الخميس، 5 يونيو 2014

الطبيب العام يترك المستشفى العام ليداوم في عيادة خاصة

بعض (الأطباء) كالباعة المتجولين!!
    الباعة المتجولون هم أناس امتهنوا مهنة شريفة لكسب عيشهم، تجدهم يبسطون في أماكن متعددة
طلبا للرزق، كل واحد منهم وضع لنفسه جدولاً يتردد عليه بشكل يومي، فتراه بعد صلاة الظهر يبيع عند المسجد الفلاني، ثم ينتقل ليتوقف بالقرب من دائرة حكومية، وبعد صلاة العصر عند المسجد الفلاني، ثم ينتقل لطريق عام ويعرض بضاعته على جانبه، الى ان يحين وقت صلاة المغرب، فينتقل لمسجد معين ثم مسجد آخر بعد صلاة العشاء وهكذا.
ما يقوم به بعض أطبائنا شبيه بالباعة المتجولين، ففي فترة الصباح تجده منتظماً في وظيفته بالمستشفى الحكومي، أما في المساء فتراه قد التحق بالعمل في القطاع الخاص، تجده يومي السبت والثلاثاء يداوم في مركز طبي، ويوم الأحد والأربعاء يداوم بمسشفى كبير، اما يومي الاثنين والخميس فتجد له عيادة بمجمع عيادات طبية، وكأنه مثل بائعنا المتجول، إلا أن بائعنا المتجول يبدأ عمله من بعد الظهر وهذه هي وظيفته الرئيسة، فلا مجال عنده لتأثير شيء على حساب شيء آخر، أما طبيبنا العزيز فتراه صباحاً بوظيفته الحكومية ومساءً بوظيفته الخاصة، وهناك مثل يقول «صاحب الشغلتين كذاب». لا تعلم كيف يوافق الأطباء المتجولون بين وظائفهم الحكومية وعملهم الخاص، وكلا الوظيفتين دوام بشكل يومي، اضافة الى وجود المناوبات والحالات الطارئة بالمستشفى الحكومي والتي تكون غير مجدولة، فلابد من تأثير احدى الوظيفتين على الأخرى، وما الأخطاء الطبية إلا ولدية لهذا الاجهاد المهني لبعض الأطباء المتجولين أو لاتكالهم على أطباء أقل منهم كفاءة في إنجاز بعض الأمور بسبب انشغالهم بمواعيد عياداتهم.
إذا كان الطبيب يعمل في المستشفى الحكومي من الصباح الى ما بعد العصر، ثم تراه يعمل مساءً في عيادته الخاصة لمدة ثلاث أو أربع ساعات، فهذه مدة عمل لا تقل عن 12 ساعة وبشكل يومي 12 ساعة عمل فيها ارهاق جسمي كبير، إلا إذا استطاع الطبيب أن يتعامل معها بدهاء، فتراه لا يجهد نفسه صباحاً، والعمل الذي يتطلب انجازه ربع ساعة يتمه في ساعة، فتراه يستغرق في الكشف على مريضه في المستشفى الحكومي مدة زمنية تصل الى نصف ساعة، بينما لا تتجاوز مدة الكشف على المريض في عيادته الخاصة العشر دقائق، فالمرضى الدفيعة ينتظرون فلماذا التأخير، فتجده بعد أن يقوم بالكشف على مريضه يطلب من الممرضة المناداة على المريض التالي، في حين يقوم هو بكتابة وصفة العلاج متبعاً المقولة «الوقت من ذهب».
بعض من هؤلاء الأطباء المتجولين يقومون بالتسويق لعياداتهم الخاصة من خلال وظائفهم الحكومية، فيعرض على مرضاه امكانية تفادي مشكلة البروقراطية وتأخر المواعيد لو راجعوه في عيادته الخاصة، اما بعضهم فيترفع عن هذا الأسلوب ويدعه للممرضة أو منسقة القسم في المستشفى الحكومي لتقوم بالتسويق لهم، ناهيك عن التعاون فيما بين الأطباء المتجولين أنفسهم، فبعضهم يسوق لبعض بحجة التخصص الدقيق ومعلومية الآخر، لدرجة أن يقوم أحدهم بالاتصال الفوري بصديقه الطبيب وفي حضرة المريض ويشرح له مشكلة المريض وأنه سيحوله له ويطلب منه الاهتمام به، وفي النهاية يسطع المثل الذي يقول «امسك لي واقطع لك».
هناك أطباء مهنة شرفاء بعد أن تقاعدوا أو استقالوا من وظائفهم الحكومية انشأوا لهم عيادات خاصة، جعل كل منهم اهتمامه ووقته في صالحها، هؤلاء هم من يقدرون ويشكرون، إلا أن بعض الأطباء المتجولين يضرون بهؤلاء المخلصين، وما تهافت هذه الفئة من الأطباء المتجولين وركضهم غير المبرر الا وأنهم يؤمنون بأن ما يقومون به من عمل يعد غير صحيح ولن يستمر، ولكن بما أن الباب مازال مشرعاً دون رقيب فلماذا لا نستفيد حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
فالطبيب يتعامل مع أغلى ما وجد بالكون وهي حياة الناس، فالتركيز مطلوب، والتأني في تشخيص المرض مطلوب، ووصف العلاج يحتاج لدقة تضاف اليه بعض النصائح والتصحيح لمفاهيم مغلوطة، فالمنظور المادي يجب ألا يكون ما يركز عليه الطبيب فوظيفة الطبيب وظيفة إنسانية تعد من أنبل الوظائف.
لست حاسدا لهم، ولست مناديا بمنع المجتمع من الاستفادة من هذه القدرات، ولكن لو كان الأمر بحدود من غير جشع أو لهفة وراء المادة، من غير ضرر ولا ضرار، فيومان أو ثلاثة وفي عيادة واحدة كفيلة بخدمة المجتمع وزيادة خبرة الطبيب وتحسين الوضع المادي له.

