|
|
|
|
|
أحد الضباط يرفع لافتة ترفض الضربة
|
الرياض : متابعة عناوين
ذكرت
صحيفة "دويتشه فيرتشافت ناخرشتن"
الألمانية، أن الرئيس "أوباما" اضطر إلى
إلغاء الضربة العسكرية الموجهة ضد سوريا بسب تمرد كبير في القيادة
العسكرية الأمريكية.
العسكريون لم يروا في خطة الرئيس "أوباما" معنى إستراتيجياً وعبروا عن
شكوكهم العميقة ضد الضربة، ويسجل هنا أنه لم يحدث يوماً أن امتنع العسكريون
في أمريكا عن اتباع تعليمات رئيسهم بهذا الشكل.
ونقلت صحيفة "دنيا الوطن" الفلسطينية عن الصحيفة الألمانية أن العسكريين
الأمريكيين امتنعوا عن تنفيذ أوامر رئيس الولايات المتحدة ويقولون إنه
بأوامره قد تجاوز المدى الخاص بمكافحة الإرهاب وجنوده يرفضون الذهاب إلى
حرب لا يفهمون مغزاها. وعليه، فإن التراجع المفاجئ للرئيس "أوباما" عن خططه
العسكرية ضد سوريا سببه الواضح هو تمرد قوي في الجيش الأمريكي.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن مستويات الضباط من (أربع
نجوم) وحتى المجندين العاديين لا يرون منفعة من العملية العسكرية التي يرغب
في شنها الرئيس "أوباما".
وواصلت الصحيفة القول: إن الجنود يفتقدون الإستراتيجية الواضحة لما قد
يحصل بعد القيام بالضربة العسكرية، ولا سيما أن للكثيرين من الجنود ذكريات
أليمة في حروب العراق وأفغانستان. كان في البداية يتم الحديث عن أهداف
بطولية سرعان ما تراجع تأثيرها وتم الزج بهم مجدداً في مغامرات غير محسوبة.
وفي الحالتين لم يكن هناك إستراتيجيات للخروج والتراجع. كانت الإعلانات عن
الانسحاب من مناطق المعارك متناقضة وطال أمد تنفيذها والوفاء بها. في
الحالة السورية لم يتمكن "أوباما" من إقناع العسكرية الأمريكية بالعملية.
حتى هذه اللحظة صمت العسكريون الأمريكيون وأطاعوا الأوامر الصادرة عن
القيادة العسكرية- السياسية.
الأساس الذي كانت تقوم عليه العمليات هو نجاح الرئيس في إقناع الجنود
أن العملية "تخدم الأمن القومي"، في الحالة السورية حاول "أوباما" إقناعهم
بذلك، ولكن جنوده لم يصدقوه، ويعتبر الأمر الأكثر إحراجاً لـ "أوباما" هو
أن غالبية الضباط لديهم رؤيا واقعية للأمور أكثر من قائدهم الأعلى الرئيس
"أوباما".
أدلى الفريق المتقاعد "غريغوري س. نيوبولد" لصحيفة واشنطن بوست، ما
مفاده أن الساسة سخفاء فيما يتعلق بالالتزامات المتعلقة بالسياسة الخارجية،
والكثير منهم لا فكرة لديهم وغير ملمين بشكل يثير الخوف عن الأهداف التي
على العملية العسكرية تحقيقها، وأردف قائلاً: إن كثيراً من رفاقه في الخدمة
يشاركونه الرأي. ضابط آخر لا يود الكشف عن هويته قال للصحيفة: لا أستوعب
إطلاقاً أن الرئيس يفكر بالإقدام على هذه الخطوة، وأضاف: في السنوات العشرة
الأخير قاتلنا ضد متمردين، ولكن سوريا تملك أنظمة أسلحة حديثة وهذا يعني
أننا سنُجبر على الدخول في حرب تقليدية. فقط في الأسبوع الفائت أشار
الجنرال "مارتن ديمبسي" القائد العام للجيش إلى غباء إدارة "أوباما" حين
صرّح لمحطة (ABC) قائلاً: الاستخدام البسيط للسلاح بدون إستراتيجية واضحة
المعالم حول النهايات المرجوة لها، يحتمل أن يقود إلى نتيجة لا يمكننا
تصورها.
من جهته صرح الجنرال "جيمس ماتيس" قائلاً: إذا قام الأمريكيون بتنفيذ
عملية من هذا النوع، فإن الأمر سوف يتحول إلى حرب جدية شديدة الوحشية. فيما
قال زميل له: ما هي الحالة السياسية النهائية التي نود الوصول إليها في
النهاية؟ أنا لا أعرف ماهيتها، ونحن نقول لا ينبغي أن تقود إلى قلب النظام.
إذا كان لا بد من العقاب فهناك طرق أخرى لعقاب الجاني. ضباط آخرون ينتقدون
التردد في القيام بالعملية. فكما هو مخطط من "أوباما"، فإن ضربة عسكرية
سوف تترك انطباعاً لدى حلفاء أمريكيا في الشرق الأوسط أن الأمريكيين ليسوا
جديين في الدفاع عن مصالحهم في المنطقة. ويمكن أن تترك الضربة انطباعاً
بأنه سيتم إطلاق صواريخ فقط للقول إنه تم فعل شيء، وتشاركهم الرأي الغالبية
العظمى من العسكريين العاملين في الجيش. والحقيقة الجديرة بالملاحظة أن
هؤلاء العسكريين جميعاً يعبرون عما يجول في خواطرهم ولا تخدعهم الدواعي
الوطنية الساذجة كما كان الحال عليه دائماً منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
يبدو أن دعوات الحرب على الإرهاب لم تعد دافعاً يملك عليهم مشاعرهم
ودوافعهم الوطنية للخروج للحرب. معظم العسكريين الأمريكيين لم يعودوا
مقتنعين بالتبريرات الجيوسياسية لقيادتهم لتبرير إرسالهم للحرب، وهم لا
رغبة لهم للعب دور الشرطي العالمي في مناطق في العالم اصبحت تزداد بُعداً
عن وطنهم يوماً بعد يوم. هؤلاء المعارضون للحرب يتفقون مع التقيمات الخاصة
بالمواطنيين الأمريكيين العاديين، التي تشير إلى أن هناك قلة قليلة ترغب
بتوجيه ضربة عسكرية.
بالنسبة للرئيس "أوباما" أصبح الوضع الآن في غاية الصعوبة لاقناع
الكونغرس بالضربة، لأن النواب يتشككون أيضاً في العملية وغير مطمأنين لها،
حيث إن هناك 200 عضو قدموا عريضة موقعة من قبلهم ضد العملية العسكرية. كما
أن هناك مشكلة إضافية أخرى للكونغرس إضافة إلى رفض العسكريين الأمر الذي
أورد في العريضة، وهي أن الميزانية العسكرية تم تخفيضها، لأن الميزانية
الأمريكية العامة ومن خلال سياسة الاستدانة لسنوات طويلة خرجت عن السيطرة.
تمرد الجيش الأمريكي يعتبر سابقة لم تحدث في التاريخ الأمريكي، ويبدو
أن الضغط الذي مورس على "أوباما" في الأيام الماضية كان كبيراً جداً، مما
دفعه للتراجع عن العملية العسكرية التي كانت وشيكة،
وبهذا فإننا أمام ظاهرة لم يكن أحد يتصورها حتى وقت قصير: الرئيس
الأمريكي القوي والقائد الأعلى للقوات المسلحة يعلن الحرب على دولة وجنوده
يرفضون التوجه إلى ساحة المعركة.
|
|
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..