بسم الله الرحمن الرحيم
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
اختلف العلماء في أوجه الإعجاز القرآني على أقوال فمنهم من قال بالإعجاز
البياني ومنهم من قال بالإعجاز العلمي ومنهم من قال بإعجازه بذكر المغيبات
ومنهم من قال بالصرفة .
وقبل الاسترسال في الحديث نذكر قول الإمام القرطبي في التفريق بين معنيين للصرفة ذكرهما في كتابه الإحكام في الجزء الأول منه في صفحتي 75و76 حيث قال (واختلف من قال بهذه الصرفة على قولين : احدهم أنهم صرفوا عن القدرة عليه, ولو تعرضوا له لعجزوا عنه , والثاني أنهم صرفوا عنه مع كونه في مقدورهم وان تعرضوا له لجاز أن يقدروا عليه) .وهذا التفريق المهم للإمام القرطبي مفيد جداَ وكان من واجب الدارسين لهذه المسألة عدم إغفاله ,إذ في إغفاله ظلمٌ لمن يقول بالصرفة بالمعنى الأول الذي ذكره القرطبي ,وهو معنى لو تدبره القارئ بحكمة وروية لما اعترض عليه, فالقائل بهذا المعني يرى أن القدرة على المجيء بمثل القران معدومة لدى هؤلاء وكل ذلك بأمر الله وإرادته, فكما أن القرآن كلام الله كذلك التوراة والإنجيل كلام الله وكل الكتب السماوية من الله سبحانه وتعالى لكنه سبحانه أوكل أمر تلك الكتب لأهلها فضيعوها وحرفوها مع أنها كلامه المقدس ,لكنه سبحانه لم يحل بينهم وبين تحريفها لأمر أراده الله .والله سبحانه لايسئل عما يفعل.لذا فالقائلين بهذا الوجه يرون أن منعه سبحانه وتعالى الكفار عن المجئ بمثله نوع من التحدي والإعجاز , وهم بهذا القول لم يمنعوا من أن له إعجاز بلاغي ولم يمنعوا كذلك الأنواع الأخرى من الإعجاز. فالأصبهاني مثلا في كتابه الإتقان بإعجاز القرآن من جهة النظم والصرفة, والزركشي في البرهان يقول إن أهل التحقيق على أن الإعجاز وقع بجميع الوجوه والأقوال المذكورة لا بكل واحد منها ويتضح مما سبق أن من العلماء من جمع كل ما قيل وقال إن القرآن معجز من كل الوجوه.
هذا وقد حمل كثير من العلماء على من قال بالصرفة غير مميزين للمعنيين الذين ذكرهما الإمام القرطبي, وبذلك حكموا على كل من قال بالصرفة حكماَ واحداَ وهذا غير مقبول.
ويرد على من نسب القول بالصرفة لابن حزم قوله في الفصل موافقاَ لأهل الإسلام( ان نظم القرآن وما فيه من الغيوب كلها معجز وهو الحق الذي من ما خالفه فهو ضلال.) الفصل 3/11وقوله في الاحكام ج6 ص13 ( وقد وجدنا الله تعالى يأتي في القرآن وهو المعجز نظمه..).
فالإمام بن حزم مقصوده القول الأول من قولي القرطبي في الصرفة, وهذا الموافق لقوله بالإعجاز البلاغي.ومن ذلك نرى أن الإمام بن حزم لم يخالف علماء الإسلام في القول بالإعجاز القرآني
أما رد الإمام ابن حزم على من يقولون انه معجز لأنه في أعلى درجات البلاغة فانما يقود كما هو ظاهر من كلامه إلى أن القرآن ليس من جنس كلام البشر فلا يجوز قياسه ككلام البشر بحال من الأحوال وهذا لا يعقل ان يخالف فيه مسلم , لأنهم إن كان قصدهم أعلى درجات البلاغة لديهم فقولهم باطل سلفاَ للفرق البين بين كلام الله وكلام خلقه, فابن حزم وضع المسألة في مكانها الصحيح ولم ينف البلاغة عن القرآن لكن من قارن كلام الله بكلام عباده هم المخطئون وعلى كل حال المؤمن حسن الظن بإخوانه فضلاً عن أئمة الشرع.
