في خضم هذه النقاشات الدائرة عن المرأة السعودية و دخولها للملاعب وحضورها للمباريات و تشجيعها لهذا الفريق أو ذاك ، لفت نظري حديث الدكتور مدني رحيمي في برنامج (حراك ) على قناة( 4 شباب) يوم الجمعة الماضية عن دخول المرأة للملاعب .
ملاحظاتي عديدة، غير أن أكثر جملة علقت
في ذهني في ذلك الحوار قالها، هي: ( مو شغلك ) في إجابته على سؤال مع من ستحضر المرأة
للملعب !!!
وللأسف، هذه هي البداية لطريق النهاية
إن كان لا يهم د. رحيمي، و لا يشغل ذهنه مع من ستحضر المرأة ، فهذا هو و الله البلاء
المبين، و هذا ما نريد منعه.
و الحجة الضعيفة التي استند لها د. رحيمي،
بأنهن يحضرن في المطاعم و الأسواق مع غير محارمهن حجة ضعيفة، و كأنه يقول إستسلموا
لذلك و هو أمر طبيعي . أليس من الأولى أن يحارب ذلك و هو من درس علم الإجتماع و عرف
كيف هي بداية تحلل و ضياع هوية الشعوب ؟
و يتحجج د. رحيمي، ويضرب على وتر
اجتماعي حساس، ويقول بأنه بدخول المرأة للملاعب سيوفر وظائف للنساء العاطلات عن العمل،
ولا يدري أنه بفكرته هذه نكون أخرجنا من تريد
الخروج من المنزل و من لا تريد ,, مالذي بقي من كرامتنا و من كبريائنا بعدها يا دكتور
مدني؟
من أكثر الأمور إيلاما للنفس، هو الاستغلال
البشع لحاجة بعض النساء، كي يمهدن ويسهلن الحياة للمترفات، ولمن تعيش حالة الفراغ ،
كي يحضرن مباراة كرة تتقاذفها الأقدام !!
سأكرر ما قاله الأستاذ فهد الروقي: أي
سخف هذا ؟؟ وأقول: لماذا هذا الإصرار على أن تزاحم المرأة الرجل في كل مكان ؟!
و اكثر ما أخشاه هو أن تنقلب الموازين
و تصبح الملاعب للعائلات فقط و ليس أمام شبابنا حينها إلا أن يخرجوا للصحاري و البراري
علهم يجدون متنفسا لهم !!!
د. مدني رحيمي الأكاديمي وأستاذ علم
الاجتماع، والمفترض أنه يتحدث بلغة أكاديمية رصينة، لا بأوهام، يقول بأنه يطرح فكرة
لن تنفذ اليوم أو غدا ، بل لن تنفذ إلا بعد أن تتهيأ الملاعب و تصبح جاهزة لإستقبال
العائلات، وهو ما يقودني إلى أمر لآخر، و هو انه لم يذكر إلا ملعبين و هما إستاد الملك
فهد و إستاد الملك عبد الله الذي لم يكتمل بعد .
و كأن فتيات المناطق الشرقية و الجنوبية
و الشمالية لن يطالبن بملاعب عالية المستوى أسوة بنظيراتهن في جدة و الرياض
!!!
إلى أين تريد أن تقودنا يا دكتور مدني،
وأنت تفتخر جدا بمشاركة سعوديات في أولمبياد لندن، ويقينا بأن لا مانع لديك –قياسا
على حفاوتك تلك- في فرق نسائية في كرة
القدم والطائرة والسلة ووو
أليس من الأولى أن تطالب بدخول الرياضة
حياة المرأة السعودية بحيث تمارسها في مدرستها و جامعتها و في مجتمعها في محيطها و
بين بنات جنسها بدلا من تزاحم الرجال في الملاعب ؟!!!
و كما تحدثت عن الدكتور مدني رحيمي فإنه
لا يمكن ان أتجاهل أو أتناسى الدكتورة حياة بأخضر و مداخلتها الرائعة القيمة و توضيحها
للأمر بالتفصيل و بقليل من الكلمات لله درها
و قد صدقت حينما سألت و نحن نتساءل معها كم ستصمد الضوابط الشرعية ؟؟؟
و أنا أسأل ما الذي سيبقى لنا من ديننا
و قيمنا و مبادئنا إن نفذنا كل ما تريده هذه المنظمات و الهيئات الدولية سواء كانت
حقوق إنسان أو لجان أولمبية أو أيا كانت ؟
أصبحنا تابعين للغرب خاضعين له و ننتظر
أن يصدر أي قرار أو أمر لننفذ طائعين ضاربين بديننا و عاداتنا و تقاليدنا عرض الحائط
.
أين قوتهم هذه التي يستخدمونها في فرض أمور لن تنفعنا بل تضرنا عن المطالبة بالحقوق
المسلوبة أو عن محاربة عادات ذميمة ؟!!
أختم بهمسة للدكتور مدني رحيمي ولغيره
ممن يريدون للمرأة السعودية أن تخرج من بيتها:حتى وإن فرض الغرب علينا الخروج،
ستظل غالب النساء في وطن التوحيد محافظات، ولن نرضى بما تخططون لنا، إن من الخارج
أو من الداخل..
بقلم: وسمية
القحطاني
كاتبة سعودية
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..