عوني الكعكي: السعودية تستطيع
بإمكانياتها الضخمة أن تنشئ واحدا من أكبر جيوش العالم، وقيادة الامة من
أجل
إسقاط المشاريع التي تستهدفها.ميدل ايست أونلاين |
بيروت
ـ في ظل الحرب السورية التي برزت معالمها الطائفية مع مشاركة ميليشيات
شيعية الى جانب قوات الرئيس بشار الاسد وابرزها حزب الله، بدأت تظهر أصوات
في لبنان تطالب الدول العربية السنية بالتدخل المباشر لإنقاذ أبناء الطائفة
التي ينتمي اليها مقاتلو المعارضة السورية.
وفي هذا السياق، كتب مالك صحيفة الشرق اللبنانية عوني الكعكي رسالة مطولة
إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يحضه فيها على التحرك
بسرعة بحكم قيمته الرمزية لنصرة أهل السنة والدفاع عنهم ضد زحف شيعي صفوي
على المنطقة تقوده إيران.
وهو زحف بات ملموسا بقوة في
لبنان ويهدد بابتلاع كل الدول التي تقع جغرافيا في نطاق ما يعرف بـ"الهلال
الشيعي" وفي محيطها العربي القريب، كما جاء في الرسالة.
وتتدخل
طهران بقوة في النزاع السوري. ويصنف قادة ايران تماما كقائد "حزب الله"
حسن نصرالله، هذا النزاع على اساس انه قضية حياة أو موت بالنسبة للمشروع
الشيعي ولذلك فإن طهران مدعومة بالحزب الشيعي اللبناني وبمقاتلين من الحرس
الثوري ومن مليشيات عراقية تنزل بثقلها في دعم نظام بشار الاسد ضد المعارضة
السورية المدعومة من السعودية وقطر.
واستصرخ الكعكي الذي
يشغل في نفس الوقت رئيس تحرير الشرق في رسالته الملك عبدالله المملكة
بوصفه الزعيم الاول للمسلمين وللعالم العربي، حاثا إياه على الدفاع عن أهل
السنة في لبنان وفي كل مكان يتعرضون فيه للاضطهاد قائلا إن المملكة العربية
السعودية "بموقعها المتمادي في شبه الجزيرة العربية وفيها الكعبة والحرم
الشريف في مكة، وقبر الرسول (صلعم) في المدينة، وبشعبها البالغ 26 مليون
نسمة، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، ما أعطاها إمكانيات مالية ضخمة
تستطيع من خلالها أن تنشئ واحدا من أكبر جيوش العالم، لا ينقصها أي شيء
لتقود الامة (العربية الإسلامية) ولتسقط المشاريع التي تستهدفها؟"
وأكد
رئيس التحرير اللبناني أنه لهذه الخاصيات وغيرها "كنت وما زلت ارى ان
المملكة هي المؤهلة لأن تكون دولة عظمى يحميها جيش قوي كامل التجهيز".
وأضاف
"إن كان من حيث الايمان فالمملكة أرضه ومنبت رسالته السماوية وحافظتها
والامينة عليها.. ومن حيث العروبة المملكة عمادها وركنها وقلعتها. ومن حيث
القدرات المادية فالله أنعم واعطى وجاد واكثر".
وقدم
الكعكي في رسالته إلى العاهل السعودي تحليلا شاملا لطبيعة المخاطر التي بات
يتعرض لها السنة في لبنان وفي المنطقة العربية عموما. وأشار إلى أن التدخل
الإيراني القوي في لبنان عبر تقوية حليفها وصنيعتها "حزب الله" وحلفاء
آخرين لها في السياسة والإعلام والاقتصاد، لا يمكن فصله عما تخطط له إيران
من مساع محمومة للسيطرة على كل المنطقة.
واتخذت دول مجلس
التعاون الخليجي الداعمة للمعارضة السورية والتي يعمل فيها الآلاف من
اللبنانيين، بالفعل اجراءات ضد "المنتسبين لحزب الله في اقاماتهم او
معاملاتهم المالية والتجارية"، وذلك بعد اسبوع من اعتبارها ان الحزب "منظمة
ارهابية".
وذكّر الكعكي باحتلال ايران لجزر الإمارات
العربية المتحدة الثلاث ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى وبمعضلة البحرين
حيث تتدخل ايران في شؤون هذه المملكة العربية وتستغل وجود البحرينيين
الشيعة لتتغلغل بين ضعاف النفوس منهم، وباليمن تحرك ايران اعوانها بين
الحوثيين الذين يشكلون حال تمرد شبه دائمة، ويمارسون الاعتداءات المتواصلة
على قوى الجيش والأمن اليمنية.
