مرة أخرى تُطرح قضية – عبر "تويتر" - وتضيق عنها مساحة التغريدات،القضية الأولى،بل السؤال الأول
طرحه أخونا الأستاذ محمد العتيبي ،ونصه :
محمد العتيبي )
أيها الفضلاء أريد مثالا واحدا لبلد تم تطبيق الشريعة الإسلامية فيه من خلال آلية الديمقراطية)
ركز أخونا الكريم محمد على جزئية "الآلية"أراحنا من ذلك النقاش الطويل .. وعليه فلعل سؤالا آخر يطرح نفسه :
هل تم تمكين الإسلاميين من الحكم ،وتوفر لهم الاستقرار اللازم .. ثم فشلوا في التطبيق الشريعة؟!
لعل التجربة الأولى التي تتبادر إلى الذهن ،عند الحديث عن وصول الإسلاميين إلى الحكم عبر"آلية"الديمقراطية،هي التجربة الجزائرية .. والتي فاز الإسلاميون فيها عبر صناديق الاقتراع . فهل مُكنوا من الحكم،لنعرف نجاحهم،أو فشلهم في تطبيق الشريعة؟
بطبيعة الحال،وكما هو معروف،انقلب عليهم الجيش – سنة 1992 - وأقصاهم عن الحكم.
من تلك التجربة القديمة – نسبيا – إلى تجربة لازالت على بساط الصراع .. أعني وصل الإخوان المسلمين لحكم مصر،عبر "آلية"الديمقراطية .. فهل مُكنوا من الحكم .. حتى نحكم عليهم بالفشل أو النجاح؟
معلوم أيضا .. أن حكم الإخوان لمصر لم يستمر أكثر من عام.
ويستطيع الإنسان أن يتصور الأمر .. حين يتذكر أن أم الديمقراطية وأبوها – والتي كانت تحث،وتدعو،وتضغط،وتعاقب،من أجل عيون الديمقراطية – أي أمريكا .. فجأة أغمضت عينيها عن قيام وزير الدفاع المصري بالانقلاب على رئيس مدني منتخب،وتعطيل الدستور ... وأصبح – فجأة – هذا الفعل المناقض للديمقراطية .. مقبولا !!
السؤال : هل خشيت أمريكا أن يفشل الإسلاميون في مصر في تطبيق الشريعة ؟
أم خافوا أن ينجح الإسلاميون في تطبق الشريعة؟
أي أن أمريكا – والغرب الساكت على الانقلاب من ورائها – تخشى "مآلات" حكم الإسلاميين .. حيث يحصلون على الاستقرار اللازم .. ويكون الشعب المسلم سيد قراراه .
الأنموذج الثالث سيكون عبر تركيا،وهذا يذكر بقول الرئيس البوسني الأسبق علي عزت بيجوفيتش :
( الديمقراطية والاستقرار يشترطان بعضهما تبادليا،الديمقراطية ضرورية لنا من أجل الاستقرار،والاستقرار ضروري من أجل الديمقراطية).
وتذكري لهذه المقولة لسببين أولا لانعدام الاستقرار في التجربة المصرية،وثانيا لتوفر الاستقرار في التجربة التركية ..
وغني عن القول أن حربا يتعرض لها حاليا رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب أردوغان.. لا لشيء إلا إجهاض أي حكم إسلامي.
لا يستطيع أحد أن يزعم أن الإسلاميين في تركيا طبقوا الشريعة .. ولكننا نستطيع أن نذكر بأنهم مكنوا المرأة التركية المسلمة من أن تكون حرة في تغطية شعرها .. وقد كانت مجبرة على كشفه .. ولا ننسى مناوشات الحزب الحاكم مع (الخمر) .. وإذا كنا لا ننسى ما يتعلق بالخمر .. هناك في تركيا .. فإننا لا ننسى أيضا أن بعض دول الخليج العربي استبدلت (جلد) شارب الخمر،بغرامة مالية!! بينما .. أصبحت دولة خليجية أخرى .. تتساهل مع المخمورين .. وتوقف المخمور حتى (يفيق) ثم يُطلق سراحه!!
وهذا يذكر – أيضا – بقول الدكتور الأحمري :
(يغيب أيضا عن المناقشين أن الكثير من هذه الحدود الشرعية كحدود الردة والزنا والشذوذ والخمر التي تخافون أن توقفها الديمقراطية قد تم إيقافه عمليا تحت حكومات يحبونها أو يكرهونها في معظم،إن لم نقل كل،البلدان الإسلامية،بسبب مزاج الحكام أو بسبب هذه المعاهدات أو الهيمنة الغربية،وليست بسبب،ولا نتيجة،الديمقراطية،بل في الديمقراطية إمكانية استعادة النقاش لما تم حظره سابقا،مثل : أثر الدين في المجتمعات التي خضعت للعرب،ثم غيبت الكثير مما كان مشروعا في مجتمعاتنا،لأن النفوذ الغربي ألغاه،وليس لأن المجتمع استفتي فيه،ولا لأن علماء الدين وافقوا عليه أو رفضوه ..){ص 84 (الديمقراطية : الجذور وإشكالية التطبيق ) محمد الأحمري / الشبكة العربية للأبحاث والنشر / بيروت / الطبعة الأولى / 2012}.
