: عندما يشع " النور " وسط الظلمات المتراكمة ، فإنه يعين على وضوح الرؤية ، ويساهم في التخلص من كل ماهو ضار ، وعندما تخرج طليعة شباب تنويريين من الشيعة تمارس " التنوير " فإنها حتمًا ستوجهه تجاه التراث الشيعي المتراكم عبر مئات السنين ، فتُغربل تراثًا مليئًا بالأكاذيب والخرافات ، وتعبيد الناس لغير خالقهم وإلههم ، فيكون " تنويرها " - بإذن الله - بدايةً ليقظة دينية صحيحة تعيد الشيعة إلى منهج الكتاب والسنة بفهم خير القرون رضي الله عنهم الذين تنزل عليهم الوحي ، وتُحاكم ذاك التراث المتراكم على ضوئه .
ولكن المرء الذي فرح بتلك الطليعة الشبابية الشيعية سيُصاب بخيبة أمل عندما يرى تنويرها ينحرف عن مساره الصحيح ، فبدل أن يقود إلى " التصفية "
والتصحيح كما سبق ، سيجده أصبح إما داعمًا ورافدًا لذاك التراث المتراكم ، أو مجاملاً له على أقل تقدير.
ثم تزداد الخيبة عندما يُوجه ذاك التنوير المنشود ضد دعوة الكتاب والسنة ! فيقلب حسناتها إلى سيئات ، وينسب لها كل تقصير أو تعويق لمسيرة التنوير ! بدل أن يُفيد منها في وثبته التصحيحية .
مثال ذلك :
أن يقول الأستاذ جهاد الخنيزي – هداه الله – في كتابه " السلفية والشيعة " ( ص164) : ( الشيعة يميلون للتصالح مع السلفية ، إلا أن موقف هذه هو الذي جعلهم يتطرفون في العداوة معها ) !!
ويقول ( ص196) : ( المشكلة مع السلفية هي في نظرتها السلبية لما يعتقده المسلمون سنة وشيعة في الأئمة والأولياء ) !! فبدلاً من أن يُشيد بالسلفية التي انتشلت المسلم من الخضوع لغير الله تكون عنده مجرد نظرة سلبية ! ولاحظ أنه – متذاكيًا – جعل السلفية في مقابل السنة ! ويقصد بالسنة مَن انحرف من أهلها إلى تعظيم القبور – وهم قلة ولله الحمد - ، وذلك ليُبين أن السلفية تخالف " الجميع " وليس طائفته فقط !
ويؤلف الشيعيان بدر الإبراهيم ومحمد الصادق – هداهما الله - كتابًا بعنوان " الحراك الشيعي في السعودية " ، يقولان فيه (ص301) : ( لا يمكن مثلًا تجاهل دور المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية ذات الهوية السلفية الوهابية في خلق الأزمة الطائفية داخل البلاد ) !! فهو ينسب الأزمة للأمة ، ولا ينسبها لمن شذ وفارقها !
ونعود إلى الأستاذ جهاد الخنيزي في كتابه الآخر " الإصلاح والممانعة في المجتمع السعودي " ، فنجده يقلب الحقائق ويقول (ص130) : ( فتوى فقهاء الشيعة الأعلام من قديم الزمان إلى هذا الزمن بإسلام المسلمين مع معرفتهم بالاختلاف معهم في بعض العقائد ) ! متغافلاً أنهم كفّروا خير المسلمين بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وهم الصحابة رضي الله عنهم . ولعله يُفيد من هذا الكتاب :
http://www.alburhan.com/main/article...rticle_no=2948
ثم يجعل عدم قبول السلفية للبدع – وهو حسنة من حسناتها – عائقًا أمام التسامح ! فيقول (ص166) : ( ما يُضعف هذا الاتجاه في الواقع هو صعوبة التوافقات السياسية بين مكونات المجتمع السعودي وقوة التيار السلفي الرافض لتوسيع مفهوم العقيدة والتسامح ) ، وصدق الشاعر :
إذا محاسنيَ اللاتي أُدِلُّ بها ** عُدَّتْ ذنوباً فقل لي كيف أعتذرُ
هداهم الله ، ووفقهم لسلوك طريق " التنوير " الصحيح
سليمان الخراشي
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..