الاثنين، 30 ديسمبر 2013

تحذير أولي الألباب من أكاذيب الواتس آب

 وصلتني الأسبوع الفائت رسالة على برنامج الواتس آب، بقدر ما فاجأني مضمونها، إلا أنها أضحكت حتى (أزارير جوالي)، مع أني التمس لمرسلها العذر في إرسالها، فقد أرسلها من باب الاطمئنان، والتأكد من صدق ما وصله أيضًا عن طريق الواتس آب، أكدت لصاحبي أنها مجرد إشاعة، كغيرها من آلاف الإشاعات و(الخرابيط) التي تصل بصفة شبه يومية على برامج التواصل الاجتماعي، وخاصة على هذا البرنامج الذي انتشر بيد الصغير، والكبير، العاقل، والجاهل، جعلت منه برنامجًا لا يمكن الاستغناء عنه، ولا أدل على ذلك من أنه أصبح مقرًا لاجتماعات الموظفين، واستراحة شباب، و(جلسة شاي الضحى)، ومركز عمليات بين الأب وأبنائه، وجلسات سمر بين الإخوان، والأصحاب، ومحلات تجارية - الزبدة - إنه أصبح مجلساً فيه الجِد، والمزح، والغث، والسمين، والغيبة، والكذب، والبهتان، والطريف أنه أثناء كتابتي لهذا المقال وصلتني من عدة مضافين وقروبين إشاعتان ذيّلت إحداهما بـ (حسب ما وصلني).. والأُخرى بـ (منقول).
تكمن خطورة هذا البرنامج في انتشاره خلاف بقية البرامج الأخرى التي ربما لا يُجيد البعض استخدامها، مما جعله فنارًا للإشاعات، والأكاذيب، وقد يستغله البعض في نشر الرذيلة، وتمرير بعض الأفكار، والآراء الهدامة، والتي للأسف تجد أرضًا خصبةً في بعض العقول الفارغة، الجاهلة، التي تسارع بدورها إلى تمرير هذه الإشاعات، والأباطيل إلى جميع القروبات والمضافين في الواتس آب كما وصلته، وأنا شبه متأكد أنه لا يقل عدد القروبات في أي جهاز فيه الواتس آب عن ثلاثة قروبات، وبعضها ربما يُجهل حال كثير من أعضائها، مما يساهم في هذه الإشاعات والأكاذيب التي لم تسلم منها حتى الأحاديث النبوية.
لا شك أن برامج التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في سرعة انتشار الخبر، ونقل المعلومة، ووصولها إلى أكبر شريحة في دقائق معدودة، فلنحذر أيها القارئ الكريم من نشر، وتمرير ما يصلنا إلا بعد التأكد من صحتها، وسلامة مرادها، فبعضها وإن كانت صحيحةً إلا أنها قد تُخبئ خلفها نوايا سيئة، وأهدافًا خبيثة، أو في نشرها ضرر على الآخرين، أو إخلال بالمصلحة العامة، فاربأ بنفسك أن تكون مصدرًا لنشر الإشاعات والأكاذيب، واحذر من أن تكون ممن يساهم في توصيل الكذبة إلى الآفاق، ففي حديث سمرة بن جندب الطويل في صحيح البخاري بيان لعقوبة ذلك، جاء ذلك في الرؤيا التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم، ومما جاء في الحديث: (فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلقٍ لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحوّل إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب، حتى يصبح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى)، وفي نهاية الحديث بيان الذنب الذي ارتكبه ذلك الرجل وفيه: (فإن الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق)، وفي رواية (فيصنع به إلى يوم القيامة).

تحذير أولي الألباب 
من أكاذيب الواتس آب

خربشات فاضي

احمد بن جزاء العوفي
الأحد 29/12/2013

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..