وقد يسأل سائل عن كيفية جواب الإمام ابن حزم عن هذا السؤال حسب مذهبه في المسألة ((هل يمكن تبيان استطاعة الكفار الإتيان بمثل القرآن وجواز القدرة على ذلك وان سبب عدم مبادرتهم هو أنهم صرفوا عنه,))
أقول أن هذا السؤال خطأ، وهو سؤال لا يلزم ابن حزم بحسب ما يرى في مسألة إعجاز القرآن، ولكن نصححه وفق ما نراه الحق، فنقول:
القرآن كلام الله تعالى، وأن القرآن هو معجزة، وأن كلام الله تعالى ليس على نسق كلام المخلوقين ألبتة.
وأن الألفاظ الواردة في القرآن ككلمة ( سماء ، ماء ، أرض ) كلها كلمات لا إعجاز فيها في لغتنا، وإنما صارت من الإعجاز لأن الله تعالى تكلم بها، وصيرها معجزة.
وأن إعجاز القرآن إعجاز نظم، وإعجاز بإخبار ما فيه من الغيوب، وأن نظمه ليس على نسق بلاغة العرب ألبتة، وقد صح عن أنيس الغفاري وهو اخو أبو ذر، وقيل ابن أخيه، وكذلك ضماد الأزدي وهما فحول في اللغة وأنيس كما هو معلوم شاعر مخضرم، قالا: وضعنا كلام النبي على لسان الكهنة فلم نجده، وعلى لسان الشعراء فلم نجده.
فمعجزة النبي هذا القرآن، وأن بلاغته ليست كبلاغة العرب، ولو كانت كذلك لما كانت معجزة، وهذا باطل.
ولو كانت العرب تعرف هذا النظم بهذه الكيفية لما تعجب منه فحول اللغة، فصح أن القرآن ونظمه ليس على بلاغة الناس أصلاً، وإنما هي بلاغة لم يألفوها من قبل، وقوة لن يصلوا إليها ألبتة.
وأن العرب حيل بينهم وبين القدرة على مثله، والإحالة هذه كما قلنا لأن القرآن ليس على نسق ما يعرفه العرب من بلاغة.
فهم لا يقدرون على مثله، وليس بمقدورهم أصلاً أن يأتي بمثله وإن اجتمعوا.
وأن من قال بالصرفة وهم النظام والمعتزلة قالوا بأن العرب يقدرون على الإتيان بمثله، لكن الله صرفهم عن ذلك، وهذا ليس قولنا، بل نقول أن قولهم باطل، فالعرب لا تقدر على مثله أصلاً.
فمن رمانا بمذهب المعتزلة فقد أخطأ النظر.
فالكفار وغيرهم لا يقدرون أصلاً على أن يأتوا بمثله؛ لأن الله حال بينهم وبين ذلك بمعنى أنهم لا توجد عندهم هذه المقدرة، ومبنى ذلك: أن المعجزات وهي إحالات الأشياء لا تكون إلا للأنبياء، ولا تكون إلا من الله تعالى، والقرآن معجز بذاته من نظم من حرف واحد منه إلى سوره كلها، ولو كان على نسق بلاغة العرب لعرفوا معنى الحروف المقطعة في أوائل السور أو اعتادوا عليها في لغتهم، ولم نجد هذا أصلاً عن أحد من العرب، ومن ادعاه فقد كذب.
هكذا سيكون جواب الإمام تقريباً بحسب مذهبه في كل ما حكيته عنه ..
فمن زعم أن الإمام ابن حزم موافق للنظام بالقول بالصرفة فقد أخطأ أو كذب ..
ورأيت خطأ محقق كتاب الدرة فيما يجب اعتقاده لابن حزم ونسبته إلى المعتزلة في هذه المسألة وهو خطأ منه وتهجم على المسألة دون تحقيق قول الإمام الذي ذكره في مواضع: مسألة إعجاز القرآن، والكلام على اليهود ومن قال بالثليث، وغيرها من مواضع فلتراجع.
