مما
يلفت نظري دائما أحاديث التربويين عن نظريات التربية .. ثم يصفونها
بـ(الحديثة)،وعندما يتابع
الإنسان سيل أحاديثهم التربوية .. يدهش لليقين الذي يتحدث به ألائك الباحثون أو المختصون .. مع كامل الاحترام لهم شخصيا،ولوجهات نظرهم.
اليوم – الأربعاء 24/ محرم – استمعت صباحا إلى برنامج (اللهم بك أصبحنا) – عبر إذاعة القرآن الكريم – وقد فتحت المذياع وأحد الإخوان – يبدو أنه مراسل أو شيء من هذا القبيل – يقول أن أبا سعوديا حين كان في أمريكا لم يكن يستطيع (تعنيف) ولده،وأنه حين عاد في إجازة عنف ابنه .. وحين عادوا إلى أمريكا .. اشتكى الابن والده إلى المدرس .... فاستدعي الأب وبالكاد تخلص من القضية.
وهنا تدخل المذيع - والذي أجهل اسمه للأسف الشديد – مشكورا لينبه المتحدث بالحرص عند الحديث عن (التعنيف) وعن تلك المصطلحات التي تأتينا من الغرب .. وقال ما معناه .. أن لدينا إسلامنا ... وفيه التأديب بالضرب الخفيف .. واضربوهم عليها .. إلخ.
أعادني ذلك الحوار إلى مقالة نشرتها في جريدة المدينة المنورة سنة 1419هـ.
وكانت حول الإعجاب بالدكتور بن يامين سبوك ,, وقد قرأت – وقتها – نعيه عبر مقالتين واحدة للدكتور وليد فتيحي،والأخرى للأستاذ عبد الله أبو السمح.
هنا سأكتفي باقتطاف بعض ما جاء في تلك المقالة .. وعلى رأسه ما كتبه الأستاذ سمير عطا الله :
(عرفت الولايات المتحدة (ومعها العالم) في الستينيات "ثورة تربيوة"تزعمها الدكتور سبوك. فقد فعل سبوك في تربية الأطفال ما فعله فرويد في علم النفس. وقامت "ثورته"على أن جميع أساليب التربية المعروفة خاطئة وبائدة. فالتربية الصحيحة ليس فيها غضب ولا عقاب ولا ضر ب(..) إذا بكى الطفل أعطه حلوى وإذا رفض أن يدرس قبل يده وإذا ضرب شقيقه بكتاب قدم له حجرا ولكن لا عقاب. إياك والعقاب! إنه يخرب النفس وينشئ جيلا سيئا){ جريدة الشرق الأوسط العدد 6906 في 24/6/1418هـ}.
ثم كتب :
(قبل أن يتوفى الدكتور سبوك منذ أعوام قليلة سئل عن أمنيته الكبرى فقال :
"أن أحرق كل ما كتبت .. كان كل ما كتبت خطأ في خطأ ){جريدة الشرق الأوسط العدد 6906 في 24/6/1418هـ}.
إضافة إلى ذلك فقد ،كتب الدكتور سبوك في كتابه "سبوك يتحدث عن سبوك"،وهو بمثابة سيرة ذاتية لحياته ,, يقول بأنه انغمس في عمله إلى حد التقصير بواجباته الأبوية مما جعل منه أبا فاشلا،ومما جعله يفشل في حياته العائلية وصولا إلى الطلاق .