الثلاثاء 19 شعبان 1427هـ - 12 سبتمبر 2006م - العدد 13959

م. خالد بن علي باعبدالله

المصدر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كشف الطبيب الفاسد إنصاف للنزيه
محمد بن سليمان الأحيدب
لا يمكن أن نختلف على أن ترك مقر العمل الحكومي أثناء الدوام الرسمي والذهاب للعمل في القطاع الخاص بأجر إضافي هو شكل من أشكال الفساد، وهذا ما يمارسه (بعض) غير قليل من الأطباء الحكوميين رغم كل ما قدمته لهم الدولة من سلم رواتب مجزية ومميزات متعددة لعلهم يكتفون عن طمع الحياة الدنيا ويتفرغون مثل غيرهم لما وظفوا من أجله، إلا أن هذا السلوك الخاطئ خرج عن حد السيطرة، وأصبح أحد أسباب تدهور الرعاية الصحية وزيادة الأخطاء الطبية لأن طبيبا يبدأ عملا ثم يقطعه ليستجيب لنداء مستشفى خاص ويترك المريض لطبيب في طور التعليم لابد أن ينتج عن سلوكه هذا خطأ فإذا تكرر السلوك من الغالبية دون ردع زادت الأخطاء وعمت الفوضى والضحية هو المريض ووطن يدفع ليستفيد التاجر!!.
هذا الموضوع أثير إعلاميا في وقت مضى وشهد تجاوب مديري الشأن الصحي الأقوياء في الحق رغم أنهم أطباء لكن حرصهم على المريض وغيرتهم على المهنة الإنسانية النبيلة لم يجعل التعصب السطحي الضحل للطبيب ظالما أو مظلوما يسيطر على أهوائهم، فهبت أكثر من جهة لملاحقة هذا السلوك. وأذكر أن طبيبا إداريا فذا كلف شبابا من حملة شهادات دنيا (أقل من الثانوي) لمتابعة الأطباء غير الملتزمين بعياداتهم أو أجنحتهم ومرضاهم (المزوغين) بالبحث عنهم بالنداء الآلي والتبليغ عمن لا يلتزم بمرضاه، واختار الأقل مؤهلا ليشعرهم أنه إذا انعدم الشعور بأهمية ما تعلمت فأنت ومن لم يتعلم سواء بل هو يفوقك بالالتزام..
ترك الأطباء الاستشاريين لعياداتهم الحكومية وأجنحة المرضى المنومين في المستشفيات الحكومية في كافة القطاعات وإهمالهم للأطباء المتدربين وطلاب الطب في الجامعات ظاهرة لم تتوقف قط رغم صدور كادر بدلات مجزية!!، بل الظاهرة زادت بشكل كبير، ومع ذلك يأتي من يتحدث عن نقص أطباء أو تسربهم لدول مجاورة!!، فعجبا كيف يتسربون لدول تحكم عليهم الخناق المهني وهم هنا ترك لهم الحبل على الغارب ليعملوا في أكثر من مركز طبي تجاري في وضح النهار ليجني الواحد منهم دخل أربعة من الأطباء الشرفاء، لا تصدقوا كل الدفاع عن الطبيب السعودي فثمة تعصب مهني وضعف إداري وممارسات تحتاج إلى حازم، وثمة طبيب سعودي مخلص نزيه يحترق ألما وهو يرى ممارسات زملائه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصوت القلم