وقد نقل نسبة بعض المعاصرين مذهب الصرفة إلى الإمام ابن حزم أيضاً الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن معاضة الشهري في كتابه ((القول بالصرفة في إعجاز القرآن عرض ونقد)) وعزاه إلى كتاب الإعجاز البلاغى لمحمد أبو موسى وعلوم القرآن لناصر الدوسري وكتاب ابن حزم وآراؤه في علوم القرآن والتفسير لمحمد عبد الله أبو صعيليك وأصحاب الكتب أو الرسائل التى عزى إليها الشيخ عبد الرحمن الشهري يبدو أنهم تعجلوا وأخطأوا في نسبة القول لابن حزم وما ذكر في الموضوع رد على ما ذكروه
وتجد كتاب الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله
وقد رد غير واحد من المعاصرين على من ينسب لابن حزم القول بمذهب الصرفة بسبب عدم فهمهم لكلامه رحمه الله منهم الشيخ الجليل مصطفى البويحياوي في دروسه في تفسير ابن عطية
وقبل الاسترسال في الحديث نذكر قول الإمام القرطبي في التفريق بين معنيين للصرفة ذكرهما في كتابه الإحكام في الجزء الأول منه في صفحتي 75و76 حيث قال (واختلف من قال بهذه الصرفة على قولين : احدهم أنهم صرفوا عن القدرة عليه, ولو تعرضوا له لعجزوا عنه , والثاني أنهم صرفوا عنه مع كونه في مقدورهم وان تعرضوا له لجاز أن يقدروا عليه) .وهذا التفريق المهم للإمام القرطبي مفيد جداَ وكان من واجب الدارسين لهذه المسألة عدم إغفاله ,إذ في إغفاله ظلمٌ لمن يقول بالصرفة بالمعنى الأول الذي ذكره القرطبي ,وهو معنى لو تدبره القارئ بحكمة وروية لما اعترض عليه, فالقائل بهذا المعني يرى أن القدرة على المجيء بمثل القران معدومة لدى هؤلاء وكل ذلك بأمر الله وإرادته, فكما أن القرآن كلام الله كذلك التوراة والإنجيل كلام الله وكل الكتب السماوية من الله سبحانه وتعالى لكنه سبحانه أوكل أمر تلك الكتب لأهلها فضيعوها وحرفوها مع أنها كلامه المقدس ,لكنه سبحانه لم يحل بينهم وبين تحريفها لأمر أراده الله .والله سبحانه لايسئل عما يفعل.لذا فالقائلين بهذا الوجه يرون أن منعه سبحانه وتعالى الكفار عن المجئ بمثله نوع من التحدي والإعجاز , وهم بهذا القول لم يمنعوا من أن له إعجاز بلاغي ولم يمنعوا كذلك الأنواع الأخرى من الإعجاز. فالأصبهاني مثلا في كتابه الإتقان بإعجاز القرآن من جهة النظم والصرفة, والزركشي في البرهان يقول إن أهل التحقيق على أن الإعجاز وقع بجميع الوجوه والأقوال المذكورة لا بكل واحد منها ويتضح مما سبق أن من العلماء من جمع كل ما قيل وقال إن القرآن معجز من كل الوجوه.
هذا وقد حمل كثير من العلماء على من قال بالصرفة غير مميزين للمعنيين الذين ذكرهما الإمام القرطبي, وبذلك حكموا على كل من قال بالصرفة حكماَ واحداَ وهذا غير مقبول.
ويرد على من نسب القول بالصرفة لابن حزم قوله في الفصل موافقاَ لأهل الإسلام( ان نظم القرآن وما فيه من الغيوب كلها معجز وهو الحق الذي من ما خالفه فهو ضلال.) الفصل 3/11وقوله في الاحكام ج6 ص13 ( وقد وجدنا الله تعالى يأتي في القرآن وهو المعجز نظمه..).
فالإمام بن حزم مقصوده القول الأول من قولي القرطبي في الصرفة, وهذا الموافق لقوله بالإعجاز البلاغي.ومن ذلك نرى أن الإمام بن حزم لم يخالف علماء الإسلام في القول بالإعجاز القرآني
أما رد الإمام ابن حزم على من يقولون انه معجز لأنه في أعلى درجات البلاغة فانما يقود كما هو ظاهر من كلامه إلى أن القرآن ليس من جنس كلام البشر فلا يجوز قياسه ككلام البشر بحال من الأحوال وهذا لا يعقل ان يخالف فيه مسلم , لأنهم إن كان قصدهم أعلى درجات البلاغة لديهم فقولهم باطل سلفاَ للفرق البين بين كلام الله وكلام خلقه, فابن حزم وضع المسألة في مكانها الصحيح ولم ينف البلاغة عن القرآن لكن من قارن كلام الله بكلام عباده هم المخطئون وعلى كل حال المؤمن حسن الظن بإخوانه فضلاً عن أئمة الشرع.
وقد يسأل سائل عن كيفية جواب الإمام ابن حزم عن هذا السؤال حسب مذهبه في المسألة ((هل يمكن تبيان استطاعة الكفار الإتيان بمثل القرآن وجواز القدرة على ذلك وان سبب عدم مبادرتهم هو أنهم صرفوا عنه,))
أقول أن هذا السؤال خطأ، وهو سؤال لا يلزم ابن حزم بحسب ما يرى في مسألة إعجاز القرآن، ولكن نصححه وفق ما نراه الحق، فنقول:
القرآن كلام الله تعالى، وأن القرآن هو معجزة، وأن كلام الله تعالى ليس على نسق كلام المخلوقين ألبتة.
