ملحمة للسلفيين في اليمن .. اقرأوا التقرير بشكل دقيق ..عبدالعزيز قاسم
ويتوجّه المرحلون من منطقة دماج على دُفعات باتجاه صنعاء، بعد أن كان من المقرر أن يغادروا إلى منطقة الخشم بوادي مور بمديرية الزهرة في محافظة الحديدة، ولكن مشايخ المنطقة رفضوا استقرار السلفيين في منطقتهم، وهو الأمر الذي دفع السلفيين إلى تغيير مسارهم من دماج إلى صنعاء، حتى يتم البحث عن مكان يمكن لهم فيه أن يستقروا ويؤسسوا مركزا جديدا لدار الحديث.
وقالت مصادر محلية في محافظة الحديدة لـ"المصدر أونلاين" إن عدداً من
الخيام كان السلفيون القادمون من دماج بدأوا بنصبها في منطقة الخشم، غير أن
أبناء المنطقة قاموا بقلعها، وأكدوا رفض مشايخ المنطقة لاستقرار السلفيين
في منطقتهم.
وأضافت المصادر أن أكثر من 12 خيمة كانت قد نصبت في أرض تم شراؤها مؤخراً، وتبلغ مساحتها 25 معاداً، بهدف بناء مركز جديد لدار الحديث ومساكن لطلاب ومدرِّسي المركز عليها، غير أن السلفيين تفاجأوا بقلع خيامهم، ورفض أبناء المنطقة استقبالهم الأمر الذي دفع من كان قد وصل منهم إلى المغادرة إلى منطقة الحوام بمديرية بني قيس التابعة لمحافظة حجة، واستقر بعضهم هناك، فيما واصل معظمهم السير إلى صنعاء، بهدف الالتحاق بالشيخ يحيى الحجوري الذي نُقل مع 100 من مشايخ دار الحديث من دماج إلى صنعاء، عبر 4 مروحيات عسكرية، حيث يقيم حالياً في المدينة السياحية بمنطقة سعوان، ريثما يتم الاتفاق على موقع جديد يمكن له ولطلابه ولأهالي منطقة دماج المهجرين أن يستقروا فيه.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء، يبلغ عدد سكان منطقة دماج وفقاً لتعداد 2004، 15 ألفاً، و626 نسمة، وعدد المساكن 2419 مسكناً، فيما يبلغ عدد الطلاب الوافدين 4027 نسمة، أي ما يعادل 25 بالمائة من إجمالي السكان، وعدد مساكن الطلبة 1058 مسكناً، أي ما يعادل 43 بالمائة من إجمالي عدد المسكان.
وأكد رئيس مستشفى دماج الريفي، الدكتور أحمد صالح شبان، أن المنطقة التي حوصرت من قبل الحوثيين هي جُزء من منطقة دماج، وكانت تضم أكثر من 16 ألف نسمة، معظمهم من النساء والأطفال وعائلات طلاب دار الحديث، فيما لا يتجاوز عدد الأصليين من أبناء دماج في المنطقة المحاصرة 800 نسمة، مشيراً إلى أن جميع من كانوا في المنطقة والذين يتجاوزون 16 ألف نسمة غادروا ومعهم أكثر من 500 نسمة من السكان الأصليين لدماج، ولم يتبق في دماج سوى 300 نسمة تقريبا، من سكان المنطقة الأصليين.
ومع وصول السلفيين المهجرين من دماج إلى صنعاء، بدأ يتكشف حجم المأساة التي تعرّض لها المهجرون من دماج، حيث غادرت مئات الأسر على متن أكثر من 500 سيارة، أمس، وتعرض المهجرون خلال رحلتهم إلى صنعاء لعدد من المضايقات من قبل النقاط التابعة لمسلّحي جماعة الحوثي في طريق صعدة صنعاء.
وقال القيادي السلفي في دماج، أبو إسماعيل الوادعي، إن قافلة المهجّرين من دماج تعرّضت، أمس، للاحتجاز من قبل نقطة حوثية في منطقة رحبان، وظلت عالقة هناك لمدة ساعتين قبل أن يسمح الحوثيون لها بمواصلة سيرها.
