هوما عابدين Huma السكرتيرة الخاصة والمستشارة ومديرة مكتب هيلاري
كلينتون منذ عام 1996، والمساعدة الشخصية لهيلاري في حملتها الانتخابية
للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لها في الانتخابات الرئاسية عام 2008، وزوجة
العضو السابق في مجلس النواب الأمريكي اليهودي "أنتوني وينر"، ووالدتها
الدكتورة صالحة عابدين مستشارة كلية دار الحكمة في جدة للعلاقات الخارجية،
ووالدها سبق وعمل مستشاراً لرابطة العالم الإسلامي، رشاد حسين Rashad
Hussain المستشار المساعد للرئيس الأمريكي باراك أوباما ومبعوثه الخاص
لمنظمة التعاون الإسلامي، داليا مجاهد مستشارة الرئيس الأمريكي باراك
أوباما للشؤون الإسلامية وعضوة المجلس الاستشاري للأديان، وهي أيضاً كبيرة
المحللين والمديرة التنفيذية لمركز "جالوب" للدراسات الإسلامية والذي يقول
إن مهمته تتمثل في توفير ودراسة البيانات التي يجمعها من العالم الإسلامي
ليُعبر عن وجهات نظر المسلمين في العالم ــــ كما يدعي ــــ، محمد الإبياري
المستشار في مجلس الأمن القومي الأمريكي، سامي العريان أستاذ الجامعة،
والناشط الحقوقي، والذي دُعي للبيت الأبيض في عهد الرئيسين "كلنتون" و"بوش
الابن"، وأحد أبرز النشطاء في الحملة الداعمة لفوز "بوش الابن" في
الانتخابات الرئاسية لعام 2000، كفاح مصطفى الإمام والمدير المساعد لـ
"مؤسسة الجامع"؛ أحد أكبر المراكز الإسلامية للجالية العربية في مدينة
شيكاغو من ولاية إلينوي في الولايات المتحدة. وممثل دار الفتوى اللبنانية
في أمريكا، والذي تربطه علاقة بـ "جورج قالوي"، وغيرهم، إضافة إلى العديد
من منظمات المجتمع المدني الأمريكية كرابطة الطلاب المسلمين في أمريكا
الشمالية وكندا MSA، المعهد العالمي للفكر الإسلامي International
Institute of Islamic Thought IIIS، المجلس الإسلامي الأمريكي AMC، منظمة
المجتمع المسلم الأمريكي The Muslim American society MAS، مجلس الشؤون
العامة للمسلمينThe Muslim Public Affairs Council MPAC .
ضع عزيزي القارئ هذه الأسماء والعناوين أمامك واستحضرها في مخيلتك وأنت
تقرأ هذه المقالة، وما سبقها، وما سيليها، إنها ــــ بحسب مركز دراسات
السياسة الأمنية الأمريكية ــــ شبكة من الأشخاص والمكاتب والمراكز البحثية
التي تربطها علاقات بتنظيم الإخوان الإرهابي الدولي، ما لم تكن منتمية لها
بشكل أو بآخر، إنها تحاصر وتخترق بنجاح مراكز صنع القرار الأمريكي بحسب ما
توصلت له دراسات وتقارير أمريكية عديدة قامت بها مراكز أبحاث مختصة في
السياسات الأمنية الأمريكية، إنها جزء مهم من "القوة الناعمة" التي
تستخدمها بدهاء هذه المنظمة الإرهابية الخطيرة، وسنعود لهذه الأسماء لاحقاً
بشيء من التفصيل.