القطاع الخاص يعبث بصحتنا وتعليمنا العالي

بالرغم مما يحصل عليه المستثمر في الصحة والتعليم من دعم الوطن بالأرض والقرض والتسهيلات، إلا أنه يصر على تحقيق أعلى الأرباح بأقل المصروفات وعلى حساب الوطن والمواطن وأخلاقيات المهن الصحية والتعليمية، وبإفساد الموظفين الحكوميين من أطباء وأساتذة جامعات!!.لا مانع مطلقا من منافسة شريفة يقوم من خلالها المستثمر في الرعاية الصحية أو التعليم الجامعي باستقطاب الأطباء المميزين وأساتذة الجامعات المؤهلين للعمل فيه كمتفرغين بنقل الخدمات أو الإعارة، وعليه أن يغريهم بدفع ما يستحقون للاستفادة من خدماتهم.لكن ما يحدث الآن هو أن المستشفيات الخاصة والجامعات الخاصة تعمد إلى إفساد الأطباء وأساتذة الجامعات بالاتفاق معهم اتفاقات سرية غير رسمية للعمل بها في أوقات الدوام الرسمي وخارج أوقات الدوام، دون علم المؤسسات الحكومية والوزارات التي يعملون بها بصفة رسمية، وبعيدا عن القنوات الرسمية المخصصة لأغراض الإعارة أو النقل أو التعاون العلمي.الهدف من هذا السلوك المزعج هو الاستفادة من سمعة وخبرة ووقت الطبيب السعودي والأستاذ الجامعي السعودي بأبخس ثمن، وعلى حساب سمعة المهنة ومستوى الخدمة الحكومية ووقت المريض والطالب الحكومي، والأخطر من هذا وذاك هو شيوع الفساد في تلك الجوانب وتدني أخلاقيات الطب والتعليم الجامعي وخلق قدوة سيئة للطبيب الناشئ والطالب الجامعي، فهؤلاء ومع كثرة الغياب أثناء الدوام الرسمي وعن العيادات والعمليات للأطباء وعن المحاضرات للأساتذة يدركون جيدا أسباب الغياب اليومي، وأنه هروب من التزام العمل الحكومي إلى ربح غير مشروع.لماذا قدرنا أن يربح أناس على حساب آخرين، وأن يتنكر المستثمر لدعم الوطن في كل مجال رغم توفر فرص الربح الحلال الأخلاقي؟!، هل السبب يكمن في التساهل وأمن العقوبة، وهي أسباب خطيرة يجب اجتثاثها.

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..