قبل عدة أسابيع، قمت بتلبية دعوة؛ لإلقاء محاضرة في جامعة
(بريدج ووتر) بمدينة بوسطن، عن الشرق
الأوسط بصورة عامة. ولكن تعودت بأن أتلقى أكثر الأسئلة من الحضور في محاضرات سابقة عن المرأة السعودية.
وكنت قد كتبت عن إنجازات المرأة السعودية، ووقوفي في صف مطالبها التي تحمي حقوقها. وقبل المحاضرة بفترة بحثت في وسائل الإعلام السعودية عن أسماء النساء من المملكة، اللاتي من الممكن أن أقوم بالحديث عنهن، كمثال لإنجازات المرأة السعودية. ولكن في كل مرة أبحث عن اسم، يظهر لي اسم الدكتورة حياة سندي.
لا أريد أن أقلل من إنجازات أي مواطن أو مواطنة، ولكن ما يتم تداوله عن إنجازات الدكتورة حياة سندي، هو في الواقع سلب لحقوق الكثير من النساء السعوديات
ولكن وقبل المحاضرة بعدة أيام، وفي اجتماع جانبي مع بعض الباحثين الأمريكان، قلت إن الصحف السعودية ذكرت أن الدكتورة حياة سندي تعتبر أول سعودية تفك شفرة مرض السرطان، وأن وكالة (ناسا) الأمريكية لعلوم الفضاء لاحقتها لسنوات؛ لكي تعمل من ضمن أطقم البحث العلمي، وكذلك قامت دول كثيرة بمحاولة إغرائها للعمل لديها.
وفجأة، رأيت جميع أوجه الباحثين الأمريكان تحمر وتصفر. والسبب يعود لأنهم لم يسمعوا بها، وذكروا بأنه من المستحيل أن تكون المعلومات صحيحية؛ لأنهم قالوا: إن كانت بالفعل هي من فكت شفرة مرض السرطان، فمن الواضح أن الكل في المستشفيات الأمريكية ومراكز الأبحاث الطبية ومجلة (نيوإنجلاند جورنال أوف مديسين) نائمون. وكذلك فيما يخص وكالة (ناسا) فمن المعلوم بأنها ومنذ سنين تمر بطور تقليل أعداد الباحثين والعلماء (دوان سايزينغ)، ولم يسمع بها أحد في (ناسا)، بل إن أحد زملاء دراستي لم يسمع عنها وهو رائد الفضاء (سكوت كيلي)، وهو قاد المكوك الفضائي مرتين وأحد المتخصصين في أبحاث المحطة الفضائية الدولية، وتم اختياره لتجربة العام القادم مع رائد الفضاء الروسي (ميخائيل كورنينكو) على متن محطة الفضاء الدولية. وذكر لي أن اسم حياة سندي سيكون معروفا؛ لو كانت وكالة ناسا تلاحقها لمدة ثلاث سنوات.
ولعلم القارئ، فإن الأبحاث العلمية لا يقوم بها شخص واحد، بل فرق كثيرة وقد تمتد بحوثهم لسنوات، وأي دواء أو اكتشاف طبي، لا يتم السماح بتداولة إلا بعد سنين طويلة من التجارب. وكذلك فإن ابحاث السرطان تأخذ وقتا اوتكلف البلايين.
ولا زلت أذكر ما تم تداوله حول قيام أسرة المرشح للرئاسة الأمريكية وحاكم ولاية (يوتاه) السابق السيد (هونتسمان) بالتبرع بمبلغ أكثر من بليون ونصف من الدولارات، اي ما يعادل (7000) مليون ريال سعودي. وهذا لمركز طبي واحد.
أنا لا أريد أن أقلل من إنجازات أي مواطن أو مواطنة، ولكن ما يتم تداوله عن إنجازات الدكتورة حياة سندي هو في الواقع سلب لحقوق الكثير من النساء السعوديات، واللاتي لهن منجزات كبيرة، ولكنهن يعملن بصمت.
وأما الفقاقيع الإعلامية في الوقت الحاضر، فلا مكان لها. فإنجازات حياة سندي لو كانت صحيحة لتصدرت أبحاثها صفحات الـ( الجورنال أوف ميدسين).
