ـ أعتقد أن إخوان الداخل يحتاجون بعد هذه التجربة المريرة إلى مرحلة تأهيل جديدة للتوافق مع الآخرين، ورؤية الحقائق كما هي مجردة وبعيدة عن الضغط اليومي باتجاه صوابية النموذج الذي أثبتت الأيام فشله؛ الصدمة كانت قوية جداً وسيقضي الرموز بعض الوقت في إقناع أنفسهم بالمؤامرة، وسيحاولون شحن صغارهم أن كل ما حدث هو تآمر على الخيار الإسلامي، وهذا تزوير للواقع وخداع لصغار التنظيم.
ـ من المهم تشجيع إخواننا هنا ــ وخصوصاً الشباب ــ على مشاهدة فضائيات أخرى غير الجزيرة، وقراءة وجهات نظر مختلفة لمعرفة تفاصيل أكثر؛ هذا مهم جداً لتنويع مصادر التلقي في هذه الليالي والأيام العصيبة التي ستؤثر بلا شك على ما بعدها، ولعلها فاتحة خير لعودة العقل الذي ظل غائباً تحت نشوة الفرح بوصول أو رئيس إخواني في بلد البنا.
ـ لن ألوم أحداً في خياراته الفكرية و لن أناقشه في رموزه التي يختارها بنفسه؛ لكنني أدعوه فقط إلى رؤية الصورة بكامل جوانبها، وكم أتمنى من المعجبين الصغار برموز إخوان الداخل مراقبة تصرفات الرمز قبل وبعد أي حدث، والتمعن جيداً فيما قيل وسيقال عن تجربة العام الماضي في مصر، ولكن بأذهان صافية لعل في ذلك خيراً للجميع، وسعة أفق نحن بحاجة أكثر حاجة ما نكون إليها.
محمد علي البريدي
 
محمد علي البريدي
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٥٧٩) صفحة (٢٤) بتاريخ (٠٥-٠٧-٢٠١٣)