الخميس، 5 يونيو 2014

نصف مليون حساب

 من السهل القول إننا مستهدفون، أيضاً ليس من الصعب معرفة أسباب الاستهداف، لكن كل هذا لن يفيد وحده،
بمعنى أن التحذير من حسابات مشبوهة في «تويتر» أو غيره لن يحقق الفائدة المرجوة إذا لم يترجم إلى فعل مواجهة إيجابي واضح المعالم يكون فيه الكل شركاء، مثل هذا الفعل يحتاج إلى تشخيص ثغرات الاستهداف وأين ولماذا استطاع التغلغل والتأثير؟
في ما عدا الرقم لم تكن هناك مفاجأة في إعلان وزارة الداخلية أن هناك حسابات مشبوهة في «تويتر» وتدار عن بعد، لأن هذا الواقع مشاهد لكل من عرف شبكات التواصل الاجتماعي، ومعها وسائل إعلام أخرى، وخصوصية «تويتر» كونه موقعاً لتناقل الأخبار والتفاعل معها، يتحول فيه «الإنسان» إلى مستخدم، إلى مراسل ومعلّق وخبير أحياناً، هذه الحالة الافتراضية تستهدف الواقع، وهي قادرة على إحداث شروخ. وإذا اتفقنا أن التحذير من المشبوه غير كافٍ، كيف لنا مواجهة ذلك؟
إن أولى الخطوات هي معرفة الأسباب، ثم وضع الحلول لها، لا يمكن لحسابات مشبوهة تدار من أفراد أو جماعات أو حتى دول ودوائر استخبارات التأثير إذا لم تجد فراغات تملؤها، هذه الفراغات فيها الكثير من الآمال والآلام وهي ما يجب العمل على إصلاحها، ثم إن وضع أولويات للأهم فالمهم ضرورة، وفي مقابل سرعة شبكات التواصل الاجتماعي على الجمع والتفريق هناك بطء حكومي في التصدي.
ولا يمكن إلا استنتاج أن أكبر ثغرة يمكن الاستهداف من خلالها هي الفساد، وزاد الطين بلة أن مواجهته تحولت إلى مواجهة إعلامية لا غير، مما زاد من أثره السلبي، أرى أن الفساد في صدارة الثغرات، وفي التصدي الناجح له حلول لقضايا أخرى مثل الفقر والبطالة وعقبات التنمية مع توفير الفرص بعدالة للجميع، هذا ما يضع ثغرات الاستهداف ويقلل من تأثير خطرها، أما التحذيرات وحدها فلن تحقق شيئاً يذكرPosted: 04 Jun 2014 09:09 PM PDT
عبد العزيز احمد السويد


التعليق :
زبدة الموضوع  باللون  الأصفر
يعطيك الف عافية
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..