وأضاف أن المهجرين الذين يصل عددهم إلى الآلاف، ومعظمهم من النساء والأطفال لم يتناولوا خلال رحلتهم وجبتي الإفطار والغداء، ولم يتمكّنوا من الوصول إلى أي دورات للمياه طوال رحلتهم.
وأكد الوادعي وصول الدّفعة الأولى من المرحّلين إلى صنعاء، مساء الأربعاء، مشيراً إلى أن الواصلين في الدفعة الأولى يقدر عددهم بنحو 1500 أسرة، فيما لا زالت هناك قافلة أخرى انطلقت مساء الأربعاء من دماج، حيث غادرت آخر سيارة من دماج الساعة الثامنة من مساء أمس الأربعاء.
واتهم الوادعي لجنة الوساطة بعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع السلفيين، بشأن تأمين خروجهم من دماج، وقال إن هناك تلاعباً من قبل اللجنة في المماطلة بدفع مستحقات سائقي الشاحنات والسيارات المستأجرة لنقل المهجرين من دماج، ما أدى إلى امتناع عدد من السائقين عن مواصلة السير خلال الرحلة.
وذكر مصدر محلي لـ"المصدر أونلاين" أن أكثر من شاحنة رفضت صباح الأربعاء مغادرة دماج بحُجة عدم تسلم سائقيها أجور النقل، رغم تعهد الحكومة بدفعها.
وأضاف الوادعي أن لجنة الوساطة لم توفّر حماية للمهجرين، وأن الحوثيين قاموا بتفتيش قوافل المهجرين، ومارسوا تصرّفات استفزازية بحقهم، من خلال احتجازهم في النقاط، وتصويرهم.
واتهم سلفيون يرافقون القوافل المرحلة من دماج مسلحين من جماعة الحوثيين باستحداث نقطة في منطقة "سنارة" في الأطراف الشرقية من محافظة صعدة وعرقلة مرورهم، بحُجة تفتيشهم الناقلات التي تحمل أثاث المغادرين.
كما اتهم الوادعي اللجنة الرئاسية ومحافظ محافظة صعدة، فارس مناع، باستلام 30 مليون ريال لتغطية جزء من تكاليف نقل المهجرين من دماج، والتي تبلغ نحو 100 مليون ريال، مشيراً إلى أنه لم يصرف لسائقي الشاحنات والسيارات المستأجرة من قبل اللجنة سوى 15 مليون ريال حتى مساء الأربعاء، ما أدى إلى امتناع عدد منهم من مواصلة السير.
وأوضح أن هذا التلاعب تسبب في معاناة المرحلين الذين ظلوا طوال النهار دون أي طعام أو ماء، خصوصاً وأن معظمهم نساء وأطفال وكبار في السن، وبعضهم من المصابين والمرضى.
وقامت عشرات الناقلات والحافلات بنقل السلفيين مع أثاثهم من دماج، عبر دُفعات متتالية، حيث كانت الدّفعة الأولى من المهجرين وصلت إلى محافظة الحديدة، وتم منعهم من قبل أهالي المنطقة، فيما وصلت الدّفعة الثانية إلى صنعاء الأربعاء، ومن المقرر أن تصل بقية الدّفاعات إلى صنعاء خلال اليوم الخميس.
واندلعت معارك طاحنة في منطقة دماج ذات الأغلبية السلفية، وحاولت جماعة الحوثيين المسلّحة على مدى نحو ثلاثة أشهر اقتحامها بعد أن فرضت حصاراً مطبقاً عليها، وشنت قصفاً بالأسلحة الثقيلة ما أدى إلى مقتل أكثر من مائتين وإصابة نحو 700 شخص.
وغادر السلفيون دماج بناءً على اتفاق وقف إطلاق النار الذي قضى بمغادرتهم المنطقة، التي كانت خلال العقود الأربعة الماضية معقلاً دينياً للسلفيين.
