السبت، 28 مارس 2015

حقيقة مفهوم الجندر

1- مصطلح (النوع) أو (الجندر)، مصطلح (مراوغ) لم يتمَّ تعريفه بشكل دقيق يعبر عن حقيقة مضمونه وتطبيقاته حاليًّا في قضايا المرأة وقضايا الشواذ.

ظهر هذا المصطلح مائتين وثلاث وثلاثين مرة في وثيقة مؤتمر بكين للمرأة في عام 1995م.

2- فرَّقت منظمة الصحة العالمية بين مصطلحي الجنس والجندر، فالأول يشير إلى السمات البيولوجية التي تحدد من هو الرجل، ومن هي المرأة، بينما يشير الثاني إلى الأدوار، والأنشطة، والخصائص التي يراها مجتمع ما مناسبة لكل من الرجل والمرأة، ومن زاوية أخرى هناك (الذكر والأنثى)، وهي تقسيمات تخص الجنس، وهناك (الذكورة والأنوثة)، وهي تقسيمات تخص النوع، وليست هناك اختلافات جوهرية في مظاهر الجنس بين المجتمعات المتعددة، ولكن هناك اختلافات كبيرة بين هذه المجتمعات في مظاهر النوع.

3- جندر (Gender) كلمة إنكليزية تَنحدِر من أصل لاتيني" Genus " تعبر عن الاختلاف والتمييز الاجتماعي للجنس، وتصف الأدوار التي تُعزى إلى النساء والرجال في المجتمع، والتي لا يتم تعيينها بواسطة العوامل البيولوجية، وإنما بواسطة المعطيات الاجتماعية، والقواعد الثقافية ومعاييرها ومحظوراتها، فالأدوار الجندرية - (بحسب هذا التعريف) - تتفاوت بين ثقافة أو حضارة وأخرى، وهي قابلة للتغيير والتطوير".

4- تعرفه منظمة "الصحة العالمية" على أنه "المصطلح الذي يفيد استعماله في وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعيًّا، لا علاقة لها بالاختلافات العضوية".

5- تعرف الموسوعة البريطانية الهوية الجندرية "Gender Identity" بأنها:شعور الإنسان بنفسه كذكر أو أنثى، وتقول: "إن الهوية الجندرية ليست ثابتة بالولادة - كذكر أو أنثى - بل تؤثر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهوية الجندرية، وهي تتغير وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية كلما نما الطفل.

6- تكمُن خطورة تعريفات الجندر في النظرة إلى الأنوثة والذكورة بالمعنى العضوي، منفصلة عن البنية النفسية والأدوار الاجتماعية للأفراد، وأن هذه الأدوار هي مفاهيم اجتماعية مكتسبة وليس لها علاقة بالطبيعة العضوية والفسيولوجية لكلا الجنسين، فالتربية الاجتماعية هي التي تحدد الأدوار الاجتماعية، وبالتالي فالمجتمع والتربية هما العاملان الحاسمان في تكوين النفسية الأنثوية أو الذكورية بغض النظر عن الطبيعة العضوية؛ حيث إن الهوية الجندرية ليست بالولادة كما يوضح التعريف، بل تؤثر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهُوية الجندرية، وهي تتغير وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية كلما نما الطفل.

7- يعني ما سبق أن الفرد من الذكور إذا تأثر في نشأته بأحد الشواذ جنسيًّا، فإنه قد يميل إلى جنس الذكور؛ لتكوين أسرة بعيدًا عن الإناث، ليس على أساس عضوي فسيولوجي، وإنما على أساس التطور الاجتماعي لدوره الجنسي والاجتماعي، وكذلك الأمر بالنسبة للفرد من الإناث؛ أي: إنهم يرون أنه من الممكن أن تتكون هوية جندرية لاحقة أو ثانوية - جنس ثالث مثلاً - لتتطور وتطغى على الهوية الجندرية الأساسية؛ حيث يتم اكتساب أنماط من السلوك الجنسي في وقت لاحق من الحياة؛ إذ إن أنماط السلوك الجنسي وغير النمطية منها "بين الجنس الواحد" أيضًا - تتطور لاحقًا.

8- طبقًا لما جاء في وثائق مؤتمر روما لإنشاء محكمة الجنايات الدولية الذي انعقَد في عام 1998م وردت عبارة: "كل تفرقة أو عقاب على أساس الجندر،تشكِّل جريمة ضد الإنسانية"، هذا يعني أنه إذا مارس أحدهم الشذوذ الجنسي، فعوقب بناءً على التشريعات والقوانين الداخلية لتلك الدولة، فإن القاضي يعتبر مجرمًا بحق الإنسانية، وبعد اعتراض الدول العربية تم تغيير كلمة Gender لكلمة Sex في النسخة العربية، وبقي الأصل الإنجليزي كما هو.

9- مِن القضايا التي تحاول البرامج (الجندرية) التصدي لها: الوظيفة الاجتماعية للرجل والمرأة، على افتراض أن الرجل يُهيمِن على المرأة، ويمارس قوة اجتماعية وسياسية عليها ضِمنَ مصطلح المجتمع الذكوري، وبالتالي يجب منحُ المرأة قوة سياسية واجتماعية واقتصادية، تساوي القوةَ الممنوحة للرجل في جميع المستويات حتى في الأسرة.

10- نظرًا لصعوبة إزالة الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة، سعى دعاة الجندر إلى إزالتها مِن خلال برامجَ تنمويةٍ تعمل على تغيير قِيمي وبنيوي داخلَ المجتمع، يكفل إزالةَ هذه الفروق. تقول عالمة الاجتماع "أوكلى": إن الأمومة خُرافة، ولا يوجد هناك غريزة للأمومة، وإنما ثقافة المجتمع هي التي تصنع هذه الغريزة؛ ولهذا نجد أن الأمومة تعتبر وظيفةً اجتماعية".

المصادر:
1
- حسن حسين الوالى؛ الجندر، المفهوم والحقيقة والغاية.

www.saaid.net/female/0165.htm
2- رأفت صلاح الدين؛ المرأة بين الجندرة والتمكين.
www.lahaonline.com
3- What do we mean by "sex" and "gender"? , www.who.int/gender/whatisgender/en/


د. أحمد إبراهيم خضر

تاريخ الإضافة: 30/4/2013 ميلادي - 20/6/1434 هجري

 


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..