الجمعة، 13 سبتمبر 2013

جمهورية توفيق عكاشة !

قبل قرابة عام من الآن جاءت السيدة رضا الكرداوي المذيعة ومعدة البرامج في التليفزيون الرسمي
وقنوات خاصة أخرى ، إلى مقر صحيفة المصريون تطلب عرض قضيتها على الرأي العام بعد أن سدت في وجهها منافذ كثيرة ، كانت تشعر بالإحباط الشديد ، قالت أنها طليقة الإعلامي توفيق عكاشة ، وأنها حصلت على سبعة أحكام قضائية باتة بحبسه وإلزامه بالإنفاق على ابنه منذ 2011 وحتى الآن ، إلا أن أيا من تلك الأحكام لم ينفذ ، وأنه هددها بحرق الملفات الخاصة بابنه الذي ولد معاقا وهي تنفق على علاجه ورعايته دون أن يدفع هو له شيئا بل وتبرأ منه وشهر بها في الفضائيات ، وهدد بحرق ملف ابنه في مكتب الصحة بالشيخ زايد ،

الأمر الذي جعلها تلجأ للنائب العام رسميا ببلاغ تستغيث فيه لحفظ ملف ابنها من الحرق ، والغريب أنها بعد البلاغ تلقت استدعاء من مباحث أمن الدولة وطلبوا منها سحب البلاغ المقدم ضد عكاشة ، ولكنها لم تفعل ، وقامت ثورة يناير بعد ذلك ، وفي شهر سبتمبر من العام الماضي عندما "أخطأت" وحدة تنفيذ الأحكام في الداخلية وتحفظت عليه في قسم شرطة مدينة نصر أول لصدور خمسة أحكام قضائية بحبسه ، تم إخلاء سبيله في اليوم نفسه من مقر القسم ، بعد تدخل جهات مجهولة ـ مع تقديم الاعتذار الكامل له على هذا "اللبس" ، اضطررنا لتسجيل لقائها بالصوت والصورة لحساسية الأمر ، وبعد الاطلاع على ما قدمته من وثائق واضحة بالأحكام وأشياء أخرى ،

 وقد ذكرني بتلك الواقعة الحكم الذي أصدرته أول أمس محكمة جنح مستأنف الوايلي برفض استشكال عكاشة على حكم حبسه ستة أشهر لسبه وتشهيره بمطلقته ، وهو الحكم الذي أصبح هو الآخر باتا ونافذا ، ولكن يبدو أنه سيتحول مثل سابقيه إلى حبر على ورق ، وقد يكون الحكم الثامن لينضم إلى الأحكام التي سبقته والتي تتحول في مكتب عكاشة إلى شهادات معتمدة بأنه شخصية فوق القانون وفوق أعلى رأس في البلد كما كان يردد ، وأنه لا يستطيع أحد أن يقترب منه أو أن ينفذ عليه أي حكم قضائي ، ووصلت به الخفة إلى أن أخرج لسانه للجميع على الهواء مباشرة ، إمعانا في الاستهزاء بالدولة ومؤسساتها ، ورغم الاتهامات المباشرة والصريحة لوزارة الداخلية بتعمد إهدار أحكام القضاء الصادرة بحق توفيق عكاشة إلا أن مسؤولا واحدا لم يظهر على الرأي العام أبدا ليقول شيئا أو يفسر شيئا ،

وعندما صدر الحكم الأخير تحدث مسؤول أمني ، وطلب عدم نشر اسمه في الخبر ، بأنهم عندما يصلهم الحكم سينفذوه ، وأعتقد أن الحكم سيحتاج إلى إجراءات معقدة نسبيا حتى يصل لوزارة الداخلية وربما يصل بعد الفراغ من انتخابات رئاسة الجمهورية العام المقبل ، والمؤكد أن مشغوليات الوزارة الكثيرة لن تضطرها للاستعجال في موضوع بسيط كهذا !. عكاشة يقدم نفسه دائما بوصفه رجل الأجهزة السيادية ، وبالتالي لا يجرؤ أي جهاز أمني أو قضائي أو غير ذلك على المساس به أبدا أو الاقتراب منه ، وهو يضرب في الجميع بلا أي حذر أو قلق من أي عواقب ،

وأذكر أنه هاجم الفريق عبد الفتاح السيسي نفسه أيام المجلس العسكري ، مجلس طنطاوي ، وكان السيسي وقتها عضوا بالمجلس برتبة لواء ، ورئيسا للمخابرات الحربية ، واتهمه عكاشة وقتها بأنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين ، وكان يصفه دائما " برجل الإخوان في المخابرات الحربية" ، ولم يجرؤ أحد على أن يراجعه في ذلك أو يوقفه ، وقد لاحظت أنه بدأ في الفترة الأخيرة "يلسن" على السيسي من جديد ، لكن بشيء من الحذر هذه المرة ، والبعض يفسر مثل هذه التحولات بنظرية المرآة العاكسة ، ولكن أيا كان التفسير وأيا كانت الدوافع وأيا كانت الأجنحة التي تحمي عكاشة أو تلعب به أو توظفه ، فإن الرجل ـ وحده ـ أصبح علامة مسجلة على أن مصر تعيش عصر ما قبل الدولة
...........
المصريون

جمال سلطان

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..