وردا على مصدر في اللجنة الرئاسية، كان أكد أن مغادرة السلفيين دماج تمت بناءً على طلبهم، نفى المتحدث الرسمي باسم السلفيين في دماج سرور الوادعي ما ورد في تلك التصريحات، وأكد أنهم أُرغِموا على مغادرة المنطقة.
وقال سرور الوادعي في بيان له يوم الأربعاء إن ما نشرته وسائل الإعلام الرسمية من أن خروج السلفيين من دماج تم بموافقتهم "كلام غير صحيح وعارٍ عن الصحة".
وأضاف: "ليعلم جميع أفراد الشعب اليمني وسائر المسلمين في جميع أنحاء العالم أن أهالي منطقة دماج وطلاب دار الحديث بدماج أُرغِموا وأُكرِهوا على مغادرة منازلهم ومزارعهم ومعهدهم ومنطقتهم بالكامل أو المكوث تحت ضرب المدافع والدبابات والهاونات وانتظار الموت في أي لحظة".
وتابع: "إذا كانت الدولة جادة ومستعدة لبسط نفوذها على منطقة دماج وحماية سكان المنطقة فلتعلن هذا صراحة في وسائل الإعلام الرسمية وتأتي بالضمانات اللازمة وتطبيقه على أرض الواقع، ونحن مستعدون للعودة إلى منطقتنا في حال تحقق ذلك".
واتهم سرور الوادعي وسائل الإعلام الرسمية بـ"تجاهل محنة ومصيبة أهل دماج طيلة مئة يوم، وهم يقصفون بجميع أنواع الأسلحة من صواريخ وكاتيوشا ودبابات ومدافع وغيرها من الأسلحة الفتاكة، هذا بالإضافة إلى الحصار القاتل المطبق المفروض على دماج والذي لا يزال مفروضاً ومستمراً إلى يومنا".
من جانب آخر، نفت وزارة الدّفاع تصريحات كانت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسبتها إلى مصدر عسكري بشأن سيطرة الجيش على كافة المواقع في منطقة دماج.
وأكدت وزارة الدفاع اليمنية أن قوات الجيش لم تتسلم بعد مواقع جماعة الحوثيين المسلّحة في دماج، وذلك بعد يوم من تصريح رئيس اللجنة الرئاسية لحل النزاع في البلدة والذي اتهم فيه الحوثيين بعرقلة نشر الجيش.
وكان رئيس لجنة الوساطة يحيى منصور أبو أصبع قال إنه تم إحباط خطة الجيش للانتشار في منطقة دماج، ومحافظة صعدة، ولم يسمح لقوات الجيش من قبل الحوثيين بالانتشار سوى في أماكن محدودة، وبأسلحة محدودة.
إلى ذلك، قالت وزارة الدّفاع في بيان نشرته على لسان مسؤول عسكري نفيه أن يكون الجيش تسلّم المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون في بلدة دماج.
وأضاف أن قوة الفصل بين السلفيين والحوثيين دخلت وادي دماج، وأن الجيش تسلّم موقع البراقة والمشرحة من أهالي دماج فقط.
ووفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين السلفيين والحوثيين في دماج، فإنه يجب أن يتسلم الجيش جميع المواقع التي كان يتمركز فيها السلفيون في دماج، وجميع المواقع التي كانت يتمركز فيها الحوثيون في محيط دماج، وفي مداخل دماج، وجميع النقاط التابعة للحوثيين على طول الطريق الرئيسية المؤدية من دماج إلى مدينة صعدة.
يأتي هذا في وقت ينص فيه اتفاق وقف إطلاق النار على مغادرة السلفيين من دماج وهو ما أغضب مدافعين عن حقوق الإنسان، اعتبروا التجهير القسري لأهالي دماج ضربة في جهود المصالحة.
وكان رئيس معهد دار الحديث السلفي، الشيخ يحيى الحجوري، غادر أمس الأول منطقة دماج ومعه مئات من طلاب المعهد مع عائلاتهم وعدد من أهالي منطقة دماج، التي دخلت إليها شعارات جماعة الحوثيين، الثلاثاء لأول مرة، بالتزامن مع خروج السلفيين منها.
