بعد
أن أبعد من قناة الرسالة بسبب نهجه الإخواني.. لم يرَ طارق السويدان غير قناة
الجزيرة
الإخوانية ليرتمي على تردداتها وأطباقها الفضائية علها تعيده إلى الأضواء
بعد أن أصبح مضغة سائغة تروّج الفكر الإخواني البعيد عن النهج الإسلامي الوسطي
المعتدل، بدأ يرى بنفسه عرافا سياسيا متجاوزا ماجي فرح أو ميشال حايك وبدأ يتحدث
عما يسمونه الانقلاب العسكري المزعوم، ويتحدث ما سيحدث في مصر، وكأن ما حدث كان قد
توقعه من قبل! لم ينقصه إلا ما نراه أمام العرافين الأجانب؛ كرة أرضية من زجاج أو
العرافين العرب قليل من الحطب والبخور ونار ويبدأ بمناداة الجان, فوضع تحليلا
هزليا مضحكا حول انهزام حكم المرشد في مصر وكأنه لم يرَ أكثر من ثلاثين مليون مصري
في القاهرة فقط، ناهيك عن بقية المحافظات تطالب بإنهاء حكم المرشد، وكأنه لم يرَ
كيف ضاق المصريون ذرعا بالرئيس المخلوع محمد مرسي عندما وجدوه يأخذ تعليماته من
مرشد عام الإخوان محمد بديع فعلها هي ولاية فقيه يتبعونها لكنها بالنهج الإخواني!
فالمصريون
بالانتخابات السابقة صوتوا بالأغلبية الخجولة بل الخجولة جدا لصالح محمد مرسي
ليكون هو الحاكم الفعلي لمصر وليس ليكون الحاكم بأمر المرشد وحري بنا أن نتذكر
حديث الإخوان عندما قالوا سنشعل البلاد إن لم نفز بالانتخابات.. فلو رشح المرشد
نفسه لرئاسة مصر لكان الوقع أقل سوءا على المصريين من رئيس منتخب تابع لمرشد
الإخوان، هنا انقلبت الغالبية بل الغالبية العظمى من المصريين ضد حكم الرئيس
المخلوع محمد مرسي، فلم يكن للجيش والقوات المسلحة المصرية إلا الوقوف إلى جانب
إرادة الشعب المصري والإطاحة بحكم المرشد.. كل هذه التطورات لم يستطع العراف طارق
السويدان أن يراها في الكرة الزجاجية للمشعوذين أو لم يخبره بها الجان أو حتى
مفسرو الأحلام الذين كانوا ينطقون بالخرافات خلال اعتصامات رابعة العدوية.
والمؤسف أيضا أنه أضاف إلى صورته بتويتر شعار الأربع أصابع، لا نعلم
عله غدا يضيف شعار حماس ويمكن صورة مرسي فلن يتبقى من صورته إلا شاربه وعيناه, حقا
إن المرء يشعر باشمئزاز من شطحاته وخاصة بعد تقديمه طقوس الخضوع والطاعة لقناة
الجزيرة الإخوانية ومدحه لها، بل وزاد بشطحاته أن المصريين لا يتابعون إلا قناة
الجزيرة وباقي القنوات يتابعها 1% من المصريين فقط، فتحول في هذه اللحظة من عراف
إلى محلل تعدادي للسكان, هذا هو النهج الإخواني البحت وهو التكذيب والرؤى الخارقة
الأقرب إلى الفكر الصوفي، وأن من هو ضده أو في الضفة الأخرى من النهر فهو ضد
المسلمين، وهذا هو نهج الإخوان العفن الذي يحول الصراع السياسي إلى صراع ديني إسلامي..
كلمة صدق لا تأمنوا الإخوان ومن يدعمونهم فمنذ ظهورهم لم ترَ الأمة الإسلامية منهم
خيرا إلا القتل والتخوين والتلاعب، هذا هو نهجهم وهذا هو فكرهم، فهم قالبون
متقلبون يظهرون الخير ويضمرون الشر، وفي لحظة الغفوة يلسعون بذيلهم لسعة العقرب
المسمومة.. وهذا طارق السويدان قد لوح بذيله لكنه كشف وتعرى أمره وظهر مدى الحقد
والكره والمكر، قد تسابقوا في رسم ملامحهم على وجهه.. فشاحت وجوه تتلاعب بالدين..
شاحت وجوه الإخوان.. شاح وجهك يا طارق السويدان.
فادي
إبراهيم الذهبي
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..