وإلى مجلة الثقافة النفسية حيث تلقي الضوء على الدكتور سبوك،حيث كتبت تحت عنوان :
("التربية الغربية : سبوك يتراجع لصالح بوولبي" :
(لعل أبز أساب النجاح الذي حققه سبوك أسباب سياسية إذ كانت نظريته انتصارا للفكر اللا أدري الأمريكي واستغلالا لصعود نجم هذا الفكر على الصعيد العالمي (..) في المقابل كان عالم النفس الإنجليزي جون بوولبي يدعو للتمسك بالنظرة الطبيعية للتربية فيدعو إلى تعزيز الاتصال العاطفي بين الأم وطفلها ويبحث أثر انفصال الأم عن ابنها ليصل إلى نتيجة مفادها أن رعاية الأطفال هو الدور الرئيسي للمرأة. مناقضا بذلك مبادئ سبوك الداعية إلى التساهل في التربية وإلى عتق الأم من ارتباطاتها"){ مجلة الثقافة النفسية العدد الحادي عشر / المجلد الثالث / تموز 1992}
ويتلقى بوولبي المسكين هجوما عنيفا ردا على وجهة نظره هذه .. ثم تواصل المجلة :
(في حينه كان الفكر الأمريكي مسيطرا سيطرة الموضة. ولكن هذه السيطرة تضاءلت بعد ذلك من خلال تجارب تحرير المرأة والهيبيين والأجيال المرباة على طريقة سبوك. ثم جاء الإيدز ليجبر الأمريكيين على محاولة النكوص إلى القيم "{ مجلة الثقافة النفسية العدد الحادي عشر / المجلد الثالث / تموز 1992}
و أخيرا تتساءل المجلة :
(كم سينتظر القارئ العربي (ومعه الأهل) حتى يتبينوا مساوئ هذه التربية؟
خاصة وأن الكتب النفسية تحديدا تترجم إلى العربية بعد أن تصبح بحكم المتخطاة بسبب مرور السنين عليها. وليس أدل على ذلك من ترجمة كتابي "ليس في جيناتنا" و "الفصامي" (..) بعد أن باتت بعض معلوماته تعتبر من ضمن الأخطاء النفسية والطبية) { مجلة الثقافة النفسية العدد الحادي عشر / المجلد الثالث / تموز 1992}.
ونحن نتساءل بدرنا .. كم سنظل نستورد أفكارا تخلى عنها أصحابها .. واكتشفوا خطأها؟
متى؟
تمنيت لو أنني أعرف اسم ذلك المذيع .. لأهديه هذه الأسطر .. جزاه الله خيرا.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني. ِ
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
الإنسان سيل أحاديثهم التربوية .. يدهش لليقين الذي يتحدث به ألائك الباحثون أو المختصون .. مع كامل الاحترام لهم شخصيا،ولوجهات نظرهم.
اليوم – الأربعاء 24/ محرم – استمعت صباحا إلى برنامج (اللهم بك أصبحنا) – عبر إذاعة القرآن الكريم – وقد فتحت المذياع وأحد الإخوان – يبدو أنه مراسل أو شيء من هذا القبيل – يقول أن أبا سعوديا حين كان في أمريكا لم يكن يستطيع (تعنيف) ولده،وأنه حين عاد في إجازة عنف ابنه .. وحين عادوا إلى أمريكا .. اشتكى الابن والده إلى المدرس .... فاستدعي الأب وبالكاد تخلص من القضية.
وهنا تدخل المذيع - والذي أجهل اسمه للأسف الشديد – مشكورا لينبه المتحدث بالحرص عند الحديث عن (التعنيف) وعن تلك المصطلحات التي تأتينا من الغرب .. وقال ما معناه .. أن لدينا إسلامنا ... وفيه التأديب بالضرب الخفيف .. واضربوهم عليها .. إلخ.
أعادني ذلك الحوار إلى مقالة نشرتها في جريدة المدينة المنورة سنة 1419هـ.
وكانت حول الإعجاب بالدكتور بن يامين سبوك ,, وقد قرأت – وقتها – نعيه عبر مقالتين واحدة للدكتور وليد فتيحي،والأخرى للأستاذ عبد الله أبو السمح.