......
المصدر
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
تحولت
منطقة دماج في محافظة صعدة إلى مدينة أشباح جراء مغادرة السلفيين لها، على
متن أكثر من 500 سيارة بينها 150 سيارة شحن كبيرة، خصصت لنقل أثاث
وممتلكات الأسر التي هُجِّرت من المنطقة.
ويتوجّه المرحلون من منطقة دماج على دُفعات باتجاه صنعاء، بعد أن كان من المقرر أن يغادروا إلى منطقة الخشم بوادي مور بمديرية الزهرة في محافظة الحديدة، ولكن مشايخ المنطقة رفضوا استقرار السلفيين في منطقتهم، وهو الأمر الذي دفع السلفيين إلى تغيير مسارهم من دماج إلى صنعاء، حتى يتم البحث عن مكان يمكن لهم فيه أن يستقروا ويؤسسوا مركزا جديدا لدار الحديث.
أهالي دماج في طريقهم إلى صنعاء |
وأضافت المصادر أن أكثر من 12 خيمة كانت قد نصبت في أرض تم شراؤها مؤخراً، وتبلغ مساحتها 25 معاداً، بهدف بناء مركز جديد لدار الحديث ومساكن لطلاب ومدرِّسي المركز عليها، غير أن السلفيين تفاجأوا بقلع خيامهم، ورفض أبناء المنطقة استقبالهم الأمر الذي دفع من كان قد وصل منهم إلى المغادرة إلى منطقة الحوام بمديرية بني قيس التابعة لمحافظة حجة، واستقر بعضهم هناك، فيما واصل معظمهم السير إلى صنعاء، بهدف الالتحاق بالشيخ يحيى الحجوري الذي نُقل مع 100 من مشايخ دار الحديث من دماج إلى صنعاء، عبر 4 مروحيات عسكرية، حيث يقيم حالياً في المدينة السياحية بمنطقة سعوان، ريثما يتم الاتفاق على موقع جديد يمكن له ولطلابه ولأهالي منطقة دماج المهجرين أن يستقروا فيه.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء، يبلغ عدد سكان منطقة دماج وفقاً لتعداد 2004، 15 ألفاً، و626 نسمة، وعدد المساكن 2419 مسكناً، فيما يبلغ عدد الطلاب الوافدين 4027 نسمة، أي ما يعادل 25 بالمائة من إجمالي السكان، وعدد مساكن الطلبة 1058 مسكناً، أي ما يعادل 43 بالمائة من إجمالي عدد المسكان.
وأكد رئيس مستشفى دماج الريفي، الدكتور أحمد صالح شبان، أن المنطقة التي حوصرت من قبل الحوثيين هي جُزء من منطقة دماج، وكانت تضم أكثر من 16 ألف نسمة، معظمهم من النساء والأطفال وعائلات طلاب دار الحديث، فيما لا يتجاوز عدد الأصليين من أبناء دماج في المنطقة المحاصرة 800 نسمة، مشيراً إلى أن جميع من كانوا في المنطقة والذين يتجاوزون 16 ألف نسمة غادروا ومعهم أكثر من 500 نسمة من السكان الأصليين لدماج، ولم يتبق في دماج سوى 300 نسمة تقريبا، من سكان المنطقة الأصليين.
ومع وصول السلفيين المهجرين من دماج إلى صنعاء، بدأ يتكشف حجم المأساة التي تعرّض لها المهجرون من دماج، حيث غادرت مئات الأسر على متن أكثر من 500 سيارة، أمس، وتعرض المهجرون خلال رحلتهم إلى صنعاء لعدد من المضايقات من قبل النقاط التابعة لمسلّحي جماعة الحوثي في طريق صعدة صنعاء.
وقال القيادي السلفي في دماج، أبو إسماعيل الوادعي، إن قافلة المهجّرين من دماج تعرّضت، أمس، للاحتجاز من قبل نقطة حوثية في منطقة رحبان، وظلت عالقة هناك لمدة ساعتين قبل أن يسمح الحوثيون لها بمواصلة سيرها.
