إدمان
الإنترنت يُحدث تغيرات في الدماغ حسب دراسات علمية.. فرغم أنه يحسن القدرة
على التعلم والكفاءة في استخدام الأجهزة كالكمبيوتر، إلا أنه يضعف الذاكرة
القصيرة المدى والانتباه والقدرة على اتخاذ القرار.. ذلك القرار الذي يجعل
المدمن يبقى مع النت وينسى واقعه.
لكن كيف تعرف ما إذا كنت مدمناً للإنترنت؟ هناك العديد من المقاييس متوفرة في عدة مواقع إنترنت، ولكن ببساطة فإن بعض الدراسات تحدده باستخدام الإنترنت أكثر من خمس ساعات باليوم. أما أعراضه فهي نفس أعراض الإدمان الأخرى أي ظهور الأعراض الانسحابية كالتوتر الشديد في حالة فقدانه مقابل السعادة عند استخدامه، يصاحب ذلك إهمال الواجبات الحياتية خاصة البيت والعمل، وتدهور أو ضعف العلاقات الاجتماعية والحياة الشخصية والصحية التي وصلت أن أحد مدمني لعبة إكسبوكس، وهو شاب بريطاني عمره 20 عاما، مات بجلطة دموية بعد فترة لعب استمرت 12 ساعة (الإندبندنت).
وتقدر بعض الدراسات أن الإفراط في استخدام الإنترنت هو إدمان مرضى يستدعي علاجاً خاصاً؛ ذلك ما دعا مواطن أمريكي لرفع دعوى قضائية ضد شركة IBM لأنه أقيل من وظيفته بطريقة غير مشروعة مخالفاً القانون الأمريكي لذوي الإعاقة بسبب زعمه أنه معاق نتيجة إدمانه الإنترنت الناجم من آثار صدمة حرب فيتنام، وهذه القضية هي قيد النظر أمام محكمة في نيويورك منذ 2007 (ويكيبيديا).
مدمنو الإنترنت يعانون من مشاكل عاطفية مثل الاكتئاب والاضطرابات ذات الصلة بالقلق وغالبا ما يستخدمون عالم الخيال للهروب نفسياً من مشاعر غير سارة أو من المواقف العصيبة، حسبما ذكر مركز علاج إدمان الإنترنت بأمريكا. ولدينا هنا في السعودية أظهرت دراسة قام بها الدكتور مشهور الحنتوشي بأن نسبة مدمني الإنترنت في المرحلة الثانوية بالتعليم بلغت 5.3% وأغلبهم تم تشخيصهم بالاكتئاب، مما يدعو إلى إيجاد عيادات نفسية لهذا النوع من الإدمان في الصحة المدرسية.
ووفقاً لمدير دراسات إدمان الحاسوب في مستشفى ماكلين جامعة هارفارد، فإن بين 5% و 10% من متصفحي الإنترنت يعانون شكلا من أشكال الاعتمادية (الإدمان) على الإنترنت. ويؤيده مؤلف كتاب “الإدمان الافتراضي”، ديفيد غرينفيلد بأن حوالي 6% من الأفراد الذين يستخدمون الإنترنت يعانون من تأثير كبير على حياتهم. وتوضح تقارير أوتاوا “التقدم في العلاج النفسي” في بريطانيا أن أقلية كبيرة يعانون من إدمان الانترنت. أما في الشرق فالنسبة تقفز، ففي الصين ذكرت عصبة الشبيبة الشيوعية أن أكثر من 17% من المواطنين الصينيين بين 13 و 17 سنة كانوا مدمنين على الإنترنت. وفي دراسة سانج وشانج بكوريا ظهر أن 18% من مستخدمي الإنترنت هم مدمنو ألعاب.
