يا أذن ما تشتكين اليوم يا أذني |
أما كفى العين ما لاقت من المحن
|
أما كفى دمعها الجاري وحمرتها |
حتّى تزيدي بما تشكينه حزني
|
كم مرّ فيك حديث ما أنست به |
حتّى ولو كان من ذي حنكةٍ والوهن
|
وكم عليل تذيب الصّدر أنته |
أو مستغيث شديد البؤس والوهن
|
وكم ثقيلٍ كوقع الصّخر منطقه |
أو كالصّفاة الّتي تهوي من القنن
|
وكم كذوب إذا أدّى روايته |
ظننتها الحقّ من أسلوبه المرن
|
يا أذن سمعاً فإنّ السّمع موهبةٌ |
فلا تجودي بها يوماً بلا ثمن
|
العلم علمان علمٌ يستضاء به |
بين الأنام وعلم الشّر والفتن
|
والشّعب شعبان شعبٌ ناهضٌ يقظ |
حيّ وشعب حليف الذلّ والجبن
|
والمرء صنفان هذا ضاحك طرباً |
وذاك يبكي على الأطلال والدّمن
|
سيّان في الشرق ذو عقلٍ ومختبلٍ |
وعابد الله يحكي الوثن
|
أمّا السّياسة فأرميها لمن رغبوا |
فيها فإني أراها مصدر الإحن
|
المال يعطى جزافاً للألى كذبوا |
والنّفي والسجن حظّ الصّادق الفطن
|
وكلّ ما نسقيه من جرائدنا |
يمضي كأن الذي تروين لم يكن
|
وكم دخيلٍ أتى مستجدياً فغدا |
ربّ البلاد يقود الشّعب بالرّسن
|
وإنّ ذاك الذّي يدعونه وطناً |
عند الحقيقة أمسى ليس بالوطن
|
قضى على مجده الأغراب واستلبوا |
حياته ولقد لفّوه بالكفن
|
لفّوه بالورق السّوري وانصرفوا |
وغادروا دمعنا كالعارض الهتن
|
كوني أيّا أذني صمّاء مغلقةً |
إنّ السياسة متن المركب الخشن
|
دعي إذ كار الذّي قد مرّ واستمعي |
حلو الغناء تزيلي شدّة الشّجن
|
عرفت ما بك من هم ومن ألمٍ |
لكنّه مرّ مثل الحلم في الوسن
|
أما سمعت نشيد المرّ منفرداً |
كبلبل الرّوضة الشّادي على الغصن
|
أو كالملاك الذّي في خدر خالقه |
يسبح الله في سرٍ وفي علن
|
إذا جرى صوته في أذن سامعه |
كأنما هو يجري الرّوح في البدن
|
تبارك الله باري الخلق أبدعه |
مرّاً على ضده حلواً على الأذن
|
تشنّفي بالغنا يا أذن وانصرفي |
عمّا ترين تنالي منتهى المنن
|
دعي السّياسة جنباً فهي مضنيةٌ |
وانسي دواهي بلايا الدّهر والمحن
|
يقضى على المرء في أيّام محنته |
بأن يرى حسناً ماليس بالحسن |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..