وأضاف أن المهجرين الذين يصل عددهم إلى الآلاف، ومعظمهم من النساء والأطفال لم يتناولوا خلال رحلتهم وجبتي الإفطار والغداء، ولم يتمكّنوا من الوصول إلى أي دورات للمياه طوال رحلتهم.
وأكد الوادعي وصول الدّفعة الأولى من المرحّلين إلى صنعاء، مساء الأربعاء، مشيراً إلى أن الواصلين في الدفعة الأولى يقدر عددهم بنحو 1500 أسرة، فيما لا زالت هناك قافلة أخرى انطلقت مساء الأربعاء من دماج، حيث غادرت آخر سيارة من دماج الساعة الثامنة من مساء أمس الأربعاء.
واتهم الوادعي لجنة الوساطة بعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع السلفيين، بشأن تأمين خروجهم من دماج، وقال إن هناك تلاعباً من قبل اللجنة في المماطلة بدفع مستحقات سائقي الشاحنات والسيارات المستأجرة لنقل المهجرين من دماج، ما أدى إلى امتناع عدد من السائقين عن مواصلة السير خلال الرحلة.
وذكر مصدر محلي لـ"المصدر أونلاين" أن أكثر من شاحنة رفضت صباح الأربعاء مغادرة دماج بحُجة عدم تسلم سائقيها أجور النقل، رغم تعهد الحكومة بدفعها.
وأضاف الوادعي أن لجنة الوساطة لم توفّر حماية للمهجرين، وأن الحوثيين قاموا بتفتيش قوافل المهجرين، ومارسوا تصرّفات استفزازية بحقهم، من خلال احتجازهم في النقاط، وتصويرهم.
واتهم سلفيون يرافقون القوافل المرحلة من دماج مسلحين من جماعة الحوثيين باستحداث نقطة في منطقة "سنارة" في الأطراف الشرقية من محافظة صعدة وعرقلة مرورهم، بحُجة تفتيشهم الناقلات التي تحمل أثاث المغادرين.
كما اتهم الوادعي اللجنة الرئاسية ومحافظ محافظة صعدة، فارس مناع، باستلام 30 مليون ريال لتغطية جزء من تكاليف نقل المهجرين من دماج، والتي تبلغ نحو 100 مليون ريال، مشيراً إلى أنه لم يصرف لسائقي الشاحنات والسيارات المستأجرة من قبل اللجنة سوى 15 مليون ريال حتى مساء الأربعاء، ما أدى إلى امتناع عدد منهم من مواصلة السير.
وأوضح أن هذا التلاعب تسبب في معاناة المرحلين الذين ظلوا طوال النهار دون أي طعام أو ماء، خصوصاً وأن معظمهم نساء وأطفال وكبار في السن، وبعضهم من المصابين والمرضى.
وقامت عشرات الناقلات والحافلات بنقل السلفيين مع أثاثهم من دماج، عبر دُفعات متتالية، حيث كانت الدّفعة الأولى من المهجرين وصلت إلى محافظة الحديدة، وتم منعهم من قبل أهالي المنطقة، فيما وصلت الدّفعة الثانية إلى صنعاء الأربعاء، ومن المقرر أن تصل بقية الدّفاعات إلى صنعاء خلال اليوم الخميس.
واندلعت معارك طاحنة في منطقة دماج ذات الأغلبية السلفية، وحاولت جماعة الحوثيين المسلّحة على مدى نحو ثلاثة أشهر اقتحامها بعد أن فرضت حصاراً مطبقاً عليها، وشنت قصفاً بالأسلحة الثقيلة ما أدى إلى مقتل أكثر من مائتين وإصابة نحو 700 شخص.
وغادر السلفيون دماج بناءً على اتفاق وقف إطلاق النار الذي قضى بمغادرتهم المنطقة، التي كانت خلال العقود الأربعة الماضية معقلاً دينياً للسلفيين.