وقبل التخويف المفزع من خطورة الإفراط في استخدام الإنترنت، نطمئن البعض بأن نسبة كبيرة من الدراسات ترفض إدراجه كإدمان مرضي بل تعتبره نشاط مفرط أو حالة عرضية لمرض آخر لا علاقة له بالإنترنت.. وأن الأعراض التي سجلت لدى مدمني الإنترنت قد تكون سبباً وليس نتيجة.. أي أن حالتهم المرضية أدت بهم إلى إدمان الإنترنت وليس الإدمان هو الذي أنتج هذه الأعراض! فالدكتور النفسي غولدبرغ يقول إن اضطراب إدمان الإنترنت ليس إدماناً حقيقياً، بل عرض من أعراض اضطرابات نفسية أخرى. فالذي يطيل المكالمات الهاتفية مع الأصدقاء هل نقول إنه مدمن هاتف أم أنه يهرب من حالته السيئة بالمكالمات؟ ويؤيده كثير من الباحثين الذين يرون أنها ظاهرة عرضية لمشكلة أخرى كالإدمان على الأكل أو القمار..
فالإفراط في الاستخدام عموماً هو من مظاهر الاكتئاب والقلق واضطرابات السيطرة على الانفعالات. فهناك مثلاً مدمنو مقامرة بالإنترنت، لكن مثل هؤلاء المقامرين كانوا مدمنين قبل الإنترنت.. الإنترنت لا علاقة له بالإدمان، ومن يدمن عليه لديه مشكلة نفسية بوجود الإنترنت أو بعدمه، فهو ليس إدماناً كيميائياً كالمخدرات والكحول والنكوتين، وانقطاعه عن الإنترنت لن يؤدي إلى خلل وظيفي في جسمه.. أما الذين يعتبرونه مرضاً فحجتهم أن التعريف العلمي للإدمان هو حالة من الاستخدام المرضي لشيء يؤدي إلى اضطرابات في السلوك، وإدمان الإنترنت يشكل اضطراباً نفسياً وخلل في حياة المدمن، والسلوك القهري للفرد في استخدام الإنترنت يؤدي إلى نشاط مفرط باستخدامه بطريقة مؤذية تتعارض مع حياته العادية وتسبب له الابتهاج عند الاستخدام والاكتئاب عند عدم الاستخدام.
هذا الخلاف بين الأكاديميين والمتخصصين امتد إلى المؤسسات العلمية، فالجمعية الطبية الأميركية ترفض توصية الجمعية الأمريكية للطب النفسي بأن النشاط المفرط على الإنترنت هو تشخيص مناسب أو محدد للإدمان كاضطراب نفسي مرضي. لذا لا يدرج إدمان النت ضمن كتيب الأعراض الرسمية والإحصائية للاضطرابات العقلية في أمريكا. ومثل هذا الخلاف موجود حتى بين أعضاء الجمعية الأمريكية لطب الإدمان التي لم تحسم أمرها بعد.
لماذا الخلاف؟ وجد الباحث جيرالد بلوك بأن ذلك يعود إلى أن التشخيص معقد، فحوالي 86% من الخاضعين لدراسته التي أظهرت أعراض الإدمان هي أيضا أظهرت اضطرابات في حالتها العقلية. كما أظهرت دراسات أن الاستخدام القهري للإنترنت يمكن أن ينتج تغيرات شكلية في بنية الدماغ. فقد أظهرت دراسة الباحث زهو وآخرون بأن التغيرات الهيكلية في الدماغ كانت موجودة في أولئك المصنفين من قبل الباحثين كمدمني إنترنت، مشابهة للمصنفين كمدمنين كيميائياً (ويكيبيديا).
وفي دراسة (يوان وآخرون) على طلاب الجامعات الصينيين الذين صنفوا كمدمني كمبيوتر وجدت تغيرات شكلية في بنية الدماغ منها تخفيضات في أحجام من قشرة الفص الجبهي، وأجزاء من المخيخ مقارنة بالطلاب غير المدمنين. هذه التغييرات تعكس تحسينات معرفية في التعلم من نوع استخدام أجهزة الكمبيوتر بشكل أكثر كفاءة، ولكنها أيضا أضعفت ذاكرة المدى القصير، والانتباه والسيطرة الإدراكية والقدرة على اتخاذ القرار مثل الرغبة في البقاء على الانترنت بدلا من التواجد في العالم الحقيقي.
سواء كان إدمان الإنترنت مرضاً أو حالة عرضية لمرض آخر لا علاقة للإنترنت به، فهناك من المستخدمين من يشكو بأنه أصبح ضحية إدمان الإنترنت ويبحث عن علاج خاص! وهناك قلق عام آخر، بأن المفرطين في استخدام الإنترنت صار من العسير عليهم التمييز بين عالمين: الافتراضي والواقعي، وأن حالتهم العاطفية والإدراكية تأثرت كثيراً.