وعوداً على بدء، فكنت قد قلت في الأسبوع الماضي إنه من اللافت فعلاً وفي الوقت الذي جرى فيه تصنيف القاعدة - التي سبق وأثبتنا علمياً بأنها أحد منتجات جماعة الإخوان، وتمثل أبرز أذرعتها العسكرية ــــ في الوقت الذي أعلنتها الإدارة الأمريكية: منظمة إرهابية، ورفعت شعار الحرب عليها، خرجت أصوات من أمريكا ذاتها، وتحديداً من داخل البيت الأبيض، ودوائر صنع القرار من حوله، ويأتي في مقدمتها مراكز الأبحاث والدراسات والتفكير، تنادي بالتعاون مع الحركيين الإسلاميين مدعية أن حركات الإسلام السياسي المتطرفة، ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين الدولية بفروعها في العالمين العربي والإسلامي: "أصبحت منظمة معتدلة"، وأنها هي الفاعل الحقيقي داخل المجتمعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأن الشعوب العربية والإسلامية أضحت كخاتمٍ في يد هذه الجماعة! بل وأكثر من ذلك، فقد قالت هذه الأصوات إن الوصول إلى تفاهمات مع حركيي هذه الجماعة في مختلف الدول العربية والإسلامية سيؤمن تحقيق مصالح الولايات المتحدة، وسيؤمن السلام! فكيف خرجت هذه الأصوات؟ وكيف اقتنعت الإدارة الأمريكية بمثل هذه الأفكار "المدمرة" للمنطقة، وللعالم بأسره؟! ولماذا اتخذت قرارها بالتعاون مع هذه المنظمة الدولية المبهمة ودعمها؟ هذا ما أحاول الإجابة عليه في هذه المقالة وما سيليها خلال هذا الشهر الفضيل.
وعلينا بداية ولكي نجيب على هذه التساؤلات، أن نمهد للأرضية التي ننطلق منها معاً، فما هي عملية صنع القرار؟ وكيف تتم عملية صنع القرار للسياسة الخارجية الأمريكية ــــ أكبر وأقوى دولة في العالم ــــ؟ هذه التساؤلات هي ذاتها التي طرحتها جماعة الإخوان المسلمين - الغامضة المنشأ - في مجلس شوراها في منتصف الستينيات الميلادية.
إن عملية صنع القرار السياسي الأمريكي عملية معقدة، ومفتوحة في ذات الوقت، وتدخل فيها عدة عوامل وقوى ترتبط ببعضها بعلاقات اعتمادية متبادلة، ولكل منها مدخله، وإذا ما نظرنا لقنوات صنع القرار الأمريكي، نجدها مقسمة إلى قسمين رئيسين، قنوات رسمية ويأتي في مقدمها البيت الأبيض وفريق عمل الرئيس، والكونجرس، والخارجية، والدفاع، والأمن القومي، ووكالة المخابرات المركزية، أما القوى غير الرسمية المؤثرة في عملية صنع القرار الأمريكي فعديدة ويأتي في مقدمتها (جماعات الضغط والمصالح)، ومراكز التفكير والبحث، ووسائل الإعلام والرأي العام.
وقد علمت هذه الجماعة هذه التفصيلات، ودرستها، وسعت إلى التغلغل داخل مراكز السلطة والنفوذ، لخدمة أجندتها، عبر تزييف الحقائق، والتلاعب بالمعطيات، وإيصال صورة غير حقيقية لواقع الشعوب العربية والإسلامية، بهدف التأثير في صانع القرار الأمريكي، وليصب هذا القرار لصالح هذا التنظيم السري الذي يستخدم الدين ويتستر خلفه ليخفي وجهه الحقيقي البشع، وقد بدأت هذه المنظمة التي هي أشبه ما تكون بالتنظيمات الماسونية، بدأت تتلمس نتائجها في التسعينيات الميلادية حين استطاعت التأثير على صانع القرار الأمريكي، ليخرج جورج بوش الأب حينها ويتساءل: "هل ندعم الديمقراطية، والتي تعني دعم حركات الإسلام السياسي؟ أم نحارب جماعات الإسلام السياسي، التي تعني دعم الحكومات القائمة؟" لقد ربط بوش الديمقراطية بحركات الإسلام السياسي "وأمهم جماعة الإخوان المسلمين"، في حين أن عكس الديمقراطية، "الديكتاتورية" تتمثل بحسب تصريحه، في محاربة الإسلام السياسي! كلام خطير. للحديث بقية
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