هنا سأكتفي باقتطاف بعض ما جاء في تلك المقالة .. وعلى رأسه ما كتبه الأستاذ سمير عطا الله :
(عرفت الولايات المتحدة (ومعها العالم) في الستينيات "ثورة تربيوة"تزعمها الدكتور سبوك. فقد فعل سبوك في تربية الأطفال ما فعله فرويد في علم النفس. وقامت "ثورته"على أن جميع أساليب التربية المعروفة خاطئة وبائدة. فالتربية الصحيحة ليس فيها غضب ولا عقاب ولا ضر ب(..) إذا بكى الطفل أعطه حلوى وإذا رفض أن يدرس قبل يده وإذا ضرب شقيقه بكتاب قدم له حجرا ولكن لا عقاب. إياك والعقاب! إنه يخرب النفس وينشئ جيلا سيئا){ جريدة الشرق الأوسط العدد 6906 في 24/6/1418هـ}.
ثم كتب :
(قبل أن يتوفى الدكتور سبوك منذ أعوام قليلة سئل عن أمنيته الكبرى فقال :
"أن أحرق كل ما كتبت .. كان كل ما كتبت خطأ في خطأ ){جريدة الشرق الأوسط العدد 6906 في 24/6/1418هـ}.
إضافة إلى ذلك فقد ،كتب الدكتور سبوك في كتابه "سبوك يتحدث عن سبوك"،وهو بمثابة سيرة ذاتية لحياته ,, يقول بأنه انغمس في عمله إلى حد التقصير بواجباته الأبوية مما جعل منه أبا فاشلا،ومما جعله يفشل في حياته العائلية وصولا إلى الطلاق .
وإلى مجلة الثقافة النفسية حيث تلقي الضوء على الدكتور سبوك،حيث كتبت تحت عنوان :
("التربية الغربية : سبوك يتراجع لصالح بوولبي" :
(لعل أبز أساب النجاح الذي حققه سبوك أسباب سياسية إذ كانت نظريته انتصارا للفكر اللا أدري الأمريكي واستغلالا لصعود نجم هذا الفكر على الصعيد العالمي (..) في المقابل كان عالم النفس الإنجليزي جون بوولبي يدعو للتمسك بالنظرة الطبيعية للتربية فيدعو إلى تعزيز الاتصال العاطفي بين الأم وطفلها ويبحث أثر انفصال الأم عن ابنها ليصل إلى نتيجة مفادها أن رعاية الأطفال هو الدور الرئيسي للمرأة. مناقضا بذلك مبادئ سبوك الداعية إلى التساهل في التربية وإلى عتق الأم من ارتباطاتها"){ مجلة الثقافة النفسية العدد الحادي عشر / المجلد الثالث / تموز 1992}
ويتلقى بوولبي المسكين هجوما عنيفا ردا على وجهة نظره هذه .. ثم تواصل المجلة :
(في حينه كان الفكر الأمريكي مسيطرا سيطرة الموضة. ولكن هذه السيطرة تضاءلت بعد ذلك من خلال تجارب تحرير المرأة والهيبيين والأجيال المرباة على طريقة سبوك. ثم جاء الإيدز ليجبر الأمريكيين على محاولة النكوص إلى القيم "{ مجلة الثقافة النفسية العدد الحادي عشر / المجلد الثالث / تموز 1992}
و أخيرا تتساءل المجلة :
(كم سينتظر القارئ العربي (ومعه الأهل) حتى يتبينوا مساوئ هذه التربية؟
خاصة وأن الكتب النفسية تحديدا تترجم إلى العربية بعد أن تصبح بحكم المتخطاة بسبب مرور السنين عليها. وليس أدل على ذلك من ترجمة كتابي "ليس في جيناتنا" و "الفصامي" (..) بعد أن باتت بعض معلوماته تعتبر من ضمن الأخطاء النفسية والطبية) { مجلة الثقافة النفسية العدد الحادي عشر / المجلد الثالث / تموز 1992}.
ونحن نتساءل بدرنا .. كم سنظل نستورد أفكارا تخلى عنها أصحابها .. واكتشفوا خطأها؟
متى؟
تمنيت لو أنني أعرف اسم ذلك المذيع .. لأهديه هذه الأسطر .. جزاه الله خيرا.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني. ِ
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..