظومة أمن وتعاون اقتصادي علي غرار منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وفي النهاية, هذه مجرد رؤي لرسم خرائط المستقبل.
مايكل هدسون
سنغافورة ـ محمد صابرين
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..