لقد أصبح من المعترف به في مختلف الأوساط العلمية أن هناك العديد من الأمراض التي يُمكن استغلال النشاط الرياضي البدني كعلاج فعّال لها، ومن تلك الأمراض ما يندرج تحت فئة اضطرابات وظائف التمثيل الغذائي كما هو الحال في أمراض القلب والجهاز الدوري وأمراض السمنة، ومن المُلفت للنظر أيضًا أن معدّل الإصابة بهذه الأمراض قد ارتفع ارتفاعًا ملحوظًا في الغرب في العقود القليلة الماضية بخاصة مع ظهور آليات وتقنيات التشخيص الحديثة التي أدت إلى التوصل إلى ما يُعرف بمتلازمة التمثيل الغذائي.
ما هي المتلازمة التمثيل الغذائي؟
تتميز هذه الحالة المرضية بمجموعة من اضطرابات التمثيل الغذائي التي قد يُصاب بها المريض ليرتفع معها خطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز الدوري، وكتعريف علمي1 لهذه المتلازمة بناءً على المؤشرات السريرية والقياسات البدنية يجب أن يكون هناك تغيرات ملحوظة في ثلاثة على الأقل من العوامل التالية: محيط الخصر، مستوى السكر في الدم في أثناء ساعات الصيام، مستوى كولسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، مستوى الدهون الثلاثية بالدم، معدلات ضغط الدم (يُشير الجدول إلى المستويات المناسبة والمرضية لتلك العوامل)، ويساعد هذا التعريف على التوصل إلى نسب حدوث تلك التغيرات والإصابة بتلك المتلازمة بين مختلف شرائح السكان.
عامل الخطر | القيم |
---|---|
محيط الخصر الرجال النساء | > 120 سم (40 بوصة) > 88 سم (35 بوصة) |
مستوى الكولسترول عالي الكثافة الرجال النساء | < 40 مجم لكل ديسي لتر < 50 مجم لكل ديسي لتر |
3. الدهون الثلاثية | > 150 مجم لكل ديسي لتر |
4. مستوى السكر في الدم أثناء ساعات الصيام | > 110 مجم لكل ديسي لتر |
5. معدّلات ضغط الدم | > 130/85 |
يكمن التحدي الرئيسي في علاج متلازمة التمثيل الغذائي في الطريقة التي يتعامل بها الأطباء مع هذه المتلازمة؛ حيث يتعاملون مع كل من أعراضها كمشكلة مستقلة بذاتها رغم أن هذا النهج في علاج المتلازمة نهج غير صحيح بالمرة؛ فمتلازمة التمثيل الغذائي مشكلة واحدة رغم كونها معقّدةً وناتجة عن سمنة مركزية أو بطنية بما يؤدي إلى حدوث ظاهرة المقاومة لتأثير الأنسولين وما يليها من زيادة في مستويات الأنسولين في الدم كتعويض لتلك الظاهرة وهي ما ستكون بدورها المسئول عن نشوء تلك المشكلات الصحية (مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات مستويات الدهون في الدم). تزداد معدّلات الوفاة نتيجةً للإصابة بأمراض القلب والجهاز الدوري من ضعفين إلى ستة أضعاف عند حدوث تلك الأمراض في مرضى السكري (متلازمة التمثيل الغذائي)، لذا فإن الحرص على تناول غذاء صحي وممارسة تمارين الرياضة البدنية بصورة منتظمة سيكون لهما الفضل الكبير في الوقوف دون الإصابة بالآثار الخطيرة المترتبة على تلك المتلازمة مثل السمنة، مرض السكري، ارتفاع مستويات الكولسترول منخفض الكثافة، وانخفاض تلك الخاصة بالبروتين الدهني مرتفع الكثافة فضلًا عن الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وترتبط الفوائد الصحية المترتبة على ممارسة النشاط الرياضي ارتباطًا وثيقًا بنوع وكثافة هذا النشاط؛ فقد أثبت العديد من الأبحاث العلمية أن الممارسة المنتظمة للنشاط الرياضي تساعد على الاستمتاع بحياة أفضل كما تقلّل من مخاطر الوفاة جرّاء الإصابة بتلك المشكلات الصحية بالإضافة إلى الحد كثيرًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز الدوري في مرضى النوع الثاني من مرض السكري.
ولكن...أي أنواع النشاط البدني تلائم المرضى الذين يعانون من الإصابة بتلك المتلازمة الغذائية؟
تُشير العديد من الدراسات التي تم إجراؤها على الكفاءة التي يُمثّلها النشاط الرياضي كجزء رئيسي من البرنامج العلاجي لمرضى السكري من النوع الثاني إلى أهمية ممارسة النشاط الهوائي متوسط الشدة مثل المشي، ولكن جاء الإعلان الرسمي لرابطة السكري الأمريكية لينصح بممارسة تمارين القوة التي أثبتت بعض الأبحاث العلمية جدوى ممارستها كوسيلة للرفع من كفاءة عمليات حرق السعرات الحرارية والأداء الجسدي لمرضى النوع الثاني من السكري، ومع ذلك فمازال أمام العلماء تحديات عدة في هذا المجال؛ فقد جاء في دراسة أُجريت مؤخرًا تحت عنوان (الدراسة الإيطالية لبحث العلاقة بين مرض السكري وممارسة التمارين الرياضية) بهدف التعرّف على عوامل الإصابة بأمراض القلب والجهاز الدوري القابلة للتحكم (مثل ارتفاع مستويات السكر في الدم، ارتفاع ضغط الدم، الاضطرابات في مستوى الدهون بالدم، السمنة، ونمط الحياة المرفّهة) في مرضى السكري من النوع الثاني كجزء من متلازمة التمثيل الغذائي ومقارنتها بممارسة الرياضة كجزء من الحياة اليومية.
1 ارجع إلى التقرير الثالث الصادر عن الهيئة القومية للخبراء المختصين بالكشف عن الكولسترول، تقييم وعلاج ارتفاع مستويات الكولسترول في البالغين (لائحة علاج البالغين الثالثة).
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..