الأحد، 20 أكتوبر 2013

في رثاء الأمهات

دمعة سالت على خدي .. وأنا أتلقى وابل غيمتين هطلتا .. حبا .. وحنينا .. غيمتان نسج أولاهما قلم  عبد الله الغذامي .. وهو يكتب تحت عنوان (الجهنية يسمونها الجهنية،وأسميها أمي ..) ... وتهطل أدمع حمد القاضي وهو يرثي .. ويكتب تحت عنوان : (ورحلت أمي التي لم تلدني ) ,,,
خليلي ,,, بكيتما فأثرتما شجني ,,, كأن أعواما لم تمر على وفاة (فاطمتي) .. والغذامي يبكي فاطمة الجهنية .. والقاضي يبكي  مضاوي القاضي ... لم يكن الأمر متعلقا بداعي دعا إذ نحن بالخيف من منى بهيج إطراب الفؤاد وما يدري ... بل كان سيرة حفيدات خديجة بنت خويلد .. الكريمات .. اللائي أغدقن الحب على من حولهن ..

رحمهن الله ورحم الإمام الشافعي فقد ( روى القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني في "كتاب الواسطة" (ص : 430) قال : حدثني جماعة من أهل العلم،عن أبي طاهر الحازمي وغيره من شيوخ المصريين،عن يونس بن عبد الأعلى،قال : سألت الشافعي،رضي الله عنه،عن مسألة فقال : "إني لأجد بيانها في قلبي،ولكن ليس ينطلق به لساني"){ص 116 (نمط صعب،ونمط مختلف) / محمود محمد شاكر "أبو فهر" }.

نعم إنها المعاني التي تتزاحم في قلبي ,, ولكن ليس ينطلق بها قلمي ...
إن أنس لا أنس .. وقد عدت من عملي حاملا أوراقي لأذهب في مهمة للعمل .. فوجدتها قبلت - بعد طول رفض - أن تذهب إلى المستشفى ... كانت موقنة أنها سوف تموت .. وكانت توصيني بزوجتي .. ومع ذلك لم تنس أن تسأل إن كانت (المقاضي) قد أرسلت إلى (فلانة) ..... ذهبت إلى مهمتي .. بعد أن أدخلتها المستشفى .. وعدت في نفس اليوم ... أكثر من ثمانية أعوام من يومها .. لم أخرج من المدينة .. وسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يتقبل ذلك ...

إن أنس لا أنس ... أن فاطمتي لم تبت ليلة - حسب علمي - وهي تحتفظ بقطعة واحدة من الذهب .. وعندما حاولت بعض أخواتها أن (يحتلن) على ذلك بتقديم بعض الأسوار - وما شاكلها - تحت المسمى المغاربي (الحبس) - أي الوقف - رفضت وقالت أن شيئا لا تستطيع أن تهبه ...  لا تريده ...
لم يذق الألم ... من لم يقض أكثر من ثمانية أعوام .. وهو (يحقن) أمه بحقنة (الإنسولين) .. مرتين في اليوم ... أكثر من ثماني سنوات .. مرتين كل يوم .. كل يوم .. يمسك بالحقنة ويدفع بها تحت الجلد الرقيق ..

قبل  ختام (نفثة المصدور) هذه .. تحضرني أبيات لعصام العطار .. قالها في رثاء أمه ..
                                                        وأدمـع الأم يا للأم هـل تـركـت                       لهـا دموعاً وأجفاناً عواديـنا
                                                   إن أسعد الدمعُ فاض الدمع منهـمراً                   أو غاض مدمعُـها فالقلْبُ يبكـينا
                                                     جرح من البعـد يا أمـاه  قـرَّحـه                       مرُّ السـنين ولم يلق المداويـنـا
                                                    جرحٌ حملنا كلانا في  جوانـحـنـا                      يكاد في عصفات الشوق يُرديـنا
                                                        لئنْ جزعنا فقـد أودى تصـبُّـرُنـا                      على الفراق وقد أعيا تسلـيـنـا
                                                       يا أمِّ سوف يعود الشـمل مجتمـعـاً                    لا خيَّبَ الله في اللقيا أمانـيـنـا
                                                          فإن قضـى الله ألا نلـتـقي فـغـداً                        في ظلّ رحمته يحلوا تلاقينا

ختاما .. رحم الله فاطمة بنت أحمد الطلبة .. ورحم الله فاطمة الصالح الجهني ... ورحم الله موضي العبد الله القاضي ... ورحم الله والدة عصام العطار .. وارفع اللهم درجاتهن في أعالي الجنان .. وجمعنا اللهم بهن في مستقر رحمتك ..
وعظم الله - سبحانه وتعالى - لنا وللكريمين -  عبد الله الغذامي .. وحمد القاضي -  الأجر...


أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي : المدينة المنورة
Mahmood-1380@hotmail.com


الجهنية يسمونها الجهنية، وأسميها أمي...عبدالله محمد الغذامي
ورحلت أمي التي لم تلدني...حمد القاضي

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..