في مسلسل (أبو الملايين)... السعودي شهواني خائن متخلف

   المثقف الجديد :  علي  محمد طه::   كثيرًا ما كنا   نغضب  عند مشاهدة مقطع من فيلم أو عمل يُعرض لتشويه صورة العربي والمسلم في السينما الغربية. ولطالما اعترض العرب على أفلام كان الهدف
منها التشويه وإساءة السمعة وليس أكثر. الحقيقة لو كان مسلسل (أبو الملايين) عملاً غربياً وضم ما يحويه من تشويه للشخصية السعودية لواجه سيلاً من الانتقادات والمقالات الصحفية التي تندد به وتطالب بضرورة منعه وإيقافه ومحاكمة من قدمه. ولكن هناك سكوت مطبق ,بل مديح للعمل من قبل بعض النقاد والصحفيين، بل وقال بعضهم "لقد أثبت ناصر القصبي (بطل العمل) أنه نجم الكوميديا السعوديه بلا منازع!".

ومما يؤسف له أن العمل عربي خالص وخليجي الإنتاج والتمويل والأداء، ويعرض في قناة عربية تسمي نفسها قناة كل العرب، وتتحدث أحداث العمل الهزلية عن أخوين أحدهما من أم سعودية يؤدي دوره (ناصر القصبي) وشقيقه من أم كويتية يقوم بأداء دوره (حسين عبد الرضا)، وتدور جل أحداث المسلسل حول الشقيق السعودي الذي يسرق مال أخيه الكويتي بعد أن استأمنه عليه ووضعه باسمه في البنك لظرف قاهر مر به، ليتفاجأ بنكران حقه بماله وليبدأ مسلسل تبديد المال في مشاريع خاسرة وملذات متنوعة من الشقيق السعودي. وفي العمل يتعرف هذا الشقيق الذي بات ثريًا (وضاح) على فتاة عراقية لعوب تعيش مع والدتها وشقيقتها في دبي، وبعد أن عشقت ماله وثراءه اقتربت منه وأوقعته في شباك حبها ما جعله يقدم لها كل ما يملك فداء لجمالها، ليترك بيته وزوجته الأولى ابنة عمه (التي كان لا يستطيع تحريك ساكن أمامها خوفاً منها، فهي سيدة متسلطة سليطة اللسان) فداء لسواد عينيها وبسبب حبه لها، ومع الوقت تعمل على تخليصه من أمواله كلها، وتقول عن زواجها منه أنه مجرد مسلسل سينتهي بمجرد الحصول على المال منه لتعود لحبيبها السابق الذي لم تنقطع صلتها به على الرغم من زواجها من وضاح المزعج. إن العمل أيضاً قدم شخصية الرجل السعودي على أنه قد يتخلى عن زوجته وعائلته ببساطة ليرتمي في أحضان أول فتاة جميلة تقابله.


وطبعاً يعرض المسلسل إلى طبيعة السعودي المبتذل البدائي الذي لا يعرف شيئاً عن هذه الدنيا وعن الحضارة حيث كان يعيش في تخلف، والذي يمكن الضحك عليه بسهولة واقتناص أمواله منه عن طريق فتاة جميلة. ويقدم العمل شخصية وضاح السعودي على أنه شخص نصاب منافق كذاب مراوغ لا خلاق له. والأدهى من ذلك أن وضاح هذا شخص جاهل لا يفقه من لغة العصر شيئاً، يدخل لعالم لا يعرفه فيصبح مصدراً لتندر الجميع عليه حتى أن شقيقه الكويتي كثيرًا ما يردد عنه مقولة (أخر زمن هذا وضاح مادري شنو ومنين جاي يتحكم فينا وبفلوسنا). ويصبح وضاح بفضل بدائيته وجهله وتخلفه عن المجتمع الذي يعيش فيه كما يقدمه العمل شخصية كوميدية يتندر عليها من حوله، فهو لا يجيد الأكل والشرب والحديث على طريقة أولاد النعم، ولا يعرف التعامل بطريقة الإتيكيت ..فقدمه العمل، وكأنه جاء من مجتمع متخلف بعيد عن الحياة التي يعيشها الناس في دبي والمدن المتحضرة. أبو الملايين يدخل في مشاريع كثيرة خاسرة بسبب جهله حتى أن العمل يقدمه على أنه يحاول المتاجرة في السلاح لدعم المتطرفين للوصول للمزيد من المال فيقع في شباك جماعات تدعي أنها إسلامية لتنصب وتحتال عليه وتقتنص منه الكثير من ملايينه. وكما يقول خبراء الدراما فإنها مرآة المجتمع وهي تعكس واقعه.

فهل ما شاهدناه في أحداث هذا المسلسل كان يقصد عرض واقع مجتمع معين ,وأن شخصية وضاح كانت تختزل في طياتها كل المجتمع؟ هذا ما يجب أن نسمع عنه رداً من قبل القائمين على العمل. والحقيقة أن العمل في مجمله على النحو الدرامي لا قيمة له، نص رديء ولا خطوط درامية فيه، ويضم خطاً واحداً هو شخصية وضاح وزوجته وشقيقه وزوجة شقيقه، والعمل لم يقدم سوى طرح سخيف مبتذل، ولا يحوي شيئاً يستحق المشاهدة ولا جديد فيه، وهو تكريس للصورة النمطية التي روجتها السينما العالمية وأحياناً العربية عن الثري العربي الذي ينفق كل أمواله في جلسة مع فتاة ، ومستعد أن يبيع الدنيا لأجل ساعة صفاء معها، فيكرس العمل تلك الصورة السلبية عن الثري العربي ويقدمها بقالب درامي سخيف لا قيمة له على جميع المستويات. ولطالما انتقدنا من يقدم صورة مغلوطة عن الثري العربي المسلم ولكن أن يأتي الحذر من مأمنه فهذه بلوى، وأن نشوه نحن صورة مجتمعنا فهذه طامة كبرى، وكان حرياً بناصر القصبي وقد عرف ماهية الدور وفيه إساءة بالغة لمجتمعه ولشخصية الثري السعودي أن يرفض الدور والمشاركة في العمل، ولو فعل ذلك لكان الرفض نجاحاً كبيراً له ,ولزاد من رصيده الجماهيري بدلاً من المشاركة في عمل سخيف أقل ما يقال عنه أنه مجرد كذب وتهريج وتهكم لا فائدة ترجى منه.
الأحد 27 رمضان 1434 / 4 أغسطس 2013



-----------------

التعليق :
-----------------
صراحة 
العيب من صاحب العيب  لا يستغرب
من شفت  عبد الحسين  والقصبي   عرفت ان  شناً وافق طبقه  !
ضحكوا على الناس وافسدوا الناشئة بتهريجهم  سنين
مستغلين امكانات تتاح لهم  ومجاملات بإسم الفن  !!!!  وأي فن !؟
انهم حثالة  الفن
لا مبادىء ولا قيم ينشرونها بل  على العكس تماما 
فهم يهدمون  الأخلاق ويصورون المجتمعات  المحافظة  بأنها  سيئة ويظهرون السوء الموجود بشكل مبالغ فيه  ليألفه الناس
عليهم من الله ما يستحقون !

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :