بعض (الأطباء) كالباعة المتجولين!!
الباعة المتجولون هم أناس امتهنوا مهنة
شريفة لكسب عيشهم، تجدهم يبسطون في أماكن متعددة
طلبا للرزق، كل واحد منهم وضع لنفسه جدولاً يتردد عليه بشكل يومي، فتراه بعد صلاة الظهر يبيع عند المسجد الفلاني، ثم ينتقل ليتوقف بالقرب من دائرة حكومية، وبعد صلاة العصر عند المسجد الفلاني، ثم ينتقل لطريق عام ويعرض بضاعته على جانبه، الى ان يحين وقت صلاة المغرب، فينتقل لمسجد معين ثم مسجد آخر بعد صلاة العشاء وهكذا.
ما يقوم به بعض أطبائنا شبيه بالباعة المتجولين، ففي فترة الصباح تجده منتظماً في وظيفته بالمستشفى الحكومي، أما في المساء فتراه قد التحق بالعمل في القطاع الخاص، تجده يومي السبت والثلاثاء يداوم في مركز طبي، ويوم الأحد والأربعاء يداوم بمسشفى كبير، اما يومي الاثنين والخميس فتجد له عيادة بمجمع عيادات طبية، وكأنه مثل بائعنا المتجول، إلا أن بائعنا المتجول يبدأ عمله من بعد الظهر وهذه هي وظيفته الرئيسة، فلا مجال عنده لتأثير شيء على حساب شيء آخر، أما طبيبنا العزيز فتراه صباحاً بوظيفته الحكومية ومساءً بوظيفته الخاصة، وهناك مثل يقول «صاحب الشغلتين كذاب». لا تعلم كيف يوافق الأطباء المتجولون بين وظائفهم الحكومية وعملهم الخاص، وكلا الوظيفتين دوام بشكل يومي، اضافة الى وجود المناوبات والحالات الطارئة بالمستشفى الحكومي والتي تكون غير مجدولة، فلابد من تأثير احدى الوظيفتين على الأخرى، وما الأخطاء الطبية إلا ولدية لهذا الاجهاد المهني لبعض الأطباء المتجولين أو لاتكالهم على أطباء أقل منهم كفاءة في إنجاز بعض الأمور بسبب انشغالهم بمواعيد عياداتهم.
إذا كان الطبيب يعمل في المستشفى الحكومي من الصباح الى ما بعد العصر، ثم تراه يعمل مساءً في عيادته الخاصة لمدة ثلاث أو أربع ساعات، فهذه مدة عمل لا تقل عن 12 ساعة وبشكل يومي 12 ساعة عمل فيها ارهاق جسمي كبير، إلا إذا استطاع الطبيب أن يتعامل معها بدهاء، فتراه لا يجهد نفسه صباحاً، والعمل الذي يتطلب انجازه ربع ساعة يتمه في ساعة، فتراه يستغرق في الكشف على مريضه في المستشفى الحكومي مدة زمنية تصل الى نصف ساعة، بينما لا تتجاوز مدة الكشف على المريض في عيادته الخاصة العشر دقائق، فالمرضى الدفيعة ينتظرون فلماذا التأخير، فتجده بعد أن يقوم بالكشف على مريضه يطلب من الممرضة المناداة على المريض التالي، في حين يقوم هو بكتابة وصفة العلاج متبعاً المقولة «الوقت من ذهب».
بعض من هؤلاء الأطباء المتجولين يقومون بالتسويق لعياداتهم الخاصة من خلال وظائفهم الحكومية، فيعرض على مرضاه امكانية تفادي مشكلة البروقراطية وتأخر المواعيد لو راجعوه في عيادته الخاصة، اما بعضهم فيترفع عن هذا الأسلوب ويدعه للممرضة أو منسقة القسم في المستشفى الحكومي لتقوم بالتسويق لهم، ناهيك عن التعاون فيما بين الأطباء المتجولين أنفسهم، فبعضهم يسوق لبعض بحجة التخصص الدقيق ومعلومية الآخر، لدرجة أن يقوم أحدهم بالاتصال الفوري بصديقه الطبيب وفي حضرة المريض ويشرح له مشكلة المريض وأنه سيحوله له ويطلب منه الاهتمام به، وفي النهاية يسطع المثل الذي يقول «امسك لي واقطع لك».
هناك أطباء مهنة شرفاء بعد أن تقاعدوا أو استقالوا من وظائفهم الحكومية انشأوا لهم عيادات خاصة، جعل كل منهم اهتمامه ووقته في صالحها، هؤلاء هم من يقدرون ويشكرون، إلا أن بعض الأطباء المتجولين يضرون بهؤلاء المخلصين، وما تهافت هذه الفئة من الأطباء المتجولين وركضهم غير المبرر الا وأنهم يؤمنون بأن ما يقومون به من عمل يعد غير صحيح ولن يستمر، ولكن بما أن الباب مازال مشرعاً دون رقيب فلماذا لا نستفيد حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
فالطبيب يتعامل مع أغلى ما وجد بالكون وهي حياة الناس، فالتركيز مطلوب، والتأني في تشخيص المرض مطلوب، ووصف العلاج يحتاج لدقة تضاف اليه بعض النصائح والتصحيح لمفاهيم مغلوطة، فالمنظور المادي يجب ألا يكون ما يركز عليه الطبيب فوظيفة الطبيب وظيفة إنسانية تعد من أنبل الوظائف.
لست حاسدا لهم، ولست مناديا بمنع المجتمع من الاستفادة من هذه القدرات، ولكن لو كان الأمر بحدود من غير جشع أو لهفة وراء المادة، من غير ضرر ولا ضرار، فيومان أو ثلاثة وفي عيادة واحدة كفيلة بخدمة المجتمع وزيادة خبرة الطبيب وتحسين الوضع المادي له.
طلبا للرزق، كل واحد منهم وضع لنفسه جدولاً يتردد عليه بشكل يومي، فتراه بعد صلاة الظهر يبيع عند المسجد الفلاني، ثم ينتقل ليتوقف بالقرب من دائرة حكومية، وبعد صلاة العصر عند المسجد الفلاني، ثم ينتقل لطريق عام ويعرض بضاعته على جانبه، الى ان يحين وقت صلاة المغرب، فينتقل لمسجد معين ثم مسجد آخر بعد صلاة العشاء وهكذا.
ما يقوم به بعض أطبائنا شبيه بالباعة المتجولين، ففي فترة الصباح تجده منتظماً في وظيفته بالمستشفى الحكومي، أما في المساء فتراه قد التحق بالعمل في القطاع الخاص، تجده يومي السبت والثلاثاء يداوم في مركز طبي، ويوم الأحد والأربعاء يداوم بمسشفى كبير، اما يومي الاثنين والخميس فتجد له عيادة بمجمع عيادات طبية، وكأنه مثل بائعنا المتجول، إلا أن بائعنا المتجول يبدأ عمله من بعد الظهر وهذه هي وظيفته الرئيسة، فلا مجال عنده لتأثير شيء على حساب شيء آخر، أما طبيبنا العزيز فتراه صباحاً بوظيفته الحكومية ومساءً بوظيفته الخاصة، وهناك مثل يقول «صاحب الشغلتين كذاب». لا تعلم كيف يوافق الأطباء المتجولون بين وظائفهم الحكومية وعملهم الخاص، وكلا الوظيفتين دوام بشكل يومي، اضافة الى وجود المناوبات والحالات الطارئة بالمستشفى الحكومي والتي تكون غير مجدولة، فلابد من تأثير احدى الوظيفتين على الأخرى، وما الأخطاء الطبية إلا ولدية لهذا الاجهاد المهني لبعض الأطباء المتجولين أو لاتكالهم على أطباء أقل منهم كفاءة في إنجاز بعض الأمور بسبب انشغالهم بمواعيد عياداتهم.
إذا كان الطبيب يعمل في المستشفى الحكومي من الصباح الى ما بعد العصر، ثم تراه يعمل مساءً في عيادته الخاصة لمدة ثلاث أو أربع ساعات، فهذه مدة عمل لا تقل عن 12 ساعة وبشكل يومي 12 ساعة عمل فيها ارهاق جسمي كبير، إلا إذا استطاع الطبيب أن يتعامل معها بدهاء، فتراه لا يجهد نفسه صباحاً، والعمل الذي يتطلب انجازه ربع ساعة يتمه في ساعة، فتراه يستغرق في الكشف على مريضه في المستشفى الحكومي مدة زمنية تصل الى نصف ساعة، بينما لا تتجاوز مدة الكشف على المريض في عيادته الخاصة العشر دقائق، فالمرضى الدفيعة ينتظرون فلماذا التأخير، فتجده بعد أن يقوم بالكشف على مريضه يطلب من الممرضة المناداة على المريض التالي، في حين يقوم هو بكتابة وصفة العلاج متبعاً المقولة «الوقت من ذهب».