أما في العراق، فأشار
الصحفي اللبناني إلى تواطؤ ايران مع الغزو الاميركي، مذكرا الملك عبدالله
بأنه أول من أطلق توصيف "الغزو" على "العملية الاميركية مع الحلفاء التي
استهدفت العراق - لتحويل هذا البلد العربي المسلم الى محمية ايرانية شيعية
يحكمها، حاليا، المالكي الذي أوصله ذلك التواطؤ الى رئاسة الحكومة على
الرغم من ان الأكثرية النيابية كانت متوافرة لسواه.. والنتيجة هي حرف
العراق عن أمته، وتحويله الى مجرد تابع يدور في الفلك الايراني خدمة لولاية
الفقيه وتنفيذا لـ"الهلال الشيعي".
وعن سوريا، أكد
الكعكي أن "بشار الأسد ضعيف الشخصية قد حطم التوازن الذي اقامه والده حافظ
الاسد في العلاقة مع السعودية" ومع إيران وذلك بعد أن وضع بيضه نهائيا في
السلة الإيرانية كما يقول مراقبون.
وكشفت وثائق مسربة في
يونيو/حزيران عن أن طهران زودت نظام الأسد بـ11 شحنة أسلحة تتضمن قذائف
محظورة، ما بين 24 أبريل/نيسان و2 مايو/ايار.
وقال الكعكي
إن بشار سمح لإيران "أن تحوّل سوريا الى محافظة إيرانية تأتمر بأوامر
طهران وتنفذها ولو على حساب الروابط والوشائج والتاريخ والجغرافيا". وبذلك
تنكرت سوريا لعلاقاتها مع الأشقاء العرب و"بالأخص مع المملكة على الرغم من
أنّ جلالتكم أعطيتم بشار فرصا عديدة ولكن عبثا".
وبعد أن
أسهب في شرح المخاطر الإيرانية على المنطقة، خصص رئيس تحرير الشرق
اللبنانية جزءا مهما من رسالته لتحليل الوضع اللبناني والخطر الشيعي الماحق
الذي يتهدد أهل السنة فيه. وقال مخاطبا الملك عبدالله "نضع امام عنايتكم
السامية الحالة التي آلت اليها جماعة المسلمين، اهل السنّة، في لبنان،
جرّاء الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها، وليس لهم من مرجعية ومعين، بعد
الله، سوى جلالتكم".
وأدت مشاركة الحزب الشيعي في المعارك
الى جانب النظام السوري الى تصعيد الخطاب السياسي والمذهبي في لبنان
المنقسم بين موالين لنظام الرئيس الاسد ومعارضين له، والذي شهد سلسلة من
اعمال العنف على خلفية الازمة المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011.
وأكد
كعكي أن ولاية الفقيه في لبنان "صارت دولة داخل الدولة فحزب الله دولة
قائمة بذاتها: لها جيشها وقواها الأمنية ومخابراتها ومنشآتها، ومستشفياتها
ومدارسها وجامعاتها، وخدماتها الانسانية، الشاملة، ونظامها الاجتماعي
المتكامل.. في المقابل، فإنّ أهل السنة في لبنان يعيشون معاناة هائلة، ذلك
ان مؤسساتهم الانسانية الخيرية - الاجتماعية إما معطلة وإما مشلولة بسبب
فقدان السيولة كون هذه المؤسسات هي خيرية ولا تتوخى الربح إطلاقا".
وعقد
مقارنة بسيطة بين هذه المؤسسات الخيرية السنية التي تعاني من حالة الإفلاس
وبين خمسة مستشفيات شيعية تنشط في لبنان "بعضها يملك أحدث التجهيزات في
العالم، كمستشفى بهمن الذي انفق عليه رجل أعمال كويتي شيعي 100 مليون دولار
في مرحلة الانطلاق".
وقال عوني الكعكي إن ايران انفقت في
لبنان "منذ العام 1982 وحتى اليوم، أكثر من 70 مليار دولار على حزب الله
ومنشآته ومؤسساته"، هذا دون ذكر "إنفاقها على أطراف أخرى تخدم مشروعها،
مشروع ولاية الفقيه، في السياسة والاعلام وسائر المجالات"، مستطردا أن كل
ذلك يحدث "وأهل السنة في لبنان متروكون الى مصيرهم لا تسأل عنهم اي دولة
عربية".
|
الثلاثاء، 16 يوليو 2013
رئيس تحرير لبناني يكسر المألوف ويستصرخ العاهل السعودي لنصرة أهل السنة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..