الأربعاء، 21 مايو 2014

صرخة "غربية"هل لها علاج في الإسلام؟!!

 تحدثنا إليزابيث جيلبيرت عن قصة زواجها .. وكأنها تشير إلى فكرة (الولي) .. أو ولي المرأة في الزواج،ولكنها كسليلة لحضارة الفرد الغربية،تعود لتقول أنها لا تنادي بعودة (المجتمع الأبوي) .. ومع ذلك فهي تضع يدها على الجرح .. ثم تنزعها سريعا .. خشية العودة إلى الماضي .. تقول"ليز"وأنا أسميها"ليز"لأنني سبق أن قمت بسياحة طويلة جدا في كتابها .. مما رفع الكلفة بيننا .. بل لا أجد حرجا في أن أناديها "بقول"ولكن من لم يقرأ الكتاب،ولم يقرا السياحة لا يعرف هذا اللقب!! على كل حال ،تقول المؤلفة :
(تزوجت شابة وبسرعة،كنت مغرمة ومتفائلة،ولكنني لم أناقش كثيرا حقيقة الزواج. ولم ينصحني أحد في ذلك. فقد تربيت على الاستقلالية،والاكتفاء الذاتي،واتخاذ القرارات بنفسي. وحين بلغت الرابعة والعشرين،افترض الجميع بأنني قادرة على أن أقوم بخياراتي بنفسي،على نحو مستقل. بالطبع،لم يكن العالم كذلك دوما. فلو ولدت في حقبة أخرى من تاريخ المجتمع الغربي الأبوي،لاعتبرت ملكا لوالدي،إلى أن ينقلني لزوجي وأصبح ملكية زوجية. ولكان لديّ القليل لأقوله في شؤون حياتي الخاصة. ولو تقدم أحد الشباب طالبا يدي،لجلس والدي معه،وأمطره بوابل من الأسئلة ليرى ما إذا كان مناسبا لي. ولأراد أن يعرف : "كيف ستعيل ابنتي؟ كيف هي سمعتك في مجتمعك؟ ما وضعك الصحي؟ أين ستعيش معك؟ ما حجم ديونك وأملاكك؟ ما هي نقطة القوة في شخصيتك؟"{لو كان الأمر مجرد"ملكية"في طريقها للانتقال من "مالك" إلى "مالك" آخر،ما الداعي لكل هذه الأسئلة؟!! - محمود} وما كان والدي ليوافق على زواجي من أي شخص لمجرد كوني مغرمة به. ولكن حين اتخذت قرار الزواج في أيامنا المعاصرة،لم يتدخل أبي على الإطلاق. وما كان ليتدخل في هذا القرار أكثر مما يفعل في موضوع كيفية تصفيف شعري.
عفوا،أنا لا أحن إلى المجتمع الأبوي. ولكنني بدأت أدرك أنه حين تم تفكيك النظام الأبوي (وكان هذا في محله)،لم يتم استبداله بالضرورة بنظام حماية آخر. ما أعنيه أنني لم أطرح يوما على أيّ متقدم لخطبتي الأسئلة الصعبة نفسها التي كان ليطرحها والدي،في زمن مختلف. بل سلمت نفسي مرات عديدة لأجل الحب وحسب. ولو كنت أرغب بأن أكون امرأة مستقلة،عليّ أن أؤدي دور وصيي بنفسي. وقد نصحت غلوريا شتاينم النساء مرة بأن يناضلن ليصبحن مثل الرجال الذين لطالما أردن الزواج بهم. وقد أدركت مؤخرا أنه ليس عليّ أن أصبح زوجي وحسب،بل ووالدي أيضا. ولهذا السبب أرسلت نفسي إلى السرير وحيدة تلك الليلة. ذلك أنني شعرت أنه من المبكر أن أتلقى عرضا من شاب.){ص 351 - 352 ( طعام صلاة حب : امرأة تبحث عن كل شيء) / إليزابيث جيلبيرت }.
إن أول ما خطر في بالي ،عند قراءة (عدم الحنين) إلى المجتمع الأبوي،هو ما رواه النسائي وابن ماجة أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت له : إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسيته. قال : فجعل الأمر إليها. فقالت : قد أجزت ما صنع أبي،ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء.
هل هذا هو ما تبحث عنه المؤلفة؟! توازن بين دور الأب – كمصدر للحماية،ووزن الأمور بالعقل،لا بالعاطفة وحدها – وحق الفتاة في الاختيار؟
بل إنني أشبه الأمر بـ(لجنة) مكونة من الأب والبنت .. ورئاسة اللجنة بيد البنت .. فلا يمكن لابيها أن يجبرها على الزواج .. ولا تستطيع هي الزواج دون تصويت أو موافقة الأب .
وهذا تناغم لافت للنظر .. ولكن العادات الاجتماعية كثيرا ما تفسد أمورا جيدة،بل ممتازة جاء بها الشرع الشريف .. لصالح المجتمع كله.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني



مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..