يروّج لنظرية بشار الأسد المنقذ من ضلال التكفيريين
يلعب مفتي سوريا، الموالي للنظام، أحمد حسون، دور عراب إتفاق أمني جديد بين أميركا ونظام الأسد، بمباركة إسرائيلية مباشرة، على قاعدة تسويق الأسد منقذًا من التكفيريين والقاعدة.
________________________________
لندن: اختلفت ردود الفعل حيال نشاطات الشيخ أحمد بدر الدين حسون، المفتي العام في سوريا، في الفترة الأخيرة، ودوره الترويجي لنظام بشار الأسد ونظرية حربه ضد الارهابيين، وابلاغه واشنطن أن المسلمين السنة في سوريا هم بيئة الاسلام المعتدل والمتسامح، وأن غالبيتهم مع الأسد وضد المجموعات المتطرفة، واعتبار التكفيريين الارهابيين في سوريا خطرًا على الجميع وعدوًا مشتركًا، وتسليم الأميركيين قائمة بأسماء عناصر من تنظيم جبهة النصرة ومجموعات سلفية جرى إعتقالها مؤخرًا، وبعضهم من المطلوبين للمخابرات الأميركية.
والخلط على ما يبدو مقصودًا عبر تسريبات دمشق إلى الاعلام اللبناني، لكن الهدف منه ابراز التغيير الأميركي مما يجري على الأراضي السورية، والاعلان عن تعاون أمني بين دمشق وواشنطن، فيما سربت دمشق بالأمس القريب عن تعاون مماثل مع ألمانيا.
ويرى الشيخ عبد الجليل السعيد، المدير الاعلامي المنشق عن مكتب حسون، في تصريحات لـ"إيلاف" أن حسون من الناحية السياسية ليس بعيدًا عن نقل الرسائل السورية في مكافحة التطرف كما يسوق النظام.
ومن الناحية الامنية، يؤكد السعيد أن لحسون خبرة قوية، "فهو رئيس إدارة الأمن الديني إن صحت التسمية، لصالح النظام، وهو ضليع في هذا المجال". أما من الناحية العملية فيقول السعيد إن الامر أبعد من ذلك، "فحسون نقطة ارتكاز إيرانية في الخطة (ب) داخل بنية تركيبة الحكم في سوريا".
وحول المقصود بخطة طهران (ب)، يوضح السعيد أنها خطة لحكم سوريا من خلال وجوه سنية متنفذة ترتبط بإيران. وختم بالقول إن حسون شريك في اللعبة إلى النهاية.
هذا، وكلما اشتدت محن النظام، ظهر حسون في وسائل الإعلام أو عبر تسريبات من خلاله، ليقول إن أيادي خارجية تقف وراء ما يحصل في سوريا، وليشير إلى تعفف الأسد عن السلطة واستعداده لترك الرئاسة في حال طلب الشعب السوري منه ذلك، فيما يصف مراقبون حسون بالسياسي في ثوب رجل الدين.
انتخابات سورية مبكرة
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية أشارت إلى عقد لقاء سري في برشلونة بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن الولايات المتحدة، بحضور شخصيات إسرائيلية. فيما ذكرت وسائل إعلام متطابقة خبراً آخر في الفترة ذاتها عن تقديم عرض أميركي بواسطة رجل دين مسيحي بريطاني يقضي بتقديم الانتخابات الرئاسية إلى العام الجاري، وموافقة الأميركيين على ترشح الأسد، وهو الخبر الذي سرعان ما كذّبه حسون عبر قناة الميادين، قائلًا: "ما ورد نقلًا عن مصادر خاصة حول لقائي برجل الدين المسيحي البريطاني وما تلاه من تفاصيل غير صحيح".
وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن اتفاق أميركي - سوري على اعتبار التكفيريين خطرًا على الجميع، ولفت إلى قبول الأميركيين ترشح الأسد بشرط تقديم موعد الإنتخابات إلى العام الحالي، وموافقة دمشق بشرط وقف إطلاق النار قبل شهرين من الإنتخابات.
