رغم
عدم ثقتنا بالإعلام الغربي فضلا عن الإعلام اليهودي, ورغم تمنياتنا بكذب
الأخبار الواردة من
هناك, بل والواردة من كل حدب وصوب, عن دور اليهود
وأصابعهم غير الخفية في القضية المصرية, وخاصة بشأن عزل الرئيس المصري
الشرعي المنتخب محمد مرسي, إلا أن الواقع على الأرض يدل على ولوغ هذه
الأصابع والأيدي اليهودية في هذا الأمر.
فمنذ
اليوم الأول من عزل الرئيس المصري محمد مرسي, ووسائل الإعلام الغربية
والإسرائيلية لم تتوقف عن الحديث عن هذا الموضوع, فطالعتنا الصحيفة
الإسرائيلية المشهورة هأرتس بعنوان رئيسي على الصفحة الأولى منها: (ﺍﻟبطل
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺍﻟجديد بطل ﻣﺼﺮﻱ) والكلام ﻟﺼﺤﻔﻲ إسرائيلي يدعى (ﺑﻦ ﺷﻔيت) واصفا
ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻋبد ﺍﻟﻔﺘﺎﺡﺍﻟﺴﻴﺴﻲ بعد بيان العزل, وقال بن شفيت في مقال كتبه على
جريدة هآرتس: إنه ﻻ ﺣﺎﺟﺔ إلى ﻤﺰيد ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻨﻪ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻠﺠﺎﺭﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ؛ في إشارة الى مصر طبعا, وأضاف: ﻓﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺷﻚ ﻧﺤﻦ ﻣﻊ
ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ، ﻭﻣﻊ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ، ﻭﻛﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﺟﻨﺮاﻻﺕ ﺣﻠﻴﻘﻲ ﺍﻟﻠﺤﻰ.
واليوم
أماط محلل عسكري إسرائيلي اللثام عن تفاصيل جديدة للانقلاب العسكري الذي
أطاح بمحمد مرسي, مؤكدا أن عبد الفتاح السيسي أبلغ الكيان بالانقلاب قبل
تنفيذه بثلاثة أيام.
وفي
تصريحاته على القناة العبرية الثانية أكد روني دانئيل أن وزير الدفاع
المصري السيسي أبلغ إسرائيل بالانقلاب العسكري قبل ثلاثة أيام من وقوعه،
كما طلب من إسرائيل مراقبة حركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وشدد
دانئيل على أن الانقلاب العسكري جيد لإسرائيل, بل كان مطلبا ملحا لها
ولأمنها، مشيرا إلى وجود اتصالات مكثفة منذ فترة بين السيسي ود.محمد
البرادعي من جهة والحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى.
واستطرد
المحلل الصهيوني قائلا: إن السيسي كان خائفا من حركة حماس، إلا أن إسرائيل
طمأنته بأنها ستراقب الوضع في غزة- وأنه تحت المراقبة، كما أوضح المحلل
العسكري أن الكيان أشار على السيسي بضرورة هدم الأنفاق.
وأكد
دانئيل ماأذاعه راديو إسرائيل مؤخرا عن زيارة محمد البرادعي إلى إسرائيل،
وأوضح دانئيل أن البرادعي التقى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء العبري قبل
وبعد الانقلاب العسكري ووعدته (إسرائيل) بمساعدتهم في الاعتراف بالنظام
الانقلابي الجديد من قبل الدول الغربية.
ومع
ميلنا القلبي لعدم تصديق هذه الأخبار, وتمنياتنا بأن يكون كذبا وبهتانا كل
ما يشاع بشأن تحالف المسلم مع عدوه التاريخي ضد أخيه في الدين والعقيدة
والوطن, ومع جزمنا بأن أمنية اليهود والغرب اليوم ضرب وحدة الشعب المصري,
والنيل من تماسك جيشه وقوته, إلا أن ما يجري على الأرض قد يجر المسلم جرا
إلى تصديق ذلك وعدم تكذيبه.
فكيف
يمكن أن يبرر قتل المسلمين المعتصمين السلميين المصلين على أبواب الحرس
الجمهوري وميدان رمسيس بالأمس, أم كيف يمكن تفسير إعادة حكم العسكر والجيش
بعد أن تنفس الشعب المصري نسمات الحرية والديمقراطية بعد ثورة 25 من يناير,
ولمصلحة من تعمل تلك القنوات الفضائية المصرية, التي تبث الكراهية لفصيل
أصيل من هذا الشعب, حتى وصلت الأمور إلى وصفه باليهودي والكافر وغير ذلك من
المصطلحات العدائية التحريضية.
متى
سيفهم قومنا أن تحالفهم مع عدونا وعدوهم لا يمكن أن يحقق مصلحة لأحد, متى
يتأكدون بأن غاية هذا العدو هو النيل من الجميع, لا فرق عنده بين هذا وذاك,
ولكنه في البداية قد يستخدم أحدنا ليضرب به الآخر, ثم يلتفت إليه ليقضي
عليه, ويكون الخاسر الوحيد في النهاية هو الوطن والمسلمون, والتاريخ خير
شاهد على ذلك, ونماذجه لا تنتهي في بيان عاقبة وجزاء المتحالفين مع العدو
ضد الدين والوطن.
إن
خبرا يقرأه أي مواطن مصري اليوم على صفحات الصحف الالكترونية, والتي تؤكد
على وجود تحالف متين بين بعض الشخصيات والأحزاب المصرية التي كانت تعارض
الرئيس المصري محمد مرسي, وبين منظمات يهودية أمريكية وإسرائيلية, ليحزن
القلب ويدمي الفؤاد, ويزيد الهوة -الموجودة أصلا- بين ذلك المواطن المصري
البسيط وبين النخب السياسية, الأمر الذي يعيده إلى الإحباط الذي حررته منه
ثورة 25 يناير.
فقد كشف
موقع نيوزيلندي أن الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور المصري ونائب
عدلي منصور، وأحد المشاركين في الانقلاب، اتصل بمنظمات يهودية لإقصاء
الرئيس المصري محمد مرسي.
وقال
الكاتب فرانكلين لامب على موقع سكوب النيوزيلندي تحت عنوان: هل أوباما
يدعم البرادعي؟؟؟، نقلا لمصادر أمريكية: إن ممثلين عن الدكتور محمد
البرادعي كانوا على اتصال برؤساء منظمات أمريكية يهودية، لإقناعهم بمساندة
الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وأضاف
الكاتب أن ممثلي البرادعي قدموا بعض الإغراءات للبيت الأبيض مقابل الحصول
على الدعم الأمريكي، أبرزها: الالتزام الكامل باتفاقية كامب ديفيد بكافة
عناصرها، واتخاذ موقف متشدد ضد إيران بشأن برنامجها النووي، بالإضافة إلى
تعزيز التعاون الأمني بين مصر والكيان الصهيوني.
إذا
كان كذبا ما ينشره هذا الإعلام الغربي واليهودي –ونتمنى أن يكون كذلك-
فليكذبه أصحاب الشأن بالأقوال والأفعال, وليبرهنوا على وطنيتهم قبل فوات
الأوان
مركز التأصيل للدراسات والبحوث
مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..