السبت، 7 يونيو 2014

أي اصرار هذا للقضاء على روحانية رمضان!!

 حوارات الناس و كلامهم إن استمعت لها بإنصات و تأمل؛ تجد فيها كثيرا من الأفكار التي قد تصدمك أو تفاجئك أو ربما تلهمك. قبل عدة أيام سمعت حوارا بين اثنتين، كان مضمون الحوار يدور حول أي من الفنانات الاستعراضيات لديها أعمالا في رمضان ؟

 ليست أعمال بر و لا خير !!!

 بل أعمال استعراضية، فيها ما فيها من الرقص و الخلاعة والمجون، و لأن أيام السنة الطويلة و الكثيرة لم تسعفهم لعرض أعمالهم ، وجدوا أن رمضان أنسب و أفضل وقت لعرضها، فرمضان بالنسبة لهم  صار شهر التمثيل و الرقص و المسابقات !!!

 أستغرب كثيرا، و أتساءل عن سبب هذا الإقبال المفرط على عرض مثل هذه الأعمال في هذا الشهر بالذات ، إذ تتعدى الأعمال التمثيلية المعدة للعرض في رمضان المئات، و يكفيكم أن تكتبوا في محرك البحث قوقل أو غيره سؤالا عن عدد الأعمال المنتجة للعرض في شهر رمضان؛ ستجدون ما يؤلم القلب و يحير العقل، بل تعدى الأمر حد المعقول، فأصبحوا يعتبرون رمضان موسما مهما لتقديم أعمالهم !!!

 لماذا هذا الإصرار على القضاء على روحانية هذا الشهر بهذه الطريقة ؟

 لن أقول أن ما يحصل مؤامرة حاكها أعداء الإسلام و أن هناك من يريد أن يسلخ أبناء الإسلام عن دينهم ، لن أتهم الغرب لأنهم بريئون من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف .

  فمن ينتج هذه الأعمال نحن المسلمون لا هوليوود و لا غيرها ، و  نحن من شجع هؤلاء الجهلة -الذين هم منا و فينا- على فعل ذلك كل عام،  فنحن من يتابع برامجهم و مسلسلاتهم، و نشترك في مسابقاتهم، و ندفع الأموال الطائلة في أمور لا نفع منها أبدا إلا تسمين جيوب تجار الجشع و الطمع.

 و لو أقيمت حملة تبرعات لهذا الشعب أو ذاك، لتململوا وتضايقوا، و تعلل معظمهم  بضيق ذات اليد، بل تعدى الأمر هذا الحد، ووصل أحيانا إلى الإنتقاد و الغضب، و قالوا نحن أولى من غيرنا بهذه التبرعات، و  نسوا أو تناسوا الأموال التي تسحبها منهم القنوات الهابطة، و التي قد تكون أضعاف أضعاف ما سيتبرعون به لإخوتهم المسلمين في كل مكان .

 و بعد تحويل هذا الشهر العظيم إلى موسم لعرض الأعمال الهابطة أتمنى و أرجو أن لا أسمع من أي أحدا بكاء على ماض أضعناه بتفريطنا و لا عويل على مجد تليد و أيام غابرة كنا فيها أسياد العالم و حكامه .

        استمروا في الهبوط حتى تصلوا إلى القاع، فهذا ما تستحقونه،  طالما أنكم لم تستطيعوا المحافظة على حرمة شهر واحد في السنة .


بقلم: وسمية القحطاني
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..