وألمحت المصادر إلى أن التواصل لم يكن مباشرًا بين الطرفين، بل من خلال حسون الذي تسلم رسالةً من رجل دينٍ مسيحي بريطاني مقرب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وأوضح الطرف الأميركي في رسالته عن ثلاثة أطراف تمول وتسلح وتسهل عمل الإرهابيين في سوريا، ولا تلتزم بالتوجيهات الأميركية. وقال الطرف السوري: "عندما تنضبط الأطراف الثلاثة بسياسة واشنطن، على نحو مباشر أو غير مباشر، لكل حادثٍ حديث".
اجتماع سري
وأكدت التقارير الإعلامية أن النظام السوري أرسل حسون ضمن وفد لم يفصح عن أفراده، بينما أرسل الجانب الأميركي موفدًا رفيع المستوى، ضم مساعد مدير وكالة المخابرات المركزية لشؤون العمليات خوسيه رودريغز، ومساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون الأمنية ديريك شوليه والسفير الأميركي في مدريد، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، آلان سولومون.
وقال ممثل وزارة الخارجية الأميركية إن المجموعات السلفية المتشددة التابعة للقاعدة اخترقت المعارضة السورية على نحو بنيوي، وأصبحت تشكّل خطرًا كبيرًا، ومن الأهمية العمل من أجل استئصالها. فيما قال حسون إن جبهة النصرة وأخواتها المسيطرين حاليًا على مساحات واسعة من الأرض السورية يشكلون خطرًا حقيقيًا.
وأضاف: "إنّ الحرب الاعلامية نجحت في تغطية الحقائق السورية، وإنّ المسلمين السنة في سوريا هم بيئة الاسلام المعتدل والمتسامح، وغالبيتهم مع الرئيس الأسد وضد المجموعات المتطرفة التي تغزو سوريا اليوم من كل أصقاع العالم".
كما أبدى حسون استعداد دمشق لإعادة التعاون الأمني مع الأميركيين، وسلم المخابرات الأميركية قائمة بأسماء عناصر من تنظيم جبهة النصرة ومجموعات سلفية جرى إعتقالها أخيرًا، وبعضهم من المطلوبين للمخابرات الأميركية ومن المتورطين في عمليات ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. وكان الحسون زار لبنان في الثامن عشر من أيار (مايو) الماضي، حيث ظهرت له صور وتسجيلات مصورة مع شخصيات في حزب الله، ثم انتقل سرًا إلى برشلونة.
يلعب مفتي سوريا، الموالي للنظام، أحمد حسون، دور عراب إتفاق أمني جديد بين أميركا ونظام الأسد، بمباركة إسرائيلية مباشرة، على قاعدة تسويق الأسد منقذًا من التكفيريين والقاعدة.
________________________________
لندن: اختلفت ردود الفعل حيال نشاطات الشيخ أحمد بدر الدين حسون، المفتي العام في سوريا، في الفترة الأخيرة، ودوره الترويجي لنظام بشار الأسد ونظرية حربه ضد الارهابيين، وابلاغه واشنطن أن المسلمين السنة في سوريا هم بيئة الاسلام المعتدل والمتسامح، وأن غالبيتهم مع الأسد وضد المجموعات المتطرفة، واعتبار التكفيريين الارهابيين في سوريا خطرًا على الجميع وعدوًا مشتركًا، وتسليم الأميركيين قائمة بأسماء عناصر من تنظيم جبهة النصرة ومجموعات سلفية جرى إعتقالها مؤخرًا، وبعضهم من المطلوبين للمخابرات الأميركية.
والخلط على ما يبدو مقصودًا عبر تسريبات دمشق إلى الاعلام اللبناني، لكن الهدف منه ابراز التغيير الأميركي مما يجري على الأراضي السورية، والاعلان عن تعاون أمني بين دمشق وواشنطن، فيما سربت دمشق بالأمس القريب عن تعاون مماثل مع ألمانيا.
ويرى الشيخ عبد الجليل السعيد، المدير الاعلامي المنشق عن مكتب حسون، في تصريحات لـ"إيلاف" أن حسون من الناحية السياسية ليس بعيدًا عن نقل الرسائل السورية في مكافحة التطرف كما يسوق النظام.
ومن الناحية الامنية، يؤكد السعيد أن لحسون خبرة قوية، "فهو رئيس إدارة الأمن الديني إن صحت التسمية، لصالح النظام، وهو ضليع في هذا المجال". أما من الناحية العملية فيقول السعيد إن الامر أبعد من ذلك، "فحسون نقطة ارتكاز إيرانية في الخطة (ب) داخل بنية تركيبة الحكم في سوريا".
