السبت، 19 أكتوبر 2013

كذبة «خدمة ما بعد البيع» يا وزير التجارة

 مشكلتنا المستديمة كمستهلكين مع بعض أو أغلب وكلاء المنتجات التجارية تتمثل في الابتسامة الجميلة وعبارات (فنادق خمس نجوم) أثناء العرض والبيع، ومع (التكشيرة والعبارات ال….) أثناء طلب قطع الغيار أو الصيانة (طبقاً للضمان)
كثير منا مثلا لديه جهاز كمبيوتر (محمول) وميزة هذا الجهاز المحمول هو التنقل به من مكان إلى آخر، والميزة الأخرى أنه يعمل بالبطارية في حال تعذر الخدمة الكهربائية في مكان ما، ومثل هذه الأجهزة كل قطعة منها أخذ في الاعتبار أهميتها واستخداماتها، ومثل هذا الجهاز إذا كان دون بطارية شحن لا لزوم لحمله وليبق في المنزل أو المكتب شأنه شأن جهاز الحاسوب العادي.
كنت قد اقتنيت جهازاً كمبيوترياً (محمولاً) جديداً بتكلفة تعتبر عالية نوعاً ما، بكل ضماناته الكتابية (وليس الفعلية) وبعدها بأسابيع تعطلت توصيلاته الكهربائية (A.C. adaptor) الذي لا يمكن للجهاز العمل دونه، حيث إنه الموصل للكهرباء وكذلك الموصل الوحيد لشحن بطارية الجهاز، باختصار لا يمكن الاستفادة من الجهاز دونه، وكذلك لايمكن إيجاد البديل إلا من نفس الصنف والموديل (هذا إذا كنت محظوظاً ووجدت نفس الجهاز لدى أحد أصدقائك بشرط أن يستغني هو الآخر عن هذا الموصل). ذهبت إلى سعادة وكيل شركة هذا الجهاز حاملاً معي أوراق الضمان والجهاز المحمول وتوصيلة الكهرباء المعطلة، وبعد أن عاين موظف الوكالة التوصيلة، طلب مني المراجعة بعد يومين لإجراء الاختبارات على التوصيلة ومعرفة إمكانية إصلاحها من عدمه، وبعد اليومين راجعت الوكيل الذي أفاد أن التوصيلة لا يمكن إصلاحها، ومن حقك كعميل أن نوفر لك توصيلة جديدة.
إلى هذه اللحظة والأمر لا بأس به، ولكن ما عكر المزاج هو قوله (إن القطعة سوف تحتاج من عشرة أيام إلى 15 يوماً لتوفيرها لك). سألته: لماذا كل هذه الفترة الطويلة لإحضار (سلك) كهربائي..؟؟، فأجاب: لأننا نحضرها من أوروبا، فتعجبت من هؤلاء الوكلاء..!!! كيف يكونون وكلاء لشركات عالمية ويعجزون عن توفير (مجموعة أسلاك) ويضطرون لقطع المحيطات لأوروبا من أجل إحضارها..!!! وهل العميل (المستهلك) الذي وثق بمنتجك ينتظر كل هذه الفترة دون استخدام جهازه من أجل (سلك)..!!، إذاً كم يحتاج الوقت لإحضار قطعة مهمة من هذا الجهاز في حال صيانته.؟؟
إن معاناة المستهلكين مع الوكلاء في خدمة ما بعد البيع (ضمان الصيانة وتوفير قطع الغيار) تعتبر من أهم قضايا المستهلك بعد الأسعار، ولو تركزت بلاغات المستهلكين لدى وزارة التجارة حول تلاعب الوكلاء لرأينا ما تشيب له الرؤوس.
أملي كبير جداً أن تلتفت وزارة التجارة إلى بعض الوكلاء، خاصة بعد نجاحهم الباهر مع بعض وكلاء السيارات.
عبدالعزيز الخضيري
 
عبدالعزيز الخضيري
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٦٨٥) صفحة (٤) بتاريخ (١٩-١٠-٢٠١٣)


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..