بعض من هؤلاء الأطباء المتجولين يقومون بالتسويق لعياداتهم الخاصة من خلال وظائفهم الحكومية، فيعرض على مرضاه امكانية تفادي مشكلة البروقراطية وتأخر المواعيد لو راجعوه في عيادته الخاصة، اما بعضهم فيترفع عن هذا الأسلوب ويدعه للممرضة أو منسقة القسم في المستشفى الحكومي لتقوم بالتسويق لهم، ناهيك عن التعاون فيما بين الأطباء المتجولين أنفسهم، فبعضهم يسوق لبعض بحجة التخصص الدقيق ومعلومية الآخر، لدرجة أن يقوم أحدهم بالاتصال الفوري بصديقه الطبيب وفي حضرة المريض ويشرح له مشكلة المريض وأنه سيحوله له ويطلب منه الاهتمام به، وفي النهاية يسطع المثل الذي يقول «امسك لي واقطع لك».
هناك أطباء مهنة شرفاء بعد أن تقاعدوا أو استقالوا من وظائفهم الحكومية انشأوا لهم عيادات خاصة، جعل كل منهم اهتمامه ووقته في صالحها، هؤلاء هم من يقدرون ويشكرون، إلا أن بعض الأطباء المتجولين يضرون بهؤلاء المخلصين، وما تهافت هذه الفئة من الأطباء المتجولين وركضهم غير المبرر الا وأنهم يؤمنون بأن ما يقومون به من عمل يعد غير صحيح ولن يستمر، ولكن بما أن الباب مازال مشرعاً دون رقيب فلماذا لا نستفيد حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
فالطبيب يتعامل مع أغلى ما وجد بالكون وهي حياة الناس، فالتركيز مطلوب، والتأني في تشخيص المرض مطلوب، ووصف العلاج يحتاج لدقة تضاف اليه بعض النصائح والتصحيح لمفاهيم مغلوطة، فالمنظور المادي يجب ألا يكون ما يركز عليه الطبيب فوظيفة الطبيب وظيفة إنسانية تعد من أنبل الوظائف.
لست حاسدا لهم، ولست مناديا بمنع المجتمع من الاستفادة من هذه القدرات، ولكن لو كان الأمر بحدود من غير جشع أو لهفة وراء المادة، من غير ضرر ولا ضرار، فيومان أو ثلاثة وفي عيادة واحدة كفيلة بخدمة المجتمع وزيادة خبرة الطبيب وتحسين الوضع المادي له.
الثلاثاء 19 شعبان 1427هـ - 12 سبتمبر 2006م - العدد 13959
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كشف الطبيب الفاسد إنصاف للنزيه
هذا الموضوع أثير إعلاميا في وقت مضى وشهد تجاوب مديري الشأن الصحي الأقوياء في الحق رغم أنهم أطباء لكن حرصهم على المريض وغيرتهم على المهنة الإنسانية النبيلة لم يجعل التعصب السطحي الضحل للطبيب ظالما أو مظلوما يسيطر على أهوائهم، فهبت أكثر من جهة لملاحقة هذا السلوك. وأذكر أن طبيبا إداريا فذا كلف شبابا من حملة شهادات دنيا (أقل من الثانوي) لمتابعة الأطباء غير الملتزمين بعياداتهم أو أجنحتهم ومرضاهم (المزوغين) بالبحث عنهم بالنداء الآلي والتبليغ عمن لا يلتزم بمرضاه، واختار الأقل مؤهلا ليشعرهم أنه إذا انعدم الشعور بأهمية ما تعلمت فأنت ومن لم يتعلم سواء بل هو يفوقك بالالتزام..
ترك الأطباء الاستشاريين لعياداتهم الحكومية وأجنحة المرضى المنومين في المستشفيات الحكومية في كافة القطاعات وإهمالهم للأطباء المتدربين وطلاب الطب في الجامعات ظاهرة لم تتوقف قط رغم صدور كادر بدلات مجزية!!، بل الظاهرة زادت بشكل كبير، ومع ذلك يأتي من يتحدث عن نقص أطباء أو تسربهم لدول مجاورة!!، فعجبا كيف يتسربون لدول تحكم عليهم الخناق المهني وهم هنا ترك لهم الحبل على الغارب ليعملوا في أكثر من مركز طبي تجاري في وضح النهار ليجني الواحد منهم دخل أربعة من الأطباء الشرفاء، لا تصدقوا كل الدفاع عن الطبيب السعودي فثمة تعصب مهني وضعف إداري وممارسات تحتاج إلى حازم، وثمة طبيب سعودي مخلص نزيه يحترق ألما وهو يرى ممارسات زملائه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..