وبعد .. فلعل سؤال آخر يستحق أن يُطرح :
هل تم تمكين الإسلاميين من الحكم ،وتوفر لهم الاستقرار اللازم .. ثم فشلوا في التطبيق الشريعة؟!
هذا ما يتعلق بالديمقراطية .. أما ما يتعلق بعمل المرأة .. فقد جاء عبر تساؤل – في محله – طرحته أختنا الأستاذة سارة العمري،ونصه :
(سامية العمري
استغرب من عدم ترحيب البعض بقرار "عمل المرأة عن بعد
هل الهدف سد حاجتها، أو خروجها من منزلها؟)! عموم النسويات ساءهن!"!
أتذكر أنني كتبت مقالة عن عمل المرأة .. ولم أطالب سوى باستفادة المرأة السعودية من تجربة من سبقنها للعمل خارج المنزل .. وضربت أمثلة مثل : ( تفيد الإحصاءات والاستطلاعات أن حوالي 60% من النساء الأمريكيات العاملات يتمنين ويرغبن في ترك العمل والعودة إلى البيت){ جريدة الشرق الأوسط العدد 5949 في 12/10/1415هـ،من مقالة للأستاذ محمد صادق}.
وذكرتُ كذلك أن الكاتبة الفرنسية "كريستيان كولنج"ألفت كتابا بعنوان (أريد العودة إلى البيت)،وقول الأستاذة زينب الكردي:
(أمنوا المرأة ضد غدر الرجال وأنا أراهنكم أن 80% من النساء سيخترن البيت ويتركن العمل){ مجلة كاريكاتير المصرية العدد 138 في 7/2/1414هـ}.
كما نقلتُ نتائج الدراسة التي قام بها الدكتور مبارك الجوير – على المرأة السعودية العاملة - وبينت ( أن 45% من النساء العاملات يعتريهن شعور بالتقصير إزاء الأسرة والأطفال نتيجة خروجهن للعمل في حين أن 67 بالمائة منهن أكدن أن العمل يمثل لهن مجهودا مزدوجا أو إضافيا){ المجلة العربية العدد 245 / جمادى الآخرة 1418هـ}.
هذا هو مجمل الأفكار التي طرحتها .. فإذا بتعليق يصلني من إحدى أخواتنا الكاتبات .. قالت فيه :
((
آخى الكريم لا اعرف لما تعامل المراة كاقلية وليس كانسانة لها كامل
الحقوق عند رب العالمين الذى اورد فى كتابه الكريم المؤمنون والمؤمنات -
المسلمون والمسلمات
بعضهم اولياء
بعض اى يتكاملون ببعضهم
فلماذا تجد المراة دائما نظرة دونية وقاصرة ).رددت على هذا التعليق بكُليمة عنوانها ( الدر المنثور في توظيف ربات الخدور).
العجيب أنه في الوقت الذي نجد النسويات يغضبن لأن المرأة تعمل من داخل منزلها .. نجد في الورقة التي قدمتها الأستاذة غيداء الجريفاني – للملتقى الخامس لتنمية الموارد البشرية،والذي استضافته الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية – ما يلي :
( لقد أثبتت بعض البحوث العلمية تعارض عمل المرأة مع طبيعة حياتها كأم وزوجة نتيجة لتأثير ذلك على حالتها الانفعالية والجسدية واستعانتها بالآخرين لتربية أولادها،مضيفة أن هناك دلائل علمية أكدت على أن طول فترة الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى الميول الاجتماعية لذا فالطفل يحتاج إلى الأم الهادئة المتفرغة لعملية الإرضاع ليكتسب الراحة النفسية والنمو الطبيعي (..) لا جدوى من عمل المرأة وخروجها من المنزل بينما لو شجعنا العمل في المنزل أو عن بعد نجد أنها وفرت المصاريف المترتبة على الخروج كالنقل والملابس. وذكرت الباحثة أن التجارب في البلدان المجاورة مثل الأردن والسودان ومصر كثيرة عن عمل المرأة من المنزل بالإضافة إلى أن عددا من النساء الأمريكيات يدرن أعمالهن من المنزل ويسوقن منتجاتهن عن طريق الشبكة العنكبوتية مع أنهن لا يمتلكن من المحاذير الشرعية أو الاجتماعية كما هو لدينا){ جريدة اليوم العدد 11242 في 5/2/1425هـ}.
مشكلة الأطفال،والتي حيرت الأستاذة غيداء .. وجدت لها مجلة "زهرة الخلج" الظبيانية حلا .. أو اقتراحا نشرته بتاريخ 19/1/1980م. ..( فإن معالجة غياب الأم يمكن أن تكون بتدريب الصغار على أساليب ذكية واجتماعية أفضل تجعل منهم جيلا أقل حاجة إلى الحنان .. هكذا.) { ص 88 ( المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟!!) / د. عز الدين جوهر / القاهرة / دار آفاق }.
ومن الكتب نفسه – صفحة 95 - نختم برسالة من القطرية التي رمزت لنفسها بـ"أ.ر"والمنشور في صحيفة الراية القطرية بتاريخ 15/6/1980م :
(الآن نجد الفتاة في جميع ميادين الدولة.
أتمنى أن نصل إلى هدفنا الذي نريده وهو أن نعمل بجانب الرجل)
لا تعليق!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..