وعوداً على بدء، فكنت قد قلت في الأسبوع الماضي إنه من اللافت فعلاً وفي الوقت الذي جرى فيه تصنيف القاعدة - التي سبق وأثبتنا علمياً بأنها أحد منتجات جماعة الإخوان، وتمثل أبرز أذرعتها العسكرية ــــ في الوقت الذي أعلنتها الإدارة الأمريكية: منظمة إرهابية، ورفعت شعار الحرب عليها، خرجت أصوات من أمريكا ذاتها، وتحديداً من داخل البيت الأبيض، ودوائر صنع القرار من حوله، ويأتي في مقدمتها مراكز الأبحاث والدراسات والتفكير، تنادي بالتعاون مع الحركيين الإسلاميين مدعية أن حركات الإسلام السياسي المتطرفة، ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين الدولية بفروعها في العالمين العربي والإسلامي: "أصبحت منظمة معتدلة"، وأنها هي الفاعل الحقيقي داخل المجتمعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأن الشعوب العربية والإسلامية أضحت كخاتمٍ في يد هذه الجماعة! بل وأكثر من ذلك، فقد قالت هذه الأصوات إن الوصول إلى تفاهمات مع حركيي هذه الجماعة في مختلف الدول العربية والإسلامية سيؤمن تحقيق مصالح الولايات المتحدة، وسيؤمن السلام! فكيف خرجت هذه الأصوات؟ وكيف اقتنعت الإدارة الأمريكية بمثل هذه الأفكار "المدمرة" للمنطقة، وللعالم بأسره؟! ولماذا اتخذت قرارها بالتعاون مع هذه المنظمة الدولية المبهمة ودعمها؟ هذا ما أحاول الإجابة عليه في هذه المقالة وما سيليها خلال هذا الشهر الفضيل.
وعلينا بداية ولكي نجيب على هذه التساؤلات، أن نمهد للأرضية التي ننطلق منها معاً، فما هي عملية صنع القرار؟ وكيف تتم عملية صنع القرار للسياسة الخارجية الأمريكية ــــ أكبر وأقوى دولة في العالم ــــ؟ هذه التساؤلات هي ذاتها التي طرحتها جماعة الإخوان المسلمين - الغامضة المنشأ - في مجلس شوراها في منتصف الستينيات الميلادية.
إن عملية صنع القرار السياسي الأمريكي عملية معقدة، ومفتوحة في ذات الوقت، وتدخل فيها عدة عوامل وقوى ترتبط ببعضها بعلاقات اعتمادية متبادلة، ولكل منها مدخله، وإذا ما نظرنا لقنوات صنع القرار الأمريكي، نجدها مقسمة إلى قسمين رئيسين، قنوات رسمية ويأتي في مقدمها البيت الأبيض وفريق عمل الرئيس، والكونجرس، والخارجية، والدفاع، والأمن القومي، ووكالة المخابرات المركزية، أما القوى غير الرسمية المؤثرة في عملية صنع القرار الأمريكي فعديدة ويأتي في مقدمتها (جماعات الضغط والمصالح)، ومراكز التفكير والبحث، ووسائل الإعلام والرأي العام.
وقد علمت هذه الجماعة هذه التفصيلات، ودرستها، وسعت إلى التغلغل داخل مراكز السلطة والنفوذ، لخدمة أجندتها، عبر تزييف الحقائق، والتلاعب بالمعطيات، وإيصال صورة غير حقيقية لواقع الشعوب العربية والإسلامية، بهدف التأثير في صانع القرار الأمريكي، وليصب هذا القرار لصالح هذا التنظيم السري الذي يستخدم الدين ويتستر خلفه ليخفي وجهه الحقيقي البشع، وقد بدأت هذه المنظمة التي هي أشبه ما تكون بالتنظيمات الماسونية، بدأت تتلمس نتائجها في التسعينيات الميلادية حين استطاعت التأثير على صانع القرار الأمريكي، ليخرج جورج بوش الأب حينها ويتساءل: "هل ندعم الديمقراطية، والتي تعني دعم حركات الإسلام السياسي؟ أم نحارب جماعات الإسلام السياسي، التي تعني دعم الحكومات القائمة؟" لقد ربط بوش الديمقراطية بحركات الإسلام السياسي "وأمهم جماعة الإخوان المسلمين"، في حين أن عكس الديمقراطية، "الديكتاتورية" تتمثل بحسب تصريحه، في محاربة الإسلام السياسي! كلام خطير. للحديث بقية
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..