الأحد، 22 سبتمبر 2013

في بلاد الحرمين..الأخلاق في خطر ..!!


في الوقت الذي تشهد فيه الكثير من البلدان الإسلامية حملات ومؤامرات تتكالب فيها كل قوى الشر ضد الإسلام بل وحروب تطير فيها الرؤوس والأشلاء وتسيل فيها دماء المسلمين لا لشيء سوى أنهم يريدون أن يكون الإسلام هو دينهم وشريعتهم ومنهج حياتهم، تشهد بلاد الحرمين الشريفين حرباً من نوع آخر، إنها حرب صامتة لا ضجيج لها ولكنها تسير على وتيرة متسارعة وأثرها خطير وشرها مستطير، إنها حرب ضد الأخلاق والقيم الاسلامية ، وبصفتي مقيم في المملكة منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن ألاحظ كما يلاحظ غيري الانحدار في هذا الجانب والضعف التدريجي في جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى لكأنما بقي دوره في التنبيه على إغلاق المحلات في أوقات الصلاة.
        ما دفعني إلى الكتابة في هذه المسألة رغم أنها ليست وليدة اللحظة هو ما شاهدته بأم عيني في هذه الليلة ..ليلة الجمعية في إحدى الحدائق العامة في مدينة الرياض من تحرش جنسي جماعي على مرأى ومسمع وفي منتهى الوقاحة والجرأة والعلانية، ومن عدة مجموعات من الشباب والفتيات ومن عدة جنسيات، وتدفق كبير من الشباب على هذه الحديقة بشكل لم يسبق أن رأيته في هذا البلد من قبل ، حاولت إنكار المنكر بلساني في بعض المواقف التي كانت أمام عيني فلم أجد أذنا صاغية من تلك الكلاب المسعورة ، ثم اتصلت على مكتب الهيئة في الحي فلم يرد أحد فاتصلت على مركز في الحي المجاور فقالوا  اتصل على المركز في الحي الذي أنت فيه، فقلت لا يردون فقال اتصل على الآمر في المركز الرئيسي فاتصلت على الآمر.. فرد ببرود متناهٍ في حين أنني كنت أكلمه بحرقة وبصوت مرتفع بل ربما أنه يسمع المشادة بيني وبين بعض أولئك الشباب ثم قال "سننظر إذا في أحد يطلع لك" فلما لحيت عليه قال "اتصل على الشرطة يمكن ما في أحد"وأنهى المكالمة.
        خرجت من المكان وهو يعج بالمنكرات وذهبت إلى مركز هيئة الحي فوجدته مغلقا والأنوار طافية وقرعت الباب أكثر من  مرة ولم أجد فيه أحد فيما يبدُ، ثم رجعت إلى منزلي وقلبي يعتصر ألماً أنني لم أجد من يقوم على إنكار هذا المنكر في حين أنه يتفاقم والله أعلم إلى أين وصل الحال.
        قبل ما يقرب من ثلاث سنوات حصل لي موقف قريب من هذا ولكنني حين اتصلت على الهيئة باشرت الموقف فورا وكان وضع رجال الهيئة ضعيف لم يقبضوا على شخص واحد وتم الاستهتار بهم ومخادعتهم من قبل الشباب ولكن في المجمل حصل الانكار اللحظي.
        لقد كان جهاز الحسبة يقوم بدور ملحوظ في محاربة المنكرات والتقليل من انتشارها بالتعاون مع غيره من أجهزة الدولة، ولكنه اليوم يتراجع ويتقلص، وبدورها المنكرات ستزيد وتنتشر مثل أعمال التنظيف في الشوارع إذا توقفت عنها الشركات المعنية بها يوماً واحداً امتلأت الشوارع والطرقات بالأوساخ والنفايات حتى تؤثر في حياة الناس ومعاشهم.
        اسجل في هذه المناسبة دعوة وتذكير لولاة الأمر في هذا البلد-حفظهم الله-وكذلك العلماء وكل الغيورين الذين يعرفون أن هذه النعمة التي تنعم بها هذه البلاد من الخير والأمن والاستقرار والسكينة العامة كلها إنما هي بسبب الإسلام الذي قامت عليه هذه الدولة وكان منهج حياتها بعقيدته الحنيفية وشريعته السمحة وأخلاقه العالية الطاهرة وأن الانحراف عن هذا المنهج سيكون سببا في زوال تلك النعم مهما توقع البعض أنها رحلت ولن ترحل، فالتاريخ والحاضر مليء بالشواهد التي لا تخطئها عين بصيرة أن انتشار المعاصي والمنكرات سبب لكل الفتن ولكل النقم وهي السبب المباشر لزوال النعم وهي السوس الذي ينخر المجتمع حتى ينهار من داخله، فليس بيننا وبين الله نسب ولا قرابة سوى هذا الحبل المتين الذي مده لنا وهو الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة، ومتى تهاونا بهذا المنهج فلننتظر العقوبة والتغيير من رب العالمين"إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفق ولاة الأمر للتنبه لمثل تلك الأخطار -وهم أهل لذلك- وأن يوفق الجميع حاكمين ومحكومين لما فيه مصلحة الدين والوطن.



 بقلم : ناصر الحميقاني

        _______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..