الأحد، 11 يناير 2015

الجارة ايران وأصول الكارثة الطائفية

"ليت بيننا وبين فارس جبل من نار. لا يصلون إلينا ولا نصل إليهم" جملة قالها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ووصلت إلى الفرس بكل ما تنطوي عليه من المعاني. وقد تكون السبب في مقتله على يد فارسي
هو فيروز النهاوندي (أبو لؤلؤة).

بالنسبة لفارس كان أبو لؤلؤة ولا يزال بطلا قوميا وإن تم اضفاء الطابع الطائفي عليه في محاولة لكي يكون الاخراج المسرحي متقنا على مستوى تاريخ الصراع المذهبي الذي لفق الفرس الجزء الأكبر منه.

"عدلت فأمنت فنمت" كانت مقولة عمر بن الخطاب التي أزعجت الفرس فقتلوه.

اما ما ورد في المرويات الشيعية من حكايات عن كسر عمر لضلع فاطمة الزهراء وهي ابنة نبيه محمد وزوجة صديقه الذي قال عنه "لولا علي لهلك عمر" فما هي إلا حكايات لفقها الفرس من أجل تبرير كراهيتهم للخليفة الذي تهدمت في حقبته امبراطويتا فارس وروما، وهما اللتان ضج التاريخ بصراعهما في حقبة ما قبل الإسلام.

لن يغفر الفرس لعمر أنه أطاح بمُلك كسرى. ولكن هل علينا أن نصدق أنهم يغفرون ذلك لمحمد، النبي العربي الذي كان دينه سببا في إنهيار وصايتهم على الشرق كله؟ لقد صنعوا المستحيل من أجل ازاحته عن العرش، فكان أن وجدوا في أبن عمه علي بديلا رسوليا ينجز من خلال سلالته ما يجعلهم في غنى عن العودة إليه.

في حقيقتها فإن كراهية عمر هي عنوان لكراهية العرب ولن يكون حب علي إلا تعبيرا عن الرغبة في استبعاد محمد في ظل الحكاية الشعبية التي يتداولها الفرس خفية عن الخطأ الذي ارتكبه الملاك جبرائيل حين كُلف بالوحي.

الجارة ايران لا يهمها الأصل العربي لعلي بن أبي طالب. فهي من خلاله قد وجدت ما يقلل من ظهور محمد في المشهد وإن كانت مروياتها قد تحمست لظهور سلمان الفارسي في المشهد باعتباره صحابيا عظيما.

لا تحتاج ايران اليوم إلى صحابي واحد. لديها مئات الالوف من الصحابة في العالم العربي وهم طابورها الخامس وأذرعها المقاتلة كما تصفهم.

هناك حزب الدعوة في العراق وحزب الله في ايران والحوثيون في اليمن وميليشيات لا حصر لها في سوريا وجمعية الوفاق في البحرين.

قد يقال إن ما ورد في المقال من حقائق تاريخية ينطوي في جانب منه على حس عنصري، وهو ما لا تنفيه ايران نفسها حين صار بعض رجال الدين الشيعة يمررون من خلال خطبهم جملة عابرة تؤكد على نبوة زرادشت.

فالجارة ايران لن تكتفي بما حققته من انجازات على حساب جيرانها العرب، بل هي لا تسعى إلى تغيير الأنظمة والتركيبة السكانية في المنطقة، حسب بل وايضا إلى نشر عقيدتها في تفسير الاسلام بما يناسب تاريخها، وهي عقيدة تتخذ من التشيع غطاء، غير أنها في حقيقتها ليست سوى تصريف فارسي محض للإسلام.

وهنا ينبغي التأكيد على أن للفرس الحق في قولبة الإسلام بما ينسجم وأحوالهم، لكن ليس لهم الحق في أن يفرضوا ذلك القالب على الآخرين منتحلين التشيع، وليس من حقهم أيضا التدخل في شؤون جيرانهم السياسية بذريعة الدفاع عن مذهب، هم ليسوا أوصياء عليه.

لإيران الحق في صيانة مصالحها، لكن بشرط أن تقوم بتلك الصيانة ضمن حدودها الاقليمية، وليس من خلال أذرعها مستغلة عواطف الفقراء والجهلة والمتعصبين ومرضى الحروب الطائفية.

وفي حساب الربح والخسارة فإن الشرائح الاجتماعية التي أوقعها حظها الطائفي العاثر تحت الهيمنة الايرانية لم تربح سوى الفقر والتخلف والعزل والنظر بحقد وكراهية مجتمعاتها. مَن لا يصدق ذلك فليذهب إلى الضاحية الجنوبية في بيروت أو يتجول في مدينة الثورة ببغداد أو يتنقل بين أزقة القرى الشيعية في البحرين.

في كل الأماكن المذكورة سلفا صنعت ايران لأتباعها سجونا طائفية يتمنى المقيمون فيها وقد انقطعت صلتهم بالعصر لو أن جبل النار الذي تمنى عمر بن الخطاب وجوده كان حقيقيا ليحميهم من الكارثة الايرانية التي حلت بهم.

 First Published: 2015-01-11
   لن يغفر الفرس لعمر الفاروق  رضي الله عنه  أنه أطاح بمُلك كسرى. ولكن هل علينا أن نصدق أنهم يغفرون ذلك لمحمد صلى الله عليه وسلم ، النبي العربي الذي كان دينه سببا في إنهيار وصايتهم على الشرق كله؟


ميدل ايست أونلاين
بقلم: فاروق يوسف


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..