وحول المقصود بخطة طهران (ب)، يوضح السعيد أنها خطة لحكم سوريا من خلال وجوه سنية متنفذة ترتبط بإيران. وختم بالقول إن حسون شريك في اللعبة إلى النهاية.
هذا، وكلما اشتدت محن النظام، ظهر حسون في وسائل الإعلام أو عبر تسريبات من خلاله، ليقول إن أيادي خارجية تقف وراء ما يحصل في سوريا، وليشير إلى تعفف الأسد عن السلطة واستعداده لترك الرئاسة في حال طلب الشعب السوري منه ذلك، فيما يصف مراقبون حسون بالسياسي في ثوب رجل الدين.
انتخابات سورية مبكرة
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية أشارت إلى عقد لقاء سري في برشلونة بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن الولايات المتحدة، بحضور شخصيات إسرائيلية. فيما ذكرت وسائل إعلام متطابقة خبراً آخر في الفترة ذاتها عن تقديم عرض أميركي بواسطة رجل دين مسيحي بريطاني يقضي بتقديم الانتخابات الرئاسية إلى العام الجاري، وموافقة الأميركيين على ترشح الأسد، وهو الخبر الذي سرعان ما كذّبه حسون عبر قناة الميادين، قائلًا: "ما ورد نقلًا عن مصادر خاصة حول لقائي برجل الدين المسيحي البريطاني وما تلاه من تفاصيل غير صحيح".
وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن اتفاق أميركي - سوري على اعتبار التكفيريين خطرًا على الجميع، ولفت إلى قبول الأميركيين ترشح الأسد بشرط تقديم موعد الإنتخابات إلى العام الحالي، وموافقة دمشق بشرط وقف إطلاق النار قبل شهرين من الإنتخابات.
وألمحت المصادر إلى أن التواصل لم يكن مباشرًا بين الطرفين، بل من خلال حسون الذي تسلم رسالةً من رجل دينٍ مسيحي بريطاني مقرب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وأوضح الطرف الأميركي في رسالته عن ثلاثة أطراف تمول وتسلح وتسهل عمل الإرهابيين في سوريا، ولا تلتزم بالتوجيهات الأميركية. وقال الطرف السوري: "عندما تنضبط الأطراف الثلاثة بسياسة واشنطن، على نحو مباشر أو غير مباشر، لكل حادثٍ حديث".
اجتماع سري
وأكدت التقارير الإعلامية أن النظام السوري أرسل حسون ضمن وفد لم يفصح عن أفراده، بينما أرسل الجانب الأميركي موفدًا رفيع المستوى، ضم مساعد مدير وكالة المخابرات المركزية لشؤون العمليات خوسيه رودريغز، ومساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون الأمنية ديريك شوليه والسفير الأميركي في مدريد، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، آلان سولومون.
وقال ممثل وزارة الخارجية الأميركية إن المجموعات السلفية المتشددة التابعة للقاعدة اخترقت المعارضة السورية على نحو بنيوي، وأصبحت تشكّل خطرًا كبيرًا، ومن الأهمية العمل من أجل استئصالها. فيما قال حسون إن جبهة النصرة وأخواتها المسيطرين حاليًا على مساحات واسعة من الأرض السورية يشكلون خطرًا حقيقيًا.
وأضاف: "إنّ الحرب الاعلامية نجحت في تغطية الحقائق السورية، وإنّ المسلمين السنة في سوريا هم بيئة الاسلام المعتدل والمتسامح، وغالبيتهم مع الرئيس الأسد وضد المجموعات المتطرفة التي تغزو سوريا اليوم من كل أصقاع العالم".
كما أبدى حسون استعداد دمشق لإعادة التعاون الأمني مع الأميركيين، وسلم المخابرات الأميركية قائمة بأسماء عناصر من تنظيم جبهة النصرة ومجموعات سلفية جرى إعتقالها أخيرًا، وبعضهم من المطلوبين للمخابرات الأميركية ومن المتورطين في عمليات ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. وكان الحسون زار لبنان في الثامن عشر من أيار (مايو) الماضي، حيث ظهرت له صور وتسجيلات مصورة مع شخصيات في حزب الله، ثم انتقل سرًا إلى برشلونة.
بهية مارديني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..