وردا على مصدر في اللجنة الرئاسية، كان أكد أن مغادرة السلفيين دماج تمت بناءً على طلبهم، نفى المتحدث الرسمي باسم السلفيين في دماج سرور الوادعي ما ورد في تلك التصريحات، وأكد أنهم أُرغِموا على مغادرة المنطقة.
وقال سرور الوادعي في بيان له يوم الأربعاء إن ما نشرته وسائل الإعلام الرسمية من أن خروج السلفيين من دماج تم بموافقتهم "كلام غير صحيح وعارٍ عن الصحة".
وأضاف: "ليعلم جميع أفراد الشعب اليمني وسائر المسلمين في جميع أنحاء العالم أن أهالي منطقة دماج وطلاب دار الحديث بدماج أُرغِموا وأُكرِهوا على مغادرة منازلهم ومزارعهم ومعهدهم ومنطقتهم بالكامل أو المكوث تحت ضرب المدافع والدبابات والهاونات وانتظار الموت في أي لحظة".
وتابع: "إذا كانت الدولة جادة ومستعدة لبسط نفوذها على منطقة دماج وحماية سكان المنطقة فلتعلن هذا صراحة في وسائل الإعلام الرسمية وتأتي بالضمانات اللازمة وتطبيقه على أرض الواقع، ونحن مستعدون للعودة إلى منطقتنا في حال تحقق ذلك".
واتهم سرور الوادعي وسائل الإعلام الرسمية بـ"تجاهل محنة ومصيبة أهل دماج طيلة مئة يوم، وهم يقصفون بجميع أنواع الأسلحة من صواريخ وكاتيوشا ودبابات ومدافع وغيرها من الأسلحة الفتاكة، هذا بالإضافة إلى الحصار القاتل المطبق المفروض على دماج والذي لا يزال مفروضاً ومستمراً إلى يومنا".
من جانب آخر، نفت وزارة الدّفاع تصريحات كانت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسبتها إلى مصدر عسكري بشأن سيطرة الجيش على كافة المواقع في منطقة دماج.
وأكدت وزارة الدفاع اليمنية أن قوات الجيش لم تتسلم بعد مواقع جماعة الحوثيين المسلّحة في دماج، وذلك بعد يوم من تصريح رئيس اللجنة الرئاسية لحل النزاع في البلدة والذي اتهم فيه الحوثيين بعرقلة نشر الجيش.
وكان رئيس لجنة الوساطة يحيى منصور أبو أصبع قال إنه تم إحباط خطة الجيش للانتشار في منطقة دماج، ومحافظة صعدة، ولم يسمح لقوات الجيش من قبل الحوثيين بالانتشار سوى في أماكن محدودة، وبأسلحة محدودة.
إلى ذلك، قالت وزارة الدّفاع في بيان نشرته على لسان مسؤول عسكري نفيه أن يكون الجيش تسلّم المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون في بلدة دماج.
وأضاف أن قوة الفصل بين السلفيين والحوثيين دخلت وادي دماج، وأن الجيش تسلّم موقع البراقة والمشرحة من أهالي دماج فقط.
ووفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين السلفيين والحوثيين في دماج، فإنه يجب أن يتسلم الجيش جميع المواقع التي كان يتمركز فيها السلفيون في دماج، وجميع المواقع التي كانت يتمركز فيها الحوثيون في محيط دماج، وفي مداخل دماج، وجميع النقاط التابعة للحوثيين على طول الطريق الرئيسية المؤدية من دماج إلى مدينة صعدة.
يأتي هذا في وقت ينص فيه اتفاق وقف إطلاق النار على مغادرة السلفيين من دماج وهو ما أغضب مدافعين عن حقوق الإنسان، اعتبروا التجهير القسري لأهالي دماج ضربة في جهود المصالحة.
وكان رئيس معهد دار الحديث السلفي، الشيخ يحيى الحجوري، غادر أمس الأول منطقة دماج ومعه مئات من طلاب المعهد مع عائلاتهم وعدد من أهالي منطقة دماج، التي دخلت إليها شعارات جماعة الحوثيين، الثلاثاء لأول مرة، بالتزامن مع خروج السلفيين منها.
......
المصدر
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..