الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

أكلت يوم أكل الثور الأبيض : قصة مثل !

في قديم الزمان .. وفى إحدى الغابات كان هنالك ثلاثة من الثيران .. ثور أبيض وثور أحمر وثور أسود ..
وكانوا أقوياء باتحادهم .. فإذا  حاول الأسد مهاجمتهم   واجهوه جميعا ًفيفر هارباً .. وظلوا هكذا ينعمون بالعيش في هناء وسرور .
فدبر الأسد حيلة للقضاء عليهم .. فذهب إلى الثورين الأسود والأبيض وقال لهما :
إن الثور الأحمر يلفت انتباه وحوش الغابة إليكم فدعوني أجهز عليه حتى تعيشا في سلام ..
فوافقاه على رأيه ..
وبعد فترة همس الأسد إلى الثور الأسود : انى جائع واعتزم على افتراس الثور الأبيض .. وسأتركك أنت تنعم بالمرعى وحدك .. فاقره الثور الأسود على ما يريد ..
وحين لم يبق إلا الثور الأسود صارحه الأسد قائلاً : لقد جاء الدور عليك لآكلك ..
فهل تستطيع إلإعتراض ؟ ..
فرد الثور الأسود:
                                                           أكلت يوم أكل الثور الأبيض


-----------------------------------------------
وهذا نظم للقصة  من طرف

مُساهمة   الشاعر يوسف محمد الحروب
أكِلتُ يَوْمَ أكِلَ الثوْرُ الأبْيَضُ
أول حكاية أنظمها شعراً ، وقد فرغت منها في شهر تشرين الأول سنة (1992م) ، وهي قصّة من قصص كليلة ودمنة ، أصبحت مثلاً عربيّاً سائراً .
نشرتها في صحيفة الشعب المقدسيّة الصادرة بتاريخ (10/11/1992م، والحكاية من الرّجز التامّ .


1- يا إخوتي هيّا اسمعوا حكايتي
2- ففي ثناياها هُدى وعِبْرَهْ
3- وحاذِروا مِنْ أن تجيءَ الفِكرَهْ
**********

4- في سالِفِ الأيام والأزمان
5- عاشَ معاً في إلفةِ الإخوان
6- أوّلهم أبيضُ كالحليبِ
7- وثالثُ الثيران في سَوادِهِ
8- كانتْ تعيشُ في هَناءٍ وَسَعَهْ
9- وتلتقي معاً على الأعادي
10- فالاتحادُ قوّة لا تنقضي
11- وكانَ في الغابَةِ ليْثٌ ضار
12- فكانتِ الوحوش تخشى ثوْرَتهْ
13- إلا الفحولُ فهو – لاجتماعِها -
14- فاضطرّ لاجْتنابها اضْطرارا
15- وأضْمَرَ الغدْرَ لها في نفسِهِ
**********

16- أرادَ ذاكَ الليْثُ حَبْكَ خدْعَهْ
17- ليأكلَ الثيرانَ باستفرادِ
18- فقالَ للثور الكبير الأسْوَدِ
19- يا صاحِبَيّ سوفَ لا أوذيكما
20- فلونهُ الأبيضُ لونٌ واضِحُ
21- يَلفِتُ أعْيُنَ العِدى إليْنا
22- إن تسْلِماهُ نسْترحْ مِن شرّهِ
23- فجازَ ما دَبّرَ في دَهاءِ
24- قالا : صَدَقتَ القولَ يا مَليكنا
25- فأسْرَع الليثُ مَليكُ الجَوْر
26- ففكّ بالحيلةِ ثلثَ الأربهْ
27- لكنهُ قد جَدّ في إحْرازها
28- فجاءَ للأحْمَر بعدَ حين
29- مُتبعاً في سَعيهِ (فرّقْ تسُدْ)
30- قالَ لهُ : يا أفحَلَ الفحول
31- وأعْذبِ المِياهِ والبُقول
32- لونِيَ قان - يا (أخي) - كلونِكَ
33- لكنّ ذاكَ الثورَ مِثلُ الفحْمَهْ
34- لكيْ أريحَ الغابَ منهُ الآنا
35- فقالَ ذاك (الثورُ) في الجوابِ
36- يا كاملَ الأوصافِ والألقابِ
37- فضَرَبَ الثورَ على حَقوَيْهِ
38- وبَدَأ القاتلُ بالتِهامِهِ
39- وبعدَ أنْ أفلحَ في التدْبير
40- قالَ لهُ : يا أيّها الغبيّ
41- كأنني لسْتُ عَدّواً للبقرْ
42- فما الذي يَرْدَعُني عن أكلِكَ
43- أدَعُكَ اليومَ هنا يا (نابغهْ)
44- فأدْرَكَ الأحمرُ سوءَ فِعْلتِهْ
45- فكان كالسّاعي بذا لحتفِهِ
46- وندِمَ الثورُ , ولم يُجْدِ الندَمْ
47- وطأطأ الهامَة ثمّ قالا
48- (إني أكِلتُ يومَ أكل الأبيض)
**********

49- هذا جزاءُ الأغبياءِ الجَهَلهْ
50- وأسلموا إخوانهُمْ وآلهُمْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3ـ عَبْرة : دمعة .
12ـ سورته : وثبتة وسطوتة .
26ـ الأربة : العقدة , والإربة : الغاية والأرب.
37ـ حَقويه : مثنى حَقو , وهو الخصر .

لتدركوا مَقاصِدي وغايتي
لكلّ غِرّ أعْوَزتهُ الخِبْرَهْ
إليكمو بعد نزول العَبْرَهْ
**********

في غابةٍ في أحَدِ البُلدان
ثلاثة من أضخم الثيران
ومَنْ يَليهِ كان كالخضيبِ
أسْوَدُ من ليْل لدى اشتِدادِهِ
في جنةٍ خصيبَةٍ وَواسِعَهْ
إن اعتدَتْ وتقهَرُ العَوادي
ما دامَ مُحْكمَ العُرى لم يُنقض
يَنقضّ نحو الصّيْدِ كالإعصار
وتتقي سَطوَتهُ وسَوْرَتهْ
قد ظلّ لا يَقوى على إخضاعِها
وذِلة في النفس وانكسارا
والغدْرُ كان مِن خِصال جنسِهِ
**********

تودي بالاتحادِ دونَ رَجْعَهْ
ويحكمَ الغابة كالمُعتادِ
وللأخ الأحْمَر في توَدّدِ
إذا ارْتوَيْتُ من دِما أخيكما
يَلمَعُ في الظلام وهْوَ فاضِحُ
وإنهُ جان بهِ عَليْنا
ونمْلِكِ الغابَ وخيرَ خيْرهِ
عليهما لشدّة الغباءِ
فافتِكْ به ليَخلوَ الغابُ لنا
من فوْرهِ ودَقّ عُنقَ الثوْر
وبلغ المُحتالُ بعض الإرْبَهْ
وَعَقدَ العزْمَ على إنجازها
يَسْعى لأكل الأسْوَدِ المِسْكين
وطالما أغناهُ هذا عن مَددْ
يا مالِكاً لأخصَبِ الحُقول
اصغ لصوتِ الحَقّ والمَعْقول
ألا تراني أحمراً بعينِكَ
دَعْني أمَزقهُ بدون رَحَمَهْ
وَلا يسودَ مَنْ بها سِوانا
قولكَ لبّ الصّدْق والصّوابِ
مَزّقهُ بالمِخلبِ والأنيابِ
ضَرْبة غَيْظٍ أجْهَزَتْ عَليْهِ
وازْدَرَدَ (الطريّ) من عِظامِهِ
التفتَ الخبيثُ للأخير
صَدّقتني كأنني نبيّ
وأنّ قلبي لم يُقدّ من حَجَرْ
وقد بقيتَ الآنَ ضِدّي وحْدَكَ
لوجبَةٍ قريبَةٍ وسائِغهْ
بجَلبهِ الشرّ إلى ابْنيْ جلدَتِهْ
برأسِهِ وجلدِهِ وظلفِهِ
ولم يُقِلْ مَنْ عَثرَتْ بهِ القدَمْ
قولاَ حكيماً قد جرى أمثالا
فلِمْ قبلتُ ذاكَ لِمْ لمْ أرْفض
**********

ومَنْ توَلوْا مُجرمينَ قتلهْ
فنالهُمْ مِنُ جَهْلِهمْ ما نالهُمْ
.
41ـ يقدّ : يقطع .
47ـ طأطأ الهامة : خفض الرأس ذلاً وصَغاراً أو خجلاً .
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..