لكن كيف تعرف ما إذا كنت مدمناً للإنترنت؟ هناك العديد من المقاييس متوفرة في عدة مواقع إنترنت، ولكن ببساطة فإن بعض الدراسات تحدده باستخدام الإنترنت أكثر من خمس ساعات باليوم. أما أعراضه فهي نفس أعراض الإدمان الأخرى أي ظهور الأعراض الانسحابية كالتوتر الشديد في حالة فقدانه مقابل السعادة عند استخدامه، يصاحب ذلك إهمال الواجبات الحياتية خاصة البيت والعمل، وتدهور أو ضعف العلاقات الاجتماعية والحياة الشخصية والصحية التي وصلت أن أحد مدمني لعبة إكسبوكس، وهو شاب بريطاني عمره 20 عاما، مات بجلطة دموية بعد فترة لعب استمرت 12 ساعة (الإندبندنت).
وتقدر بعض الدراسات أن الإفراط في استخدام الإنترنت هو إدمان مرضى يستدعي علاجاً خاصاً؛ ذلك ما دعا مواطن أمريكي لرفع دعوى قضائية ضد شركة IBM لأنه أقيل من وظيفته بطريقة غير مشروعة مخالفاً القانون الأمريكي لذوي الإعاقة بسبب زعمه أنه معاق نتيجة إدمانه الإنترنت الناجم من آثار صدمة حرب فيتنام، وهذه القضية هي قيد النظر أمام محكمة في نيويورك منذ 2007 (ويكيبيديا).
مدمنو الإنترنت يعانون من مشاكل عاطفية مثل الاكتئاب والاضطرابات ذات الصلة بالقلق وغالبا ما يستخدمون عالم الخيال للهروب نفسياً من مشاعر غير سارة أو من المواقف العصيبة، حسبما ذكر مركز علاج إدمان الإنترنت بأمريكا. ولدينا هنا في السعودية أظهرت دراسة قام بها الدكتور مشهور الحنتوشي بأن نسبة مدمني الإنترنت في المرحلة الثانوية بالتعليم بلغت 5.3% وأغلبهم تم تشخيصهم بالاكتئاب، مما يدعو إلى إيجاد عيادات نفسية لهذا النوع من الإدمان في الصحة المدرسية.
ووفقاً لمدير دراسات إدمان الحاسوب في مستشفى ماكلين جامعة هارفارد، فإن بين 5% و 10% من متصفحي الإنترنت يعانون شكلا من أشكال الاعتمادية (الإدمان) على الإنترنت. ويؤيده مؤلف كتاب “الإدمان الافتراضي”، ديفيد غرينفيلد بأن حوالي 6% من الأفراد الذين يستخدمون الإنترنت يعانون من تأثير كبير على حياتهم. وتوضح تقارير أوتاوا “التقدم في العلاج النفسي” في بريطانيا أن أقلية كبيرة يعانون من إدمان الانترنت. أما في الشرق فالنسبة تقفز، ففي الصين ذكرت عصبة الشبيبة الشيوعية أن أكثر من 17% من المواطنين الصينيين بين 13 و 17 سنة كانوا مدمنين على الإنترنت. وفي دراسة سانج وشانج بكوريا ظهر أن 18% من مستخدمي الإنترنت هم مدمنو ألعاب.
وقبل التخويف المفزع من خطورة الإفراط في استخدام الإنترنت، نطمئن البعض بأن نسبة كبيرة من الدراسات ترفض إدراجه كإدمان مرضي بل تعتبره نشاط مفرط أو حالة عرضية لمرض آخر لا علاقة له بالإنترنت.. وأن الأعراض التي سجلت لدى مدمني الإنترنت قد تكون سبباً وليس نتيجة.. أي أن حالتهم المرضية أدت بهم إلى إدمان الإنترنت وليس الإدمان هو الذي أنتج هذه الأعراض! فالدكتور النفسي غولدبرغ يقول إن اضطراب إدمان الإنترنت ليس إدماناً حقيقياً، بل عرض من أعراض اضطرابات نفسية أخرى. فالذي يطيل المكالمات الهاتفية مع الأصدقاء هل نقول إنه مدمن هاتف أم أنه يهرب من حالته السيئة بالمكالمات؟ ويؤيده كثير من الباحثين الذين يرون أنها ظاهرة عرضية لمشكلة أخرى كالإدمان على الأكل أو القمار..
فالإفراط في الاستخدام عموماً هو من مظاهر الاكتئاب والقلق واضطرابات السيطرة على الانفعالات. فهناك مثلاً مدمنو مقامرة بالإنترنت، لكن مثل هؤلاء المقامرين كانوا مدمنين قبل الإنترنت.. الإنترنت لا علاقة له بالإدمان، ومن يدمن عليه لديه مشكلة نفسية بوجود الإنترنت أو بعدمه، فهو ليس إدماناً كيميائياً كالمخدرات والكحول والنكوتين، وانقطاعه عن الإنترنت لن يؤدي إلى خلل وظيفي في جسمه.. أما الذين يعتبرونه مرضاً فحجتهم أن التعريف العلمي للإدمان هو حالة من الاستخدام المرضي لشيء يؤدي إلى اضطرابات في السلوك، وإدمان الإنترنت يشكل اضطراباً نفسياً وخلل في حياة المدمن، والسلوك القهري للفرد في استخدام الإنترنت يؤدي إلى نشاط مفرط باستخدامه بطريقة مؤذية تتعارض مع حياته العادية وتسبب له الابتهاج عند الاستخدام والاكتئاب عند عدم الاستخدام.
هذا الخلاف بين الأكاديميين والمتخصصين امتد إلى المؤسسات العلمية، فالجمعية الطبية الأميركية ترفض توصية الجمعية الأمريكية للطب النفسي بأن النشاط المفرط على الإنترنت هو تشخيص مناسب أو محدد للإدمان كاضطراب نفسي مرضي. لذا لا يدرج إدمان النت ضمن كتيب الأعراض الرسمية والإحصائية للاضطرابات العقلية في أمريكا. ومثل هذا الخلاف موجود حتى بين أعضاء الجمعية الأمريكية لطب الإدمان التي لم تحسم أمرها بعد.
لماذا الخلاف؟ وجد الباحث جيرالد بلوك بأن ذلك يعود إلى أن التشخيص معقد، فحوالي 86% من الخاضعين لدراسته التي أظهرت أعراض الإدمان هي أيضا أظهرت اضطرابات في حالتها العقلية. كما أظهرت دراسات أن الاستخدام القهري للإنترنت يمكن أن ينتج تغيرات شكلية في بنية الدماغ. فقد أظهرت دراسة الباحث زهو وآخرون بأن التغيرات الهيكلية في الدماغ كانت موجودة في أولئك المصنفين من قبل الباحثين كمدمني إنترنت، مشابهة للمصنفين كمدمنين كيميائياً (ويكيبيديا).
وفي دراسة (يوان وآخرون) على طلاب الجامعات الصينيين الذين صنفوا كمدمني كمبيوتر وجدت تغيرات شكلية في بنية الدماغ منها تخفيضات في أحجام من قشرة الفص الجبهي، وأجزاء من المخيخ مقارنة بالطلاب غير المدمنين. هذه التغييرات تعكس تحسينات معرفية في التعلم من نوع استخدام أجهزة الكمبيوتر بشكل أكثر كفاءة، ولكنها أيضا أضعفت ذاكرة المدى القصير، والانتباه والسيطرة الإدراكية والقدرة على اتخاذ القرار مثل الرغبة في البقاء على الانترنت بدلا من التواجد في العالم الحقيقي.
سواء كان إدمان الإنترنت مرضاً أو حالة عرضية لمرض آخر لا علاقة للإنترنت به، فهناك من المستخدمين من يشكو بأنه أصبح ضحية إدمان الإنترنت ويبحث عن علاج خاص! وهناك قلق عام آخر، بأن المفرطين في استخدام الإنترنت صار من العسير عليهم التمييز بين عالمين: الافتراضي والواقعي، وأن حالتهم العاطفية والإدراكية تأثرت كثيراً.
د.عبد الرحمن الحبيب |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..