قناة «رابعة» الإخوانية المستقرة في تركيا، لم تتوقف يوماً عن الإساءة إليه شخصياً وإلى السعودية، حتى ظهر فيها قبل أيام أحد أعضاء الجماعة، سلامة عبدالقوي، شامتاً في وفاته وواصفاً إياه، رحمه الله، بأشنع العبارات.
نعرف أن جماعة «الإخوان» كانت تتربص بالبلد، وأنها عدو له، لكن ضربات الراحل القاصمة أنقذت البلد من نواياها الكارثية، وحجّمتها حتى كادت تدفنها، فكان ردها الشتائم والعبارات الرخيصة، كاشفةًً مكنونها ونهجها وشدة ألمها، لكن العجيب أن تمر هذه الهجمات القذرة بصمت من المتابعين والراصدين، خصوصاً أن القناة لم تعتذر أبداً، بينما هبّ كثيرون للدفاع عنها حين بثت بياناً إرهابياً يهدد صراحة مصر والدول المعارضة لـ»الجماعة» بالإرهاب وموجات القتل والتفجيرات، خشية تشوّه صورة «الجماعة» الزائفة في الغرب، إلى درجة أن بعضهم أنكر صلة «الجماعة» بهذه القناة، مع أن جميع القيادات والرموز تسكن فيها، وتتبادل الجلوس على منصة بثها، ثم أصدرت بياناً تتنصل فيه من المسؤولية وتراوغ في لغته كالعادة حين أدركت أن نار الحظر والملاحقة ستطاولها في الغرب.
هذه الجماعة لا تهمنا في شيء، لكن ما موقف الحكومة التركية من احتضان مثل هذه القنوات، التي لم تنقطع عن قذف السعودية ورموزها بكل قاموسها الدنيء؟ وكيف ترتضي استمرارها مع إعلانها الحرب على السعودية واستهزائها بكل تاريخها وليس مجرد معارضتها للسياسة السعودية؟ وهل هذا هو التقارب الذي تريده مع السعودية؟ لا بد من أن توضح أنقره موقفها وإن كانت تقبل هذا المسلك وتعتبره وجهة نظر، أم أنها ستتصرف وفق القيم الأخلاقية والمعايير المهنية أولاً ثم حرصاً على صلاتها مع السعودية؟
نهار الجمعة الفائت، صعد الأمين العام لمجلس صيانة الدستور وخطيب جامع طهران، أحمد جنتي، المنبر مطلقاً تصريحات مسيئة عن الراحل العظيم، فجاء رد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني قوياً وواضحاً، معبراً عن المجلس بأكمله وليس السعودية فقط، فما هو سبب هذا الموقف، ولماذا صمتت عنه الحكومة الإيرانية؟ وهل هذا المسلك هو يدها الممدودة للمصالحة والتعاون في المنطقة، أم أن حالها هي كما وصفها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، العقبة أمام التقارب هي أن أفعال طهران تنكر أقوالها؟
لا تبالي لسعودية بخصومها وتمضي في طريقها المشرق بقوة وثقة، وما ترسمه على الأرض من فعل يفوق ما تعبّر عنه لغة، إلا أن الصديق لا يمكن له أن يرتضي أن تكون داره مركزاً ومنطلقاً للإساءة البشعة الى خادم الحرمين الشريفين الراحل. وكما انتقد مجلس التعاون الخليجي إساءات خطيب طهران، فلا بد من إنكار صمت أنقره على الشرر المتطاير من داخلها.
السعودية لا تعرف لغة الشتائم وتترفع عنها، وإن غضبت فإن ردّها سيكون فعلاً لا قولاً.