لم تكن مطالبتي في مقال سابق بصحيفة (عكاظ)، بالحد من الابتعاث
إلى بريطانيا وعدم الإندفاع عموماً في ابتعاث النساء، نتيجة تفاعل وقتي أو
ردة فعل عاطفية مع حادث اغتيال المبتعثة ناهد المانع تغمدها الله بواسع
رحمته وتقبلها شهيدة، وإن كانت هذه الحادثة الأليمة تستحق التعاطف معها
واعتبارها نذير خطر في أمر ابتعاث النساء إذا كان إلتزام المرأة السعودية
بتعاليم الدين الحنيف سيعرضها للإعتداء أو القتل، وكان البلد المبتعثة إليه
لا يتعاطي مع تلك الإعتداءات بالجدية المطلوبة التي يتفاعل بها مع حوادث
قتل مواطنيه في الداخل والخارج!! فيصبح لزاماً على المرأة
المسلمة خلع الحجاب والتكشف حتى لا تستهدف فلا خير في ابتعاث ولا طلب علم
إذا أصبح على حساب الدين والأخلاق!!، وهذه ليست مبالغة فكثير من المتحررين
الفرحين بهذه الفرصة بدأوا يطالبون أو قل ينصحون فتياتنا بإتقاء الإعتداء
العنصري بعدم لبس الحجاب!!.
لم تكن مطالبتي ردة فعل عاطفية بدليل أنني ومنذ حوالي سنة ونصف وتحديداً في ٩ فبراير ٢٠١٣م طالبت بإعادة النظر في الإبتعاث إلى أمريكا تحت عنوان (أعيدوا النظر في الإبتعاث إلى أمريكا) وقلت أن الأمريكان، حتى قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لهم مواقف وسلوكيات نحو أبنائنا يشوبها الاستعجال، أو الحكم بناءً على توجس أو أحياناً كثيرة جهل!!، تسبب في حدوث مواقف محرجة، وأخرى (كارثية) لعدد من طلابنا الأبرياء في أمريكا كسجن طالب أو اتهامه ظلماً، و(جرجرته) في المحاكم وهو أمر مهين ومقلق وتكرر كثيراً في السنوات الأخيرة، ويحتاج منا إلى وقفة وإعادة نظر.
الجانب الأخر في قضية المرحومة ناهد المانع هو بيانات جامعة الجوف ففي البيان الأول ركزت الجامعة على أن جميع شؤون المبتعثين من جامعة الجوف وغيرها من الجامعات السعودية من اختصاصات سفارات وملحقيات السعودية في دول الابتعاث!!، ثم عادت في بيان آخر لتبرر إجبار المحاضرة والمعيدة على الإبتعاث الخارجي كونه شرط من شروط التعيين حديثاً (انتهى)، وهنا لا بد من القول بأن خريج الجامعة (رجل أو امرأة) بمعدل تراكمي عالي ومتميز هو ما يمنح الجدارة والإستحقاق للتعيين كمعيد ثم محاضر، بعد الحصول على الماجستير، فمن غير الإنصاف تخييرها بين الإبتعاث الخارجي أو التحويل لإدارية لأن في ذلك تجاهل لكل جهدها ومثابرتها للوصول لما وصلت إليه، وإنهاء لمشوارها العلمي الجاد!!، والصحيح أن يتم تخييرها بين الإبتعاث الداخلي أو الخارجي فإذا رفضت الإثنين تحول إلى إدارية وتمنح الفرصة لغيرها ونفس الأمر ينطبق على الرجل، لأن تمييز الإبتعاث للخارج فيه تقليل من الدراسات العليا في الداخل!!، مع أن حوادث التزييف والشهادات المزورة جاءت من الخارج لا من الداخل فلماذا نعتبر الإبتعاث الخارجي ومخرجاته أفضل؟!.
الأمر يتطلب موقفاً صادقاً ناصحاً مخلصاً من مديري الجامعات وأولهم مدير جامعة الجوف عليه أن يتقي الله ويصرح بصراحة هل أجبرت ناهد المانع على البعثة أم لا، ثم يقف مديري الجامعات موقف المناصحة الصريحة لولاة الأمر في مشروعية ونظامية إجبار المعيدة والمحاضرة على البعثة الخارجية والحلول البديلة!!، وإن كانت جامعاتنا الإسلامية لا يتوقع من مديريها الجرأة على المناصحة لتشبث بعضهم!! ومجاملته!! وتملقه!! وحداثة الآخر في المنصب وفرحته، فإننا نرجو ممن لديهم الجرأة في بقية الجامعات، الصدح بالحق الشرعي والنظامي فولاة أمرنا ولله الحمد لا يريدون إلا ما فيه خير وصلاح أبنائهم ومشروعية الإجراءات وملائمتها للشرع المطهر، فلا تترددوا وبادروا قبل وقوع سكين في الجسد أو مقص في الستر!!.
محمد سليمان الأحيدب
Posted: 02 Jul 2014 06:44 AM PDT
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..