عبد اللطيف بن عبد الرحمن الملحم
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
الأوسط بصورة عامة. ولكن تعودت بأن أتلقى أكثر الأسئلة من الحضور في محاضرات سابقة عن المرأة السعودية.
وكنت قد كتبت عن إنجازات المرأة السعودية، ووقوفي في صف مطالبها التي تحمي حقوقها. وقبل المحاضرة بفترة بحثت في وسائل الإعلام السعودية عن أسماء النساء من المملكة، اللاتي من الممكن أن أقوم بالحديث عنهن، كمثال لإنجازات المرأة السعودية. ولكن في كل مرة أبحث عن اسم، يظهر لي اسم الدكتورة حياة سندي.
لا أريد أن أقلل من إنجازات أي مواطن أو مواطنة، ولكن ما يتم تداوله عن إنجازات الدكتورة حياة سندي، هو في الواقع سلب لحقوق الكثير من النساء السعوديات
ولكن وقبل المحاضرة بعدة أيام، وفي اجتماع جانبي مع بعض الباحثين الأمريكان، قلت إن الصحف السعودية ذكرت أن الدكتورة حياة سندي تعتبر أول سعودية تفك شفرة مرض السرطان، وأن وكالة (ناسا) الأمريكية لعلوم الفضاء لاحقتها لسنوات؛ لكي تعمل من ضمن أطقم البحث العلمي، وكذلك قامت دول كثيرة بمحاولة إغرائها للعمل لديها.
وفجأة، رأيت جميع أوجه الباحثين الأمريكان تحمر وتصفر. والسبب يعود لأنهم لم يسمعوا بها، وذكروا بأنه من المستحيل أن تكون المعلومات صحيحية؛ لأنهم قالوا: إن كانت بالفعل هي من فكت شفرة مرض السرطان، فمن الواضح أن الكل في المستشفيات الأمريكية ومراكز الأبحاث الطبية ومجلة (نيوإنجلاند جورنال أوف مديسين) نائمون. وكذلك فيما يخص وكالة (ناسا) فمن المعلوم بأنها ومنذ سنين تمر بطور تقليل أعداد الباحثين والعلماء (دوان سايزينغ)، ولم يسمع بها أحد في (ناسا)، بل إن أحد زملاء دراستي لم يسمع عنها وهو رائد الفضاء (سكوت كيلي)، وهو قاد المكوك الفضائي مرتين وأحد المتخصصين في أبحاث المحطة الفضائية الدولية، وتم اختياره لتجربة العام القادم مع رائد الفضاء الروسي (ميخائيل كورنينكو) على متن محطة الفضاء الدولية. وذكر لي أن اسم حياة سندي سيكون معروفا؛ لو كانت وكالة ناسا تلاحقها لمدة ثلاث سنوات.
ولعلم القارئ، فإن الأبحاث العلمية لا يقوم بها شخص واحد، بل فرق كثيرة وقد تمتد بحوثهم لسنوات، وأي دواء أو اكتشاف طبي، لا يتم السماح بتداولة إلا بعد سنين طويلة من التجارب. وكذلك فإن ابحاث السرطان تأخذ وقتا اوتكلف البلايين.
ولا زلت أذكر ما تم تداوله حول قيام أسرة المرشح للرئاسة الأمريكية وحاكم ولاية (يوتاه) السابق السيد (هونتسمان) بالتبرع بمبلغ أكثر من بليون ونصف من الدولارات، اي ما يعادل (7000) مليون ريال سعودي. وهذا لمركز طبي واحد.
أنا لا أريد أن أقلل من إنجازات أي مواطن أو مواطنة، ولكن ما يتم تداوله عن إنجازات الدكتورة حياة سندي هو في الواقع سلب لحقوق الكثير من النساء السعوديات، واللاتي لهن منجزات كبيرة، ولكنهن يعملن بصمت.
وأما الفقاقيع الإعلامية في الوقت الحاضر، فلا مكان لها. فإنجازات حياة سندي لو كانت صحيحة لتصدرت أبحاثها صفحات الـ( الجورنال أوف ميدسين).
تويتر @mulhim12
عبد اللطيف بن عبد الرحمن الملحم
2014/05/06 - 03:01:00
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..