الأحد، 22 فبراير 2015

بالوثائق النادرة: البغدادي من طالب فاشل إلى زعيم مرعب


 تم إعفاؤه من الجيش لأسباب صحية
السبت - 02 جمادى الأول 1436 - 21 فبراير 2015 - 10:49 مساءً
 
بغداد
 
رغم أن أبو بكر البغدادي يعد أكثر "إرهابي مطلوب عالميا"، حيث خصصت أمريكا 10 ملايين دولار مقابل رأسه، إلا أننا لا نعرف إلا
القليل عن حياة الرجل الذي أعلن نفسه خليفة لـ"دولة مترامية الأطراف" تمتد من أطراف حلب إلى مناطق قريبة من بغداد.
لكن فريقا ألمانيًا قرر المجازفة بحياة العديد من صحفييه بهدف إماطة اللثام على شخصية "الخليفة الغامض" وطفولته، فسافر إلى مسقط رأسه في سامراء العراقية.
الفريق الذي تكون من إذاعة "إن دي آر" وتليفزيون "في دي آر" وصحيفة "تسود دويتج تسايتونج"، توغل في شوارع سامراء بحثا عن آثار طفولة البغدادي ودراسته ومراهقته.
الطفولة والمراهقة
 وبحسب الوثائق التي حصل عليها الفريق الألماني، فإن الاسم الحقيقي هو إبراهيم عوض إبراهيم البدري ولد بسامراء شمالي بغداد، 1 يوليو عام 1971. نشأ وترعرع وسط عائلة متوسطة الحال في مبنى متواضع في المدينة.
في مدينته سامراء، ذهب إلى المدرسة الثانوية. كان جيدا في الرياضيات؛ لكنه كان ضعيفا في مادة اللغة الإنجليزية، ورسب في البكلوريا في المرة الأولى؛ لكنه تمكن من اجتياز الامتحان بصعوبة في المرة الثانية بفضل العلامات الزائدة التي تلقاها لأن شقيقه "استشهد" أثناء الخدمة العسكرية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية.
البغدادي – بحسب الوثائق – لم يخدم في الجيش وحصل التسريح لأسباب صحية.
العائلة والجيران
 يقع منزل عائلة البغدادي في حي بجنوب غرب مدينة سامراء، غالبيته من السنة، وهو ذات الحي الذي يقطنه غالبية من اللاجئين الذين فروا من أعمال تنظيم "داعش" الوحشية.
ولا يزال أصدقاء عائلة البغدادي يعيشون في ذات الحي إلا أن العائلة ذاتها تركت المدينة ولا يعلم أحد بمكان إقامتهم الحالي، لكن شقيقه الأكبر الذي كان ضابطا في الجيش العراقي إبان فترة صدام حسين لا يزال في أحد السجون العراقية.
وأشار أصدقاء العائلة إلى أن البغدادي كان منذ الصغر مهووسا بالسلطة والقوة.
وقال أحد أصدقاء مراهقته وأحد زملائه في لعب كرة القدم، مفضلا عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن البغدادي "منذ شبابه كان دائما يرغب بأن يكون القائد وأن تسمع كلمته. كان يحب السلطة".
الدراسة في بغداد
في بداية تسعينيات القرن الماضي سجل البغدادي في جامعة بغداد، أراد دراسة القانون ولكن علاماته لم تؤهله لذلك، فأعرب عن رغبته بدراسة اللغات أو التربية، لكنه استقر أخيرا على الدراسة في كلية الشريعة الإسلامية.
 مدير الجامعة حينها تحدث عن البغدادي- أيضا- مفضلا عدم الكشف عن اسمه، وقال إن البغدادي كان طالبا متوسط المستوى وتخرج في كلية الدراسات الإسلامية بمعدل متوسط، وأشار المدير إلى أن البغدادي "غير مؤهل ليصبح قائدا كما يزعم الآن. وصحيح أنه درس القرآن لكنها مسألة حفظ أكثر منها مسألة تفسير وتحليل لكتاب الله".
بعد حصوله على الماجستير، أراد البغدادي إكمال دراسته في الدكتوراه وأعد مخطط الأطروحة التي أبدى الدكتور المشرف إعجابه بموضوعها ولكنه سجل العديد الملاحظات على الأخطاء اللغوية والإملائية في مخطط الأطروحة.
عام 2007 كانت المحطة النهائية في حياته الدراسية بحسب الوثائق المتوافرة.
غزو أمريكا للعراق
وبينما كان البغدادي يعد أطروحته في الدكتوراه، وقع أسيرا بيد الجيش الأمريكي الذي أودعه في سجن "معسكر بوكا" جنوبي العراق وهو السجن الذي يعد مرتعا للإرهابيين المستقبليين، ويدعى هذا السجن أيضا بـ"المدرسة"، حيث التقى هناك البغدادي بالموالين لصدام وبنى شبكة واسعة من المؤيدين، وحاز على مكانة مهمة أثناء هذه الفترة فقد كان وسيطا ناجحا لحل الخلافات، وأطلق سراحه بعد 10 أشهر.
بعد السجن
بعد خروجه من السجن، أقام البغدادي في غرفة في العاصمة بغداد وأصبح مؤذنا ومعلما لأطفال الحي الذي كانوا يواظبون على دروسه في المسجد القريب.
وبحسب المراقبين، فإن البغدادي في هذا الوقت كان قد أصبح أحد أعضاء تنظيم "القاعدة"، وكان مقربا من أحد الشيوخ الذين يؤلبون السنة ضد الشيعة في خطبهم.
وبعد أطروحته في الدكتوراه - والتي تمت سرقتها بحسب الجامعة - اختفى البغدادي. ويبدو أنه كان قد التحق بتنظيم "دولة العراق والشام" وبرر أعماله وارتقى في سلم العضوية إلى أن أصبح أحد شرعيي التنظيم. وكان يستشهد دوما بمقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "إذا أصبت فأعينوني، وإذا أخطأت فقوموني".
لا يعد البغدادي خطيبا مفوّهاً، لذا تجده لا يظهر للعلن كثيرا، لكنه يلعب دورا كبيرا في محاولة منح أفعال التنظيم أسسا شرعية.
البغدادي شخص لا يرحم، ولا تأخذه شفقة بقريب أو صديق أو جار، وهذا الجانب المرعب في شخصيته.
 

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..