وأن الألفاظ الواردة في القرآن ككلمة ( سماء ، ماء ، أرض ) كلها كلمات لا إعجاز فيها في لغتنا، وإنما صارت من الإعجاز لأن الله تعالى تكلم بها، وصيرها معجزة.
وأن إعجاز القرآن إعجاز نظم، وإعجاز بإخبار ما فيه من الغيوب، وأن نظمه ليس على نسق بلاغة العرب ألبتة، وقد صح عن أنيس الغفاري وهو اخو أبو ذر، وقيل ابن أخيه، وكذلك ضماد الأزدي وهما فحول في اللغة وأنيس كما هو معلوم شاعر مخضرم، قالا: وضعنا كلام النبي على لسان الكهنة فلم نجده، وعلى لسان الشعراء فلم نجده.
فمعجزة النبي هذا القرآن، وأن بلاغته ليست كبلاغة العرب، ولو كانت كذلك لما كانت معجزة، وهذا باطل.
ولو كانت العرب تعرف هذا النظم بهذه الكيفية لما تعجب منه فحول اللغة، فصح أن القرآن ونظمه ليس على بلاغة الناس أصلاً، وإنما هي بلاغة لم يألفوها من قبل، وقوة لن يصلوا إليها ألبتة.
وأن العرب حيل بينهم وبين القدرة على مثله، والإحالة هذه كما قلنا لأن القرآن ليس على نسق ما يعرفه العرب من بلاغة.
فهم لا يقدرون على مثله، وليس بمقدورهم أصلاً أن يأتي بمثله وإن اجتمعوا.
وأن من قال بالصرفة وهم النظام والمعتزلة قالوا بأن العرب يقدرون على الإتيان بمثله، لكن الله صرفهم عن ذلك، وهذا ليس قولنا، بل نقول أن قولهم باطل، فالعرب لا تقدر على مثله أصلاً.
فمن رمانا بمذهب المعتزلة فقد أخطأ النظر.
فالكفار وغيرهم لا يقدرون أصلاً على أن يأتوا بمثله؛ لأن الله حال بينهم وبين ذلك بمعنى أنهم لا توجد عندهم هذه المقدرة، ومبنى ذلك: أن المعجزات وهي إحالات الأشياء لا تكون إلا للأنبياء، ولا تكون إلا من الله تعالى، والقرآن معجز بذاته من نظم من حرف واحد منه إلى سوره كلها، ولو كان على نسق بلاغة العرب لعرفوا معنى الحروف المقطعة في أوائل السور أو اعتادوا عليها في لغتهم، ولم نجد هذا أصلاً عن أحد من العرب، ومن ادعاه فقد كذب.
هكذا سيكون جواب الإمام تقريباً بحسب مذهبه في كل ما حكيته عنه ..
فمن زعم أن الإمام ابن حزم موافق للنظام بالقول بالصرفة فقد أخطأ أو كذب ..
ورأيت خطأ محقق كتاب الدرة فيما يجب اعتقاده لابن حزم ونسبته إلى المعتزلة في هذه المسألة وهو خطأ منه وتهجم على المسألة دون تحقيق قول الإمام الذي ذكره في مواضع: مسألة إعجاز القرآن، والكلام على اليهود ومن قال بالثليث، وغيرها من مواضع فلتراجع.
وقد نقل نسبة بعض المعاصرين مذهب الصرفة إلى الإمام ابن حزم أيضاً الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن معاضة الشهري في كتابه ((القول بالصرفة في إعجاز القرآن عرض ونقد)) وعزاه إلى كتاب الإعجاز البلاغى لمحمد أبو موسى وعلوم القرآن لناصر الدوسري وكتاب ابن حزم وآراؤه في علوم القرآن والتفسير لمحمد عبد الله أبو صعيليك وأصحاب الكتب أو الرسائل التى عزى إليها الشيخ عبد الرحمن الشهري يبدو أنهم تعجلوا وأخطأوا في نسبة القول لابن حزم وما ذكر في الموضوع رد على ما ذكروه
وتجد كتاب الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله
وقد رد غير واحد من المعاصرين على من ينسب لابن حزم القول بمذهب الصرفة بسبب عدم فهمهم لكلامه رحمه الله منهم الشيخ الجليل مصطفى البويحياوي في دروسه